آخر تحديث: الخميس، ١٠ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي
ديماً كانت تجمع عشاق السفر صدفُ اللقاء على قارعة طريق واحدة من المدن الشهيرة، يتبادلون الأسرار والأخبار ونوادر الأسفار، بعضهم يكتب مذكرات رحلاته وتفاصيل مصادفاته وموافقاته، التي يتناقلها الناس للمتعة والفائدة، فيما يخوضون تجاربهم عبر تجربته أو ينقلون عنها، وهي عموماً عادة قديمة لمن يحب السفر ويعشق الترحال، إذ يتبادلون ويتناقلون كل ما له صلة بهوايتهم المفضلة. ومع انتشار شبكة الإنترنت حول العالم، أصبحت المنتديات في العقد الماضي واحدة من أفضل الوسائل التي تجمع أشتات التجارب والأخبار لعشاق السفر والرحلات، إذ يتنظمون في مواقع على الشبكة تهتم بتناول كل ما له صلة بعالم الأسفار من الأخبار والصور والمواقع التي تستحق الزيارة، وكثيراً ما نشأت عن تلك التجمّعات الافتراضية مشاريع ومبادرات اجتماعية واقتصادية ثرية تستحق الاهتمام.
في حين انقرض جيل كامل كان يجد في المنتديات الإلكترونية غاية ما يمكن أن تصله البشرية في تواصلها وتفاعلها، غير أن الزمن لا يتوقّف عن ابتكار ما يحقق الذهول والنفع للناس. في الوقت الذي أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من المنصات المهمة في جمع المهتمين بالسفر، فضلاً عن سهولة التعامل والتواصل والانتشار الكبير الذي تحققه هذه الشبكات المفتوحة، ما يجعل من التجربة الفردية حقاً مشاعاً وفرصة مشرّعة للاستفادة من تفاصيلها. وربما التقى عشاق السفر والرحلات مجدداً، وتنادوا لضم تجاربهم في ناظم واحد، يجمع جهودهم ويربطهم ببعضهم بعضاً. مجموعة «رفاق السفر» واحدة من المبادرات النوعية في هذا المجال، إذ تسهل جهود المجموعة المساهمة تحت هذا الإطار، حصولك على كم كبير من المعلومات والوجهات السياحية المتنوّعة، فضلاً عن النصائح والتوجيهات التي تمكّنك من قضاء رحلة ممتعة وسليمة، وربما زوّدك بعضهم بلائحة من أفضل مقدّمي الخدمات في البلاد التي تقصدها، إضافة إلى القوانين والأنظمة التي يجب عليك مراعاتها والتعاطي معها لضمان رحلة آمنة وسعيدة. وتوفّر هذه المجموعة عبر حسابها في «تويتر» البرامج والعروض السياحية، ونصائح المرشدين السياحيين، وتبادل المعلومات السياحيّة في دول العالم. أنور عبدالله من جنوب السعودية، يعشق السفر مثل كثيرين من رفاقه، ويرتّب لعائلات ومجموعات رحلات ماتعة إلى دول عدة. فهو يؤمن بما تمتلكه السعودية من إمكانات لو أنها وجدت الاهتمام والاستثمار، على رغم ثقته بمستقبل السياحة المحلية التي تتحفز لأعمال «رؤية 2030» ووعودها، إذ يعتقد بأن أمامها الكثير لتنضج وتنافس.
أسس أنور من واقع ما يحبه ويهتم له مجموعته الخاصة «مسافرو جازان»، وهو حساب جديد يهتم بالسياحة والثقافة والعادات في هذه المنطقة، ويغطّي رحلات أعضاء المجموعة إلى بلدان مختلفة.
انطلق الحساب من مجموعة أشخاص يهتمون بالرحلات ويعشقونها. ومن جنوب السعودية، التي تشتهر بالبحر والجزر والسهل والجبل، باشرت أعمالها، بدءاً من الاجتماع التأسيسي الذي عقد في كانون الثاني (يناير) الماضي. يقول مؤسس المجموعة أنور عبدالله في حديثه لـ «الحياة»: «الغالبية تتمنى وتهوى السفر، بداية الفكرة طرحتها على أصدقائي في الفايسبوك، ولما أعجبتهم أنشأت مجموعة على تطبيق واتساب، وحاولت أن أضم فيها فقط عشاق السفر، بهدف تبادل الفائدة والمعلومات في ما بيننا». ويتابع: «قررت أن نتوسّع ونطوّر الفكرة، خصوصاً أن مجموعة الواتساب لها عدد محدد من الأعضاء، ويوجد من هو خارجها ولا يستطيع الانضمام إليها ويحتاج إلى معلومات. وبالتالي قررت إنشاء حساب في تويتر لتسليط الضوء على جازان، نظهر العادات وتقاليد والأماكن الجميلة فيها، إضافة إلى عرض رحلات (مسافرو جازان) إلى خارج السعودية ليستفيد منها المتابعون».
وعن البدايــــات يقول عبدالله: «عقدنا اجتماعنا الأول في رمـــضان وحددنا هدفـــنا المتـــمثل في أن نكون مرجعاً في السياحة والسفر لأبناء المنطقة ولغيرهم، لكننا نحتاج إلى دعم كبير، ولا نزال نخطو خطواتنا الأولى».
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق