آخر تحديث: الأحد، ١٣ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي
خيمت أجواء الحزن والصدمة على الوسط الفني الخليجي والعربي برحيل الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، أحد أبرز الأسماء الفنية الخليجية شهرة وتأثيراً، إذ بقي لعقود أيقونة الدراما الخليجية الفنية والمسرحية لا يشق لها غبار عبر تاريخ طويل على خشبات المسارح والشاشات.
تحتفظ ذاكرة الناس بعشرات اللقطات والمواقف التي تجلت فيها موهبة عبدالرضا الفنية وهو ينتزع ابتسامة الجمهور من وسط قسوة الواقع، ويُمتعه بقفشاته الذكية، متعالياً على كل ركام الاختلافات والوجع العربي الذي لا يزال سائداً المشهد.
يتنافس أبناء الوسط الفني والصحافي اليوم على تقليد الراحل ما يليق به من ألقاب يمكن أن تختصر مسافة طويلة ومشواراً كبيراً وزاخراً من الأعمال الفنية والمسرحية التي قدمها: «هرم الفن»، «أسطورة المسرح»، «آخر من بقي من زمن العمالقة»، وسوى ذلك من ألقاب تحيّي تجربته وترسّخها في سجل التميّز.
بكى عشرات الفنانين عبر وسائل التواصل الاجتماعي رحيل عبدالحسين عبدالرضا في أحد مستشفيات لندن عن ٧٨ عاماً، أمضى ثلثيها في الوسط الفني من دون توقف ولا كلل ولا ملل.
الفنان السعودي ناصر القصبي كان آخر من رافقه في عمل فني في رمضان الماضي، كتب: «أعزي نفسي بوفاة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا. وداعاً أيها العظيم، غيابك أيها المعلم لا يملأه أحد».
عبدالرضا واحد من مؤسسي الحركة الفنية في منطقة الخليج ورمز من رموزها البارزة، إلى جانب ثلة من الأسماء، سبقه أكثرهم إلى مفارقة الحياة.
تعود بداياته الفنية إلى ستينات القرن الماضي حين ظهر في أول عمل مسرحي باللغة العربية الفصحى بعنوان «صقر قريش» عام 1961. شارك في تأسيس «فرقة المسرح العربي» عام 1961، وفرقة «المسرح الوطني» عام 1976، وأسس فرقة «مسرح الفنون» عام 1979.
قدم للمسرح نحو 33 مسرحية أشهرها «باي باي لندن» و «بني صامت» و «على هامان يا فرعون» و «سيف العرب»، وكتب أيضاً بعض الأعمال المسرحية التي مثل فيها، وأسس عام 1989 شركة «مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع».
في التلفزيون، شارك في أكثر من 30 مسلسلاً، من بينها «درب الزلق» و «الأقدار» الذي كتبه بنفسه، وكان آخر ظهور له في مسلسل «سيلفي 3» عام 2017.
حمل عبدالرضا هموم العالم العربي، واشتهر بنقده اللاذع الظروف السياسية القائمة، ساعده في ذلك المناخ المنفتح الذي تعيشه الحالة الفنية في الكويت. وفي مطلع التسعينات، أدى أغنية مهداة إلى الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش بعد طرد القوات العراقية من الكويت.
عبدالرضا المولود في الكويت في 15 تموز (يوليو) 1939 أسس قناة «فنون» عام 2006، وهي تشكل استمراراً لنهجه الفني والمسرحي، ورحل في ساعة متقدّمة من ليل الجمعة في أحد مستشفيات لندن، بعد إصابته بجلطة أثناء وجوده في العاصمة البريطانية للعلاج.
طائرة أميرية لنقل جثمان عبدالحسين عبدالرضا
آخر تحديث: الإثنين، ١٤ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)الرياض - «الحياة»
عبّر أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن بالغ حزنه وتأثره لوفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا، مشيراً إلى أن الكويت فقدت برحيله أحد أعلامها الكبار في مجال الفن المسرحي، كما فقدت الساحة الفنية المحلية أحد رواد ونجوم المسرح الكويتي الخليجي والعربي، ووجه بتوفير طائرة أميرية لنقل جثمان الراحل من لندن إلى الكويت.
