التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البازعي: السعوديون الآن يستعيدون مساحة سرقت منهم فنياً وثقافياً


آخر تحديث: الثلاثاء، ٨ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)الرياض – عمر البدوي 

{ سلطان البازعي رجل الثقافة والإعلام والاتصال, لا نعيش معه التصادمية على رغم كثرة محطاته التصادمية العملية, له رأي حر قد يعجبنا أو لا يعجبنا, يرى البعض أنه فقد ذلك الجموح الذي كان يتمتع به وهو صحافي، وعادت له الرزانة بعد أن أصبح رئيساً لجمعية الثقافة والفنون, ولكنه فاجأهم أخيراً بالكثير من الحراك الثقافي المنضبط المبني على رؤى واضحة، وخرج منها بكثير من العمل والإنجاز. يرى أن رؤية 2030 خدمت المشهد الثقافي عندنا، وسمحت لها بتقديم نفسها كما يجب، خصوصاً للمجتمع الخارجي, يعول كثيراً أن الفن سيكون الرسالة الأسمى لنا محلياً وعالمياً، ومن خلاله سيتعرف الكل علينا جيداً. هو يمني نفسه أن يتعلم عزف العود قبل مغادرته المنصب، ونحن نمني أنفسنا أن يمارس إبداعه في كل اتجاه.
> بعد جمعية الثقافة والفنون إلى أين تتجه؟
أستعيد حياتي الشخصية ونشاطي السابق في الاستشارات الإعلامية والعلاقات العامة مع شريكي وصديقي الأستاذ طارق إبراهيم، وهو نشاط ابتعدت عنه في السنوات الخمس الماضية.
 > كيف نظرت إلى التغيير في مجلس الإدارة؟ وهل فاجأك القرار؟
التغيير هو الأصل، والقرار أتى متأخراً لأكثر من ثلاث سنوات، إذ كان قرار التجديد للمجلس السابق أو تغييره على طاولة الوزير الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة ، لكنه غادر موقعه قبل أن يوقعه، ولم يشأ الوزراء الذين خلفوه إحداث هذا التغيير حتى تولى الدكتور عواد العواد الذي رأى مناسبة الوقت للتغيير وضرورته. وأظن أن التشكيلة الحالية للمجلس بقيادة الدكتور عمر السيف مثالية من حيث تنوع خبرات عضواته وأعضائه، وكلهم مؤهلون من دون شك لقيادة الجمعية في المرحلة المقبلة.
> هل حمّلت «موجة جهيمان» فوق ما تحتمل من المسؤولية، البعض يقول إنها كانت عذراً أحياناً وسبباً في أخرى؟
- موجة جهيمان لا تستحق أكثر من أن تكون حادثة تسجل في التاريخ، كما سجلنا حادثة تمرد الإخوان في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والتي مضت بعدها الدولة في عملية البناء والتحديث، المسؤولية تقع على الدولة والمجتمع في السماح لتبعات هذه الموجة بأن تسيطر على حياتنا التعليمية والثقافية لأكثر من ثلاثة عقود، الصحوة إفراز من مرحلة جهيمان والإسلام السياسي. تخيل أننا في دولة هي مهد الإسلام ولدينا أكبر عدد من الدعاة والوعاظ من أي مكان في العالم نسبة لعدد السكان.
> البعض يقول إن الحكومة تعول على رجل الدين أكثر من المشتغل بالثقافة، هل كونه الخيار المفضل للمجتمع وقع عليه الاختيار؟
- سأتحفظ على صفة «رجل الدين»، نحن نعرف أن للعلماء مكانتهم في مؤسسات الفتوى والقضاء والدعوة والإرشاد والتعليم، والحكومة بصفتها تدير دولة تتكون من مجتمع متدين بالأساس لا شك في أنها ستعطي للعلماء مكانتهم الطبيعية ضمن هذه الأطر. لكن الحكومة منذ عهودها المبكرة في زمن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كانت تعتمد على المثقفين في إدارة شؤون الدولة، ومعروف أن الملك عبدالعزيز قرب منه عدداً من المثقفين العرب في بداية تأسيس الدولة، وسعى لتأهيل أعداد من المواطنين بالابتعاث ومن ثم استعان بهم.
وهكذا كان الأمر مستمراً في كل العهود التالية لعهد الملك عبدالعزيز، وصفة المثقف في تعريفي تشمل كل متعلم يستطيع أن يثبت مقدرة قيادية ويحقق إضافة للحراك التنموي. وأظن أن من نصطلح على تسميتهم «رجال دين» هم من المسيسين الذين عملوا على الإيحاء بأن لهم حظوة عند الحكومة.
صفات «رجل الدين» و»المؤسسة الدينية» تستحضر ما نهانا عنه الإسلام الذي لا مكان فيه للرهبان والرهبنة، ومثل هذا الصراع المفتعل لا بد وأن يذكرنا بما تم في أوروبا من صراع أدى لانزواء الكنيسة وصعود العلمانية، هذا الصراع ضار بالإسلام والمسلمين بكل تأكيد.
> يشير البعض إلى أن لا أحد من المثقفين يتبنى مواقف ناقدة للرسمي في المجمل، عادة هو معزز للأدوار المعلنة وملتحق بها؟
- وقد يشير البعض الآخر إلى عكس ذلك تماماً، فكثير من المثقفين قالوا كلمتهم في مفاصل تاريخية وكان لهم صوتهم، واليوم مع انفتاح منابر التعبير عن الرأي نشهد دائماً صعود أصوات ناقدة رفضت حيناً وقبلت في حين آخر بحسب الظرف التاريخي الذي قيلت فيه، وعلى سبيل المثال لا بد وأن نتذكر أن مثقفاً مثل الراحل عبدالكريم الجهيمان رحمه الله تعرض للسجن وإغلاق صحيفته حينما نشر مقالة تطالب بتعليم المرأة.
والسبب الرسمي الذي أعطي حينها كان «أنه ناقش أموراً سابقة لأوانها»، وبعد سنوات قليلة تبنت الحكومة قضية تعليم المرأة وأصبحت مشروعها الذي حاربت به ومن أجله الفئات المعارضة، ومن التاريخ أيضاً نتذكر موقف وزير النفط الراحل عبدالله الطريقي رحمه الله، الذي أعادت الأحداث التي تلت اعتباره بصفته مثقفاً طليعياً لم يخدمه الظرف التاريخي. وفي ظني أن الرأي المتزن الذي ينشد الإصلاح سيبقى وإن بدا في مرحلة ما ناقداً للحكومة كما يشير البعض الذين تروي عنهم.
> أين دور المثقف الآن في راهن السعي نحو رؤية ٢٠٣٠؟
- هو دور محوري، ولا بد أن يكون محورياً، ذلك أن هذه الرؤية هي أول وثيقة خطة حكومية تعطي للثقافة هذا الحجم من الاهتمام والدور في التنمية، يستطيع المثقف أن يمتلك الدور إذا كان إيجابياً في التعاطي مع الرؤية حتى في النقد والتقويم.
