التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من «مكة لايف» إلى «عيش الحج».. مبادرات تقنية للتعريف بمكة ونقلها للعالم


آخر تحديث: الخميس، ١٧ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش){ جدة - عمر البدوي 

< المكان الذي تهفو إليه قلوب ملايين المسلمين من كل بقاع وأصقاع الأرض، أصبح في متناول بصرهم وسمعهم الآن بفضل شباب مكة المكرمة، الذين أشربت قلوبهم بحب هذه المدينة المقدسة، وعلى أجنحة التقنيات الجديدة ينقلون روح هذا المكان عبر صور حية ومباشرة، يتتبعون التفاصيل، ويلتقطون ما لا تحوز عليه كاميرات البث التلفزيوني التقليدية.
شيء من روح المدينة وعبقها ينقله شباب مكة بشغف واستمتاع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، رغبة منهم في مد حبال الوصل والود بين المسلمين وأرض رسالتهم.
قبل عام من الآن انطلق «سناب مكة» على يد الشاب أيمن الشريف، وهو طالب للماجستير، يعرف شعاب مكة لأنه من أهلها، يتخذ من «البساطة» مبدأ عمل وهو ينقل تفاصيل الحرم المكي وأجواءه المختلفة، ولا سيما خلال المواسم الدينية التي تزيد فيها البقاع المقدسة اكتظاظاً وروحانية.
وتمكن خلال فترة قصيرة من نيل اهتمام الناس ومتابعتهم وإعجابهم، ولا سيما أنه لا يقدم معلومة تقليدية، بل ينبش في التفاصيل وفي كواليس العمل الذي يجعل الحرم باستمرار في كامل جاهزيته وأبهته لاستقبال قاصديه ولو بالملايين.
وهو شاب مضياف، كثيراً ما يرحب بحضور مشاهير السوشيال ميديا، ليقف معهم على الملامح غير المرئية للحرم المكي، كيف تعبأ عبوات زمزم، وكيف تغسل السجادات وتجهز للصلاة، وكيف توزع المصاحف في الأنحاء المترامية للمسجد، وكيف ينتشر عمال الصيانة في أجزائه وأدواره المختلفة، وسوى ذلك من الأسرار التي تخفى على الزائر العادي، فتتعرف عليها خلف قصص الشريف وضيوفه في «سناب مكة».
و«سناب مكة» يأتي مثل كثير من المبادرات التي حقق فيها شباب سعوديون استثماراً ذكياً ومفيداً للتقنيات الجديدة في نقل صورة مميزة وحضارية عن بلدهم.
ففي عام ٢٠١٥ استطاع الشاب أحمد الجبرين أن يحول فكرته «مكة لايف» وهي حملة لتعريف الغرب بعظمة الإسلام وتثقيفهم عن الحرم المكي وصلاة التراويح طوال يوم ٢٦ وليلة 27 رمضان، إلى حدث عالمي كبير.
يتحضّر الشريف ومعاونوه في مشروع جديد بالتزامن مع انطلاق موسم حج هذا العام، بـ«حملة عيش الحج مع سناب مكة».
«الحياة» التقت الشاب أيمن الشريف وسألته عن الحملة فرد قائلاً: «هي امتداد لتغطيات (سناب مكة) على منصة سناب شات من خلال تغطيات منوعة لموسم الحج وإبراز جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من خلال الخدمات المقدمة لهم في المسجد الحرم أو المشاعر المقدسة، وجهود رجال الأمن في عملية إدارة الحشود وتنظيم الحركة وغيرها من المواضيع التي تهم المتابع وإيصال آخر الأخبار والمستجدات بالتعاون في ما يخص مكة والحج».
ويعمل على حساب «سناب مكة» مجموعة من شبابها ومبادريها، يتناوبون على تقديم محتواه المميز، ويحاولون تقديم تغطيات منافسة لوسائل الإعلام المتزاحمة في هذه البقعة، ولكن بروح أكثر خفة ورشاقة وظرافة وهي اللغة العصرية الأكثر سرياناً وانتشاراً هذه الأيام.
أكثر ما يحركهم ويدفعهم للمزيد من العمل والبذل هي ردود الفعل المميزة التي يجدونها من وراء جهودهم، رسائل من دول العالم المختلفة وبلغات شتى يربطهم الحب والشوق لهذا المكان، تحثهم للمواصلة والاستمرار.

وأخيراً فاز المشروع بجائزة مكة للتميز في دورتها الثامنة في فرع التميز العلمي والتقني، وتسلم الشاب أيمن الشريف مؤسس حساب سناب مكة الجائزة من أمير المنطقة لتوظيفه وتسخيره للتقنية ومخرجاتها بطرق سهلة ومميزة ومشاركته في نقل صور عن عدد من المشاريع في المنطقة لجميع أنحاء العالم. وعلق الشريف قائلاً: «حصول حساب سناب مكة على جائزة التميز لهذا العام من الأمير خالد الفيصل هي بمثابة الدعم لمشروع إعلامي شاب يخدم مكة إعلامياً، حيث البساطة في نقل الأحداث، ونسعى إلى أن نكون قدوة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم محتوى يفيد المتابع».



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...