وأعرب أمير الكويت عن تقديره دور الفنان الراحل في النهوض بالحركة والأعمال المسرحية وتطويرها وانتشارها داخل البلاد وخارجها، مشدداً على أن الوطن لن ينسى أبناءه الأوفياء الذين ساهموا في العطاء، وبذلوا جهدهم لخدمة وطنهم ورقيه ونهضته. كما بعث برقية تعزية ومواساة لأسرة الفقيد، مستذكراً مناقبه ومساهماته في الحركة الفنية، فيما بعث ولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، برقية مماثلة، سائلاً فيها المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وكرّم تلفزيون الكويت الفنان عبدالحسين عبدالرضا بتخصيص زاوية على صدر شاشته تحمل صورة رثائية تخلد شيئاً من دوره وحضوره في واقع الفن الخليجي العربي، ومعززاً صورته كأيقونة فنية سبقت إلى تقديم طرح يتسامى على تهافت الواقع العربي.
وجادت ذاكرة محطة الكويت بكل ما تحتفظ به من روائع وبدائع الفنان الراحل، وكررت في تقاريرها التي لم تتوقف منذ إعلان رحيله وهي تنادي وتذكر بدور أبي عدنان أو «أبو عليوي» الذي أتقن أدواره ممثلاً ومغنياً وكاتباً ومنتجاً وقائداً لفرق مسرحية، ومالكاً لقناة تلفزيونية للمنوعات هي قناة فنون التي أطلقها العام ٢٠٠٦، واحتفظت بشخصيته المرحة والفكاهية في زمن كان الواقع العربي يتجه إلى مزيد من السوداوية، مؤكداً على قدرة الفن على شفاء الجروح واندمالها.
تلفزيون الكويت كان قائد معزوفة الحزن على رحيل عبدالرضا بساعات من البث المباشر احتكرت صورته، فيما أصدقاؤه يتناوبون على النعي، وبقيت الشاشة منكسرة بين يدي المذيعة الكويتية «إيمان نجم» وهي تستقبل في كل ساعة مهاتفة أحد جلسائه أو زملائه من الوسط الفني وهي تغالب دمعاتها.
الفنان السعودي أبوبكر سالم تحامل على مرضه الذي يلازمه منذ أشهر، وأرسل عزاءه عبر أثير شاشة الكويت، وبصوت متوجع ومعجون بالأسى كان يردد أبيات متصوفة غاية في الوجد، ويرثي صديقه بأبيات شعرية لـ «ابن علوي» أجود بدمعي والدموع على الخدِّ.. شهودٌ على الأشواق والحزن والوجدِ.
شاشات وإذاعات أخرى تحولت نحيباً يبكي رحيل الفنان الكويتي، فيما شارك مشاهير الفن والتمثيل والمسرح عبر حساباتهم الشخصية في وداعه وهم يستذكرون ما تجود به اللحظة من مواقف ومآثر.
«أبو ردح» و«حسين بن عاقول» و«عتيج ودواس»، هي الكاركتيرات أو الشخصيات التي تقمصها عبدالرضا خلال مسيرته الفنية، وقد كانت رموزاً جلية على تفجر موهبته من دون توقف حتى الرمق الأخير من حياته، إذ لا تفصله عن آخر أعماله التي أذيعت سوى أشهر قليلة.
آخر شركائه في مسلسل «سيلفي» الفنان السعودي ناصر القصبي لم يتوقف عن الكتابة في حسابه على «تويتر»، ولا كاتب المسلسل خلف الحربي، وحياة الفهد الفنانة الكويتية التي زاملته دهراً طويلاً أجهشت بالبكاء على فقيد ذكرياتها عبر شاشة «mbc».
كانت الفهد على تواصل دائم مع الراحل، ويناقشان قضايا الفن وبخاصة المسرح، وكان يتمنى أن يعودا ليعملا معاً عملاً مسرحياً، إذ كان مهتماً أن يجتمع من خلالها بكل الفنانين من جيله كسعد الفرج وسعاد عبدالله.
كان عبدالرضا يهم بالخروج من المستشفى قبل أن توافيه المنية وهو الأمر الذي سبب صدمة واسعة لقلوب محبيه والمقربين منه، إذ كانت الأنباء تتوارد عن تماثله للشفاء ونيته العودة إلى وطنه، لولا أن القدر كان أسبق من غيره وجاء بخلاف ما تشتهي الأنفس.