كنت أتابع بدقة كثيراً مما كتب عن الرؤية منذ إطلاقها، سواء في وسائل الإعلام العامة أم في وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن مريحاً – بصدق - أن كثيراً مما كتب لم يعط نقداً حقيقياً وواضحاً للرؤية وبرامجها ووعودها أكثر من ترديد مقولات سطحية مثل أن الرؤية مصنوعة في الخارج وأنها لا تمثلنا، أو تضخيم الحديث عن الرسوم والضرائب التي زعموا أنها ستثقل كاهل المواطن، أو الشكوى من تقليص البدلات والمميزات المالية لموظفي القطاع العام والتي كانت تعطى بحق ومن دون حق.
حتى إنني سمعت أحدهم يقول في برنامج تلفزيوني إن هذه الرواتب والبدلات التي تعطى للموظفين جزء من حقهم في ثروات البلد، وكأنه بهذا المنطق يقول إن على الدولة أن توظف كل المواطنين ليحصلوا على نصيبهم من الثروة حتى ولو لم يعملوا وينتجوا. كنت أتمنى أن أسمع أحداً يقول لماذا تكون الاستثمارات هي البديل لدخل النفط في بلادنا؟ وأين هي إنتاجية الناس في تنمية الاقتصاد والصناعات والمنتجات من هذه المعادلة؟ لكن النقاش تمحور حول هل كانت ماكينزي هي التي صنعت الرؤية أم هي أياد خفية من ورائها، في اجترار بغيض لنظرية المؤامرة؟ حتى إن المثقفين والكتاب الذين التقوا بولي العهد وسمعوا منه مباشرة لإيضاحات عن الرؤية وحقائقها وتغيرت قناعاتهم بدأ التشنيع عليهم بعبارات لا تليق.
> الحضور الكثيف في المناسبات الفنية الآن جاء بخلاف المتوقع، وكأن السعودي يعيد اكتشاف نفسه من جديد؟
- غير صحيح أنه غير متوقع. السعودي كان دائماً وعلى مر تاريخه مرتبط بالفنون، مثله في ذلك مثل كل شعوب الأرض، المشكلة كانت فيمن حاولوا اختطاف صلاحية التحدث باسم المواطن السعودي، هؤلاء الذين كتبوا وسماً في تويتر يقول بأن السعوديين يرفضون الحفلات الغنائية في الوقت الذي كانت فيه تذاكر الحفلات تنفد من الساعات الأولى لطرحها للبيع.
ومن المؤكد أنه طوال الـ30 عاما ًالماضية لم يخبُ نجم الغناء السعودي، بل إنه كان دائماً في صدارة المشهد الموسيقي العربي، وكان السعوديون وما زالوا السوق الأهم للإنتاج الموسيقي العربي.
الفرق الآن هو في أن السعوديين يستعيدون مساحة سرقت منهم، كما أنهم يستكشفون عوالم موسيقية جديدة، وظهر ذلك بوضوح في حفلة الأوركسترا اليابانية لدرجة أن المايسترو الياباني العالمي يوشيدا قال لي إنه لم يتوقع أن يقابل جمهوراً بهذه الدرجة من الرقي والتفاعل مع الموسيقى الكلاسيكية، والشيء نفسه تكرر في حفلات عازف البيانو الهنغاري بوغاني في الرياض وجدة. هذا جمهور سيقدر الفن الراقي إذا قدم له بكل تأكيد.
> لماذا ينكشف المجتمع أحياناً عن مستوى أخلاقي غير مريح في شبكات التواصل الاجتماعي، البعض اتهم الشماعة المفضلة «الصحوة»؟
- إن كان للصحوة ذنب في ذلك فلأنها ابتكرت وروجت لآفة التصنيف والإقصاء بناء على المواقف الثقافية، وكأنما مرض التصنيف والإقصاء جاء مكملاً لآفات العصبية القبلية والمناطقية والمذهبية وحتى الرياضية.
