التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فنانون ناشئون يطالبون بتحسين ظروف عملهم في السعودية


آخر تحديث: الإثنين، ٣١ يوليو/ تموز ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 

مواهب سعودية مختلفة أصبحت تجد طريقها الآن إلى الظهور، تفتقت مواهبها عن إبداعات جديرة بتقديمها للعالم عبر المعارض والمناسبات الفنية المختلفة، وبعد عقود من الاختباء والإهمال بفعل عوامل ثقافية واجتماعية، أصبح الفن اليوم يجد من يرعاه ويتبناه ويهتم لأمره.
فنانون شباب استثمروا في الفرص التي تتيحها شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن كسروا حواجز الخجل وضعف الثقة بإمكاناتهم ونظرة المجتمع التي ظلت لسنوات حبيسة مواقف متوجسة، قبل أن تنعتق وتستوعب حقيقة الفن المؤثرة ودوره في تشكيل الوعي الاجتماعي المنتج والمبدع.
وعلى رغم ما تحقق حتى الآن وهو ما يعتبر تقدماً لدى السعوديين، المشوار لا يزال في بداياته، إذ هناك جملة من التحديات، ينتظر فنانون شباب أن تنجلي مستقبلاً لضمان أفضل أداء وإنتاج يمكن أن يقدمهم للعالم.
وفي الوقت ذاته يستبشر الفنانون الشباب في السعودية بمستقبل صالح لفنونهم وظروف عملهم، ولكن المحك هو الواقع. «الحياة» التقت عدداً منهم، واطلعت على بعض إنتاجهم الذي سافر إلى تركيا ودول الخليج وبعض الدول الأوروبية، وكان نقاش حول مستقبل الفن الشاب في السعودية.
«جوديارو» فنانة سعودية شابة، ولها متابعون كثر في مواقع التواصل الاجتماعي، تقول عن تجربتها: «بدأ حبي للفن منذُ طفولتي كوني من عائلة تنحدر منها قائمة طويلة بأسماء فنانين تشكيلين، فأنا مولعة بالفنون السبعة جميعها. في الروضة والمدرسة الابتدائية، واجهت صعوبة في التماشي مع رغبة المعلمة في رسم شيء تطلبه منا، لطالما خرجت عن النص وتفننت في ما أحب وأهوى وعلى رغم قدرتي العالية في الرسم وتصوير الأشياء، إلا أنني لم ألقَ تشجيعاَ حينذاك».
وأضافت: «بداياتي في الرسم كانت محاولات صغيرة لرسم الجمادات وهذا لا يستهويني، ثم اتجهت لرسم البورترية واعتنقته بكل حب، فجُل متعتي كانت في تثبيت الملامح».
وتابعت : «اليوم نحن ضمن موجة ضخمة فيها العديد من الفنانين الناشئين، ومع ذلك ليست هناك جهات ترعى أمثال هؤلاء، المعارض والفاعليات ليست كافية».
ويوضح حمزة خالد الخطيب من المدينة المنورة أن حبه للفن بدأ قبل 8 سنوات تقريباً، وذلك بتأثر من صديقه محي الدين شبو. ويقول: «عملت على تطوير نفسي وجربت أكثر من نوع ، وما شدني هو الخط العربي وجمالياته، ثم بدأت في معارض في المدينة المنورة وخارجها».
ويرى الخطيب أن مستقبل الفن في السعودية «جيد» وسيصبح أفضل إذا ما تم تقدير الفنانين وتقدير تعبهم وجهودهم وأشغالهم الفنية».
مشاري الغامدي، بدأ مسيرته التشكيلية منذ طفولته ويقول: «كنت مجتهدا جداً في الحصص الفنية، وكانت لوحاتي تعلق في أروقة المدرسة، وشاركت عام 2009 بمسابقة على مستوى مدارس الرياض في الرسم، كما شاركت عام 2012 بمعرض أسبوع المرور الخليجي السنوي بحضور مدير المرور بالمملكة، وفي السنة ذاتها تم تقديمي لبرنامج «كيف أرسم» في «يوتيوب» لتعليم الرسم ولقي مشاهدات جيدة، وتم إجراء مقابلات تلفزيونية وإذاعية معي».
وتابع: «بعد ذلك بدأت عبر عالم التواصل الاجتماعي في نشر أعمالي والتحدث عن المواضيع الاجتماعية، وعام 2015 تم وضعي على قائمة «إلمام» وهي عن أقوى الشخصيات الشابة تأثيراً بالمملكة، وفي عام 2016 شاركت بإحدى لوحاتي في معرض دولي خاص أقامته فنانة تشكيلية استرالية ودعتني للمشاركة في معرضها الذي يجمع 14 مشتركاً من حول العالم للتعرف على مستويات الفن التشكيلي، وهناك مثلت المملكة العربية السعودية، وطلبت منهم أن يستبدلوا صورتي بالعلم السعودي حتى أثبت بأني وطني ينتج الفن».
الغامدي الذي زارته «الحياة» يعد العدة للمشاركة بإحدى لوحاته في معرض بتركيا، وكان سبق له وأصدر كتاب «قوة البراءة» عبر دار «ملهمون»، وأخذ الأكثر مبيعاً بمعرض جدة الدولي بقسم الدار، وهو منشغل الآن بتخصصه الدراسي في جامعة الملك سعود بكالوريوس هندسة معمارية.

ويتمنى لظروف العمل الفني أن تتطور في السعودية، ويؤكد أن الفرص متاحة ولكنها مجهولة أحياناً،لافتاً إلى أن السعودية تحتاج إلى أن تحيط فنونها وشبابها باهتمام مضاعف، لأن الفن لغة عالمية والمنافسة ضرورية.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...