«الفن يتيم».. بخسارة عبدالحسين عبدالرضا
آخر تحديث: الخميس، ١٧ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش){ جدة - عمر البدوي
< ولد الممثل الكويتي والكوميدي عبدالحسين عبدالرضا في دروازة شرق الكويت عام ١٩٣٩ لأب يعمل بحاراً، وهو السابع من بين أخوته الـ14. تلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة، وذلك في مدرستي المباركية والأحمدية. عمل في وزارة الإرشاد والأنباء في قسم الطبع، ثم سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة عام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وفي عام 1961 سافر في بعثة إلى ألمانيا لاستكمال الدراسة في فنون الطباعة.
تدرج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام عام 1959 إلى أن تقاعد في 30 أيلول (سبتمبر) 1979. يعتبر من مؤسسي الحركة الفنية في الخليج مع مجموعة من الفنانين منهم خالد النفيسي وعلي المفيدي وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم. كانت بداياته في أوائل ستينات القرن الـ20، وتحديداً في عام 1961، وذلك من خلال مسرحية صقر قريش بالفصحى، إذ كان بديلاً للممثل عدنان حسين، وأثبت نجاحه أمام أنظار المخرج زكي طليمات، وتوالت بعدها الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها الإنجازات والشهرة والجوائز وغيرها. قدم أشهر المسلسلات الخليجية على الإطلاق والذي لا يزال المسلسل الأول بالخليج وهو مسلس لدرب الزلق مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبدالعزيز النمش وعلي المفيدي. أسس قناة فنون التي بدأت بثها عام 2006 لتكون بذلك أول قناة متخصصة بالكوميديا على مستوى الوطن العربي. تعرض لعدة أزمات صحية، منها كانت بعام 2003 عندما تعرض لأزمة قلبية أثناء تصويره لمسلسل الحيالة نقل على إثرها إلى المستشفى وتبين إصابته بانسداد في الشرايين، سافر بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة وعاد بعد شفائه لإكمال تصوير المسلسل.
كما تعرض لأزمة حادة في عام 2005 إثر إصابته بجلطة في المخ أدخل على إثرها العناية المركزة بمستشفى مبارك الكبير ونقل بعدها للعلاج في ألمانيا.
بعد الانتهاء من مسلسل العافور أجرى عمليتي قسطرة للقلب في لندن عام 2015، وفي يوم 9 آب (أغسطس) 2017 تم نقله إلى المستشفى، إذ تعرض لوعكة صحية شديدة في العاصمة البريطانية لندن ودخل العناية المركزة.
توفي مساء الجمعة 11 أب (أغسطس) 2017 بعد إجرائه جراحة في القلب نتيجة تعرضه لجلطة حادة في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز 78 عاماً، وأعلنت قنوات كويتية خاصة عدة الحداد بعد خبر وفاته.
غير المروي من سيرة عبد الرضا
يحمل الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا تاريخين شخصيين مختلفين ، فهو ولشهرته يكاد يجمع الناس على معرفته سيرته الفنية التي اتصلوا بها منذ الستينات وعمله الفني الأول في " صقر قريش " وحتى حلقته الأخيرة في مسلسل سلفي التي شيع فيها قلبه الواهن إلى مثواه الفني الأخير .
ولكن سيرة شخصية شديدة الخصوصية لا يعرفها إلا خواصه ومجالسوه ، وهي مفاصل حياته التي ألقت بظلالها النفسية والوجدانية على توهجه وتألقه الفني والمسرحي .
روحه المرحة التي تظهر خلال المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية ليست مصطنعة ، فهي جزء أصيل من طبيعته وتكوينه الشخصي والنفسي ، فهو سريع البديهة وصاحب نكتة غير متكلفة ، والكواليس التي تحتفظ ببعض مواقفه العفوية أثناء تصوير المسلسلات والحلقات التلفزيونية تشهد بوضوح وجلاء على ذلك .
كما أن فكاهته وروحه الكوميدية لم تؤثر جانب من شخصيته الجادة بدون إسفاف ولا تنزل ، وبقي محتفظاً بكاريزميته وشخصيته القوية التي لا تنطبق وما يظن به من كثرة التندر والضحك.
كان قلبه المرهف واسعاً ليحب عشرات المرات أثناء مراهقته ، وكان يكتب لهن الرسائل والمكاتيب ، وقد أحب امرأة مطلقة تكبره بسنوات ولديها أبناء ، ولكن والدته أجبرته على الزواج بابن خالته عندما شعرت بميول ابنها ، وافق استجابة لوالدته وتزوج بأم عدنان التي لم يطل بهما عش الزوجية قبل أن ينفصل عنها وارتبط بأخرى من اختياره الشخصي .
تزوج أربع مرات ولديه ثلاث بنات وولدين أكبرهم عدنان وأصغرهم بشار الذي يعمل في المجال الفني وله محاولات في كتابة الشعر وإعداد البرامج التلفزيونية، ومنال فنانة تشكيلية ٬ ومنى وبيبي .
يتحدر عبد الرضا من أسرة فنية، أخوه " أمير " فنان تشكيلي وقدم مسرحيات وأوبريتات بفن الدمى بشخصية «بو زعلان»، كما إن ابن أخيه هو الممثل علي محسن ، وابن عمه المغني غريد الشاطئ .
كان عبد الرضا يحب مجال الطباعة ، وقد درس في ذات التخصص في كل من مصر وألمانيا ، وعمل به وتولى الإشراف عليه في وزارة الإعلام الكويتية حتى تقاعده ، ولكن شهرته الفنية غمرت شغفه بهذا المجال .
ويحتفظ الفنان الراحل بفضل مدرس مصري كان يشجعه على التمثيل وذلك أيام حفلات الكشافة المصرية ، إذ كان يتقمص الأدوار الكوميدية منذ تلك اللحظة ، وكان أستاذه المصري " زيد " يرى فيه مستقبل ممثل بارع وينصحه بمواصلة ذلك دون أن يؤثر على دراسته أو يتسبب في إهماله لها .
اشتهر عبد الرضا بجمال صوته وهذا ما أعطاه تميزاً عن بقية الفنانين من جيله، وخاض تجربة «الأوبريتات» كأول فنان يقوم بعمل الأوبريتات التمثيلية الغنائية والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، كما قام بالغناء ضمن أعماله التلفزيونية والمسرحية إذا استدعى العمل ذلك.
وكان قدم أغنية بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للكويت بعد التحرير بعنوان «مستر بوش» شاركه بها حياة الفهد وداوود حسين .
وفي مقابلة له قال بأنه يميل للاستماع للأغاني الطربية بالأصوات النسائية ، وإذا اعجبه مقطع لأغنية كرره وسجله في شريط كامل، ليستمتع بالاستماع لهذا المقطع مرارًا وتكرارًا من دون توقّف، وله أشرطة عدة لأغانيه المفضلة بمقاطع مكررة شاهدة على ذلك .
نحيب الشاشات
صدمة كبيرة نالت من كل الوسط الفني بعد تلقي فاجعة رحيل الفنان عبد الحسين عبد الرضا ، إذ بكته الشاشات والنشرات الإخبارية والحلقات التي خصصت ساعاتها الطويلة لرثاء الفنان ووداعه .
الفنانة الكويتية سعاد عبد الله رافقته خلال مسيرك طويلة من الفن ، شكلت معه ثنائياً قل أن يتكرر على الشاشات ، وعبر شاشة الكويت عند وفاته قالت وبصوت يقطعه البكاء في كل مرة بأنه إنسان استثنائي وظاهرة غير عادية .
سافرت إلى لندن لحظة بلوغها خبر رحيله لتلازمه جثمانه في رحلة العودة الأخيرة إلى الوطن.
لا تقل عنها زميلتها الفنانة حياة الفهد التي ظهرت في اتصال هاتفي على شاشة ام بي سي لوداع زميلها عبد الحسين عبد الرضا وقد سكن صوتها الألم على فراقه ، وقال " أعزي الكويت كله برحيل الغالي ، راح لكنه موجود في قلوبنا " .
فيما نعته بعض مشاهير الفن والمسرح والتلفزيون عبر حساباتهم الشخصية ، في مشهد وداع كبير ، يجتمع معهم جمهور واسع وعريض كتب آلاف التغريدات التي تعزي وتنعى رحيل عبد الرضا ، مدعومة بمقاطع قصيرة تحتفظ ببعض مشاهده المسرحية والتلفزيونية ، وكانت بمثابة تشييع فني يليق بفنان مثله .
الفنان السعودي ناصر القصبي الذي شارك الراحل في آخر أعماله الفنية ، ودعه باتصال هاتفي لم يمتلك القدرة على استكماله وقد غرق في بكاء مر وهو يعبر عن قيمة الفنان في نفسه .
يشبهه في ذلك تغريدة مؤثرة للإعلامي نجم عبد الكريم تضمنت صورة قديمة وتاريخية تضم عدداً من نجوم الفن الخليجي ، كان آخر من فقد منهم الفنان عبد الحسين عبد الرضا ، وكتب عليها نجم " تتركني وحيداً وترحل ؟ " .
الفنان الكويتي داوود حسين هو الآخر لم يتمالك دمعته وهو يتحدث على وسائل الإعلام ، وبكى بشدة وهو يردد عن الألم والأسى بخسارة " أبو عدنان " .
فيما تحول البرنامج الخاص الذي قدمه تلفزيون الكويت لوداع عبد الحسين عبد الرضا إلى سرادق عزاء ، إذ تتابعت الاتصالات والمشاركات والضيوف تعزي في رحيل الفنان الكويتي وتبكيه بحرقة وتتمنى له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله وأموات المسلمين في عليين .
اللحظات الأخيرة في وفاة عبد الرضا
في المرة الأخيرة التي صافح فيها عبد الرضا مشاهديه مصافحة الوداع ، كانت عبر الجزء الثالث من مسلسل " سلفي " الذي أذيع رمضان الماضي برفقة صديقه الفنان السعودي ناصر القصبي .
كانت الحلقة أشبه ما تكون ببروفة لمشهد وداعه ، لم يدر في خلد أحد أن عبد الرضا الذي تقمص دور مريض بالقلب ، يسافرإلى لندن للبحث عن " قلب للبيع " ، يجسد في الواقع مشهداً تمثيلياً سيصبح حقيقة بعد أقل من ثلاثة أشهر ، لكنه لن ينجح في البقاء .
وحده عبد الرضا كان يشعر ، في كلماته يمكن تلمح ما كان يجول في خاطره وهو يقول ضمن مشاهد الحلقة " انا ما بقى من هالعمر كله تعب وشقاء ، سحقت هالقلب سحق ما بقى منه شيء" .
كل مقاطع الفيديو القصيرة التي رشحت من أيامه الأخيرة ، كان يتنبأ فيها بدنو أجله ، ويكرر كلماته الأخيرة وكأن شعوره بلحظة الوداع كان حاداً وصادقاً في داخله ، ولكن محبيه وجمهوره الواسع كان يمني التفس ويدعو بخلاف ذلك .
غادر لندن فعلاً للعلاج بعد ذلك ، وتعرض لأزمة قلبية أثناء خضوعه للعلاج ، وغادر الحياة بلا عودة .
قبل وفاته ، كان عبد الرضا يتلقى الاتصالات بشكل مستمر من زملائه في الوسط الفني ومحبيه من جمهوره العريض في الخليج والوطن العربي الكبير .
الفنانة الكويتية حياة الفهد واحدة ممن كانت تواصله خلال فترة علاجه في لندن ، نقلت عنه رغبته في عمل مسرحي يضم أبناء جيله ممن بقي من كبار الفنانين كسعد الفرج وسعاد عبد الله والبقية الباقية من رموز المسرح الكويتي ، كان يتحامل على أوجاع قلبه ويسلي نفسه بالعودة واستئناف العمل الذي تعلق به وصرف فيه جملة عمره واهتمامه .
هناك وقبل رحيله ، لم يتوقف عن زرع الابتسامة قدر ما تستطيع طاقته ، إذ نقل ابن شقيقه وملازمه أثناء العلاج عن زياراته وعيادته للمرضى العرب والخليجيين هناك ، وقد التقط صوراً لعبد الرضا وهو يزور بعض المرضى ليواسيهم ويؤنسهم ويخفف عنهم رغم ما التعب والإرهاق الذي يناله وراء ذلك .
الفنان الكويتي داوود حسين قال بأن الراحل احتفظ بابتسامته حتى عند رحيله ، وتحدث لوسائل الإعلام بينما عينينه تغرورق بالدمع
فجر الجمعة الحزين ، وعند الساعة الرابعة بدأت حالته تتدهور منذ دخوله قسم العناية المشددة على إثر أزمة قلبية حادة ، وأخذت المؤشرات الحيوية تنخفض في ظل ارتفاع الدعوات له بأن يتثبت ويقوى على العودة مجدداً ، وأبلغت عائلته بأن الوضع حرج وأن ساعاته معدودة .
لازمه ابنه الأكبر بشار ، وقد خسر والده روحه بين يديه ولفظ أنفاسه الأخير قرابة الساعة التاسعة بتوقيت لندن ، وحانت ساعة الحق .
الراوبط :
تعليقات
إرسال تعليق