> البعض ينتقد الحماسة تجاه افتتاح صالات السينما، وأن له دافعاً تجارياً، وأن السعوديين ينتجون أفلاماً وليست سينما، وأن الصناعة ربما لا تستقيم لدينا كما هي حال كثير من الدول حولنا؟
- صالات السينما هي الطرف الأخير والأكثر أهمية في خط الإنتاج لصناعة سينما قوية، نحن الآن نستطيع القول وبكل ثقة إن الطرف الأول في الخط أصبح جاهزاً بعدد مفرح من صناع الأفلام الشباب الذين يمكن الرهان عليهم. فإذا وجدت قنوات التوزيع – الصالات - جاء الجمهور ليشتري التذاكر وجاء المال المستثمر في الإنتاج، وانفتحت فرص العمل للمهن الكثيرة التي تتطلبها الصناعة، وبالتالي أمكن افتتاح معاهد التدريب على هذه المهن.
صناعة السينما في أي دولة تتطلب أن تكون لدينا سوق أولية نشطة قادرة على تحمل كلفة الإنتاج قبل التفكير في تصديرها للخارج، ونحن بحاجة ماسة ثقافياً وسياسياً واقتصادياً لأن تكون لدينا صناعة قوية في السينما.
> بعد النجاح الملموس لمهرجان الأفلام السعودية، ذكرت أن ثمة تعاوناً للانتشار بدعم وزارة الخارجية، ثمة اهتمام «سياسي» ربما بإظهار سعودية منفتحة، أم الأمر أبسط من ذلك؟
- من حسن الطالع أن رؤية المملكة 2030 أوجدت نمطاً جديداً في التفكير الحكومي، فوزارة الخارجية السعودية أنشأت وكالة للوزارة باسم «الديبلوماسية العامة».
وهذا مفهوم جديد ومتطور في العمل الديبلوماسي يعتمد على أن تقوم مؤسسات المجتمع المدني خصوصاً الثقافية منها بدورها في إيصال رسالة المملكة للعالم. فلم يعد مطلوباً أو مقبولاً أن نستمر في نمط العمل القديم بتقديم السعودية والسعوديين بالصورة المثالية دائماً، كما كنا نعمل في الإعلام الخارجي.
نحن لسنا شعباً من الملائكة كما كنا نقدم أنفسنا، ولسنا شعباً من الشياطين كما يحاول أن يصورنا الإعلام المعادي. نحن شعب نعمل على تنمية ذواتنا وأن نتقدم ونتعامل مع العالم والإنسانية بإيجابية كما تلزمنا بذلك عقيدتنا الإسلامية، وإن كان هناك خلل لدى أفراد أو جماعات أو أفكار فهو ليس أكبر من الخلل في أي مجتمع في العالم حتى المتقدم منه وأنظمتنا كفيلة بمكافحة هذا الخلل.
الدعم الذي ستقدمه وزارة الخارجية لمشروعنا الثقافي يكمن في التسهيلات التي تتيح لنا ممارسة دورنا الوطني في تقديم ثقافتنا للعالم، والثقافة هي صلب القوة الناعمة التي تستخدمها كل الشعوب المتقدمة، وضمن هذا التعريف يمكن توصيف الأفلام بأنها صواريخ عابرة للقارات – إن جاز التعبير - لكنها صواريخ غير مدمرة، وإنما تستقبل بالترحاب لدى الآخرين.
> انتقدت في وقت سابق الافتتاحات غير المحسوبة لفروع الجمعية، هل ستتوجه لإغلاقها أم زيادة فروعها؟
- الإغلاق غير وارد بالتأكيد، لم يكن كذلك في وقتنا، ولا أظن أن المجلس الجديد لديه هذه النية، على رغم أن بعض المسؤولين الحكوميين نصحونا بذلك حين اشتدت أزمتنا المالية عام 2015 لكن خطة الجمعية تتجه لزيادة فاعلية هذه الفروع ومد نشاطاتها إلى بقية المحافظات التي تقع في نطاقها، وزيادة قاعدة المستفيدين من خدماتها مع السعي الدائم للترشيد وحسن الاستخدام للموارد المالية والبشرية المتاحة.
> أعلنت خطة الثقافة والفنون ٢٠٣٠، ما المعول بشأنها؟
- خطة الثقافة والفنون التي أعلن عنها تمتد إلى 2020 وهي الآن تحت تصرف المجلس الجديد للعمل بها أو تعديلها أو تطويرها، وللخطة أهداف واضحة ومحددة عنوانها الرئيس هو الوصول إلى مليوني متذوق ومتذوقة للفنون بحلول ذلك العام وكذا تنويع موارد الجمعية المالية. ووضعنا للخطة عدداً من آليات التنفيذ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: إنشاء صندوق الفنون السعودي الذي وضعنا فيه كامل المنحة التي حصلت عليها الجمعية من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وقدرها عشرة ملايين ريال كرأسمال أساس.
وسيكون الصندوق هو الممول الأول للأنشطة والفعاليات المختلفة على أن يعمل على دوران رأس المال واستدامته، كما سيكون ذراعاً استثمارية للجمعية عبر مجموعة من المشاريع الفنية، التي تنشئها الجمعية على أسس اقتصادية أو بالمشاركة مع أصحاب المشاريع، خصوصاً الصغيرة منها التي تثبت جدواها، كما أن الصندوق هو الذي سيتلقى المنح والهبات من الداعمين عبر آليات عمل شفافة تثبت للداعمين حسن استخدام هباتهم، وسيعلن عن نظام الصندوق حالما تنتهي مراجعته وإقراره من مجلس إدارة الجمعية. ومن الآليات التوسع في الوصول إلى أفراد المجتمع حتى خارج المقر الرئيس والفروع عبر أنظمة الفعاليات المشتركة والمندوبين في المحافظات والسفراء في الجامعات.
كما أننا نعمل حالياً على تطوير برامج تدريبية في إدارة الفعاليات والإدارة الثقافية لتأهيل منسوبي الجمعية وعدد من أعضائها على حسن إدارة الأنشطة بطريقة اقتصادية فاعلة تحقق إيرادات. وبحسب ما فهمت من الدكتور عمر السيف رئيس مجلس الإدارة حين تمت عملية التسليم أنه حريص على تنفيذ الخطة، خصوصاً أن كل آليات العمل التنفيذية أصبحت جاهزة،  وأتمنى للمجلس التوفيق في مهمته هذه.
> أمام كل هذه المناسبات السعيدة للثقافة والفن، المسرح مهمّش، هل هو عزوف اجتماعي أم جفاف نخبوي؟
- لا هو عزوف ولا هو جفاف. المجتمع سيقبل ويحتفي بأي عرض جيد والمسرحيون في بلادنا قادرون على تقديم هذا الجيد متى ما حصلوا على التمكين. مثلما تحدثنا عن السينما فإن المسرح، وهو أبو الفنون، يحتاج إلى ثلاثة عناصر رئيسة لكي يخرج إلى الناس: بناء المسارح، التعليم والتدريب، ثم الترخيص للفرق المسرحية المستقلة.
المسرح ولاد للمواهب وللإبداعات، وهو قيمة ثقافية وتربوية عليا، وحينما كان المسرح المدرسي مزدهراً خرجت المواهب التي نعيش على إبداعها حتى الآن، هذا الملف هو في عهدة الهيئة العامة للثقافة، وأثق بأنه سيكون من أولوياتها.


ملامح:

} رأيت النور في منتصف القرن الماضي في مستشفى حديث في عرعر مميزاً عن بقية أشقائي على رغم أني أوسطهم.
- والدي عبدالرحمن بن محمد البازعي رحمه الله كان من أبرز رجال العقيلات وأشهرهم، ما زلت مبهوراً بسيرته وما يروى عنه فلم يكن يتحدث كثيراً عن نفسه لكنه خلف لي ولإخوتي وأخواتي إرثاً عملاقاً.
- تربيت في كنف والدتي نورة بنت أحمد السديري رحمها الله، أشعرتني دائماً بأنني ابنها المفضل بما منحتني من التحفيز والثقة والحب والحنان، ثم اكتشفت أن هذه المكانة كانت لكل أشقائي وشقيقاتي.
- حي المرقب في الرياض شهد أيام طفولتي، والمدرسة السعودية في «شارع الريل» علمتني كتاب الهجاء، ومع ذلك ما زلت أحمل ذكريات طفولة سعيدة في منطقة الجوف.
- أظن أنني كنت مراهقاً مسؤولاً مع قليل من التمرد في الحدود الطبيعية، وتشهد بذلك سيرتي في الدراسة المتوسطة والثانوية بين دومة الجندل ومعهد العاصمة النموذجي وثانوية الجزيرة بالرياض.
- أعتبر نفسي محظوظاً أن درست الجامعة في جامعة الملك سعود، وليس خارج المملكة، وأظن أن هذا ربطني أكثر بواقعي فلم أتمرد عليه ولم يصبني الإحباط.
- دراسة الإعلام والصحافة تحديداً، كانت امتداداً طبيعياً لاهتمامات نشأت من مراحل الدراسة المبكرة، هناك شيء ما في مخاطبة الرأي العام ومحاولة التأثير فيه جذبني وأثر في اختياراتي المهنية حتى اليوم.
- مرت حياتي المهنية بدورات متعاقبة تراوحت في حدود السنوات الخمس لكل دورة، حملتني لتجارب ثرية متعددة، لكنني بعد تجربة صحيفة «الرياض» ورئاسة تحرير صحيفة «اليوم» قررت أني شفيت من إدمان الصحافة وتوجهت نحو العلاقات العامة والاستشارات الاتصالية.
- الحرس الوطني أعطاني تجربة جميلة وثرية للغاية، يكفيني منها أنني عملت تحت قيادة الراحل العظيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، والعلم الراحل عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، رحمه الله، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز.
- جمعية الثقافة والفنون شكلت ورطة جميلة – على الأقل بالنسبة لي - لكنني آمل أنني قدمت ما يجب علي لخدمة هذا الكيان على أرض الواقع.
- تزوجت وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية من السيدة البندري بنت ناصر أبانمي، هذه السيدة منحتني الكثير، غير بناتي وأبنائي الذين نفخر بهم، فقد كانت ولا زالت عنصر التوازن الإيجابي لأكثر من ثلثي عمري.
- أحتفظ لأستاذي الراحل تركي بن عبدالله السديري، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته ورضوانه، بكثير من العرفان والفضل، لم يتزحزح حتى في أوقات تصاعد الخلاف المهني بيننا، فلن أنسى له أنه أعطاني الحافز الأكبر للتقدم المهني بما منحني من ثقة، هذا الرجل طبع جزءاً من تاريخ الصحافة السعودية بطابعه وأعطى للمهنة هيبتها.


رسائل إلى:
المثقف السعودي
} هذا هو زمنك، فالــرؤية قدمت لك الكثير مـــن الأدوات فما أنت صانع بها؟

مديرو جمعيات الثقافة
} أقـــدر لكم صمودكم ومواصلة العمل والإبداع بما هو متـــاح.. المقــبل ســيكون أفضل بكم.

وزير الثقافة والإعلام
} أعانــك الله على تحمل الأمانة، لكــن عهدي بك في قدرتك على جمع عناصر القوة وتفعيلها.

التلفزيون السعودي
} بصدق.. لا غنى لنا عنك، لكن نرجو أن تعترف بوجودنا وتتلمس ما نريد.

رؤساء تحرير الصحف
} أظن أنكم بدأتم تدركون أن الأزمة في مسألة الطباعة ليست عابرة، وأرجو أن تكونوا مستعدين للمرحلة المقبلة.

عضوات وأعضاء جمعية الثقافة والفنون

} «استروا ما واجهتم».. نقولها لمن نرافقهم في سفر، وأنا رافقتكم في رحلة في غاية الثراء بالنسبة لي، قد أكون أحبطت بعضكم، ولم أفي بوعودي لبعض آخر، لكنني اجتهدت فيما قدرت عليه.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت...