التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ذوو الأسرى المحررين يثمنون عودة أبنائهم.. ومحافظ مأرب يركز على أسس الحوار



أبدت والدة الجندي أول إبراهيم حكمي الذي تم تحريره في ثاني عملية من نوعها لتبادل أسرى سعوديين وحوثيين لـ«الحياة» عن فرحتها بعد تلقيها نبأ تحريره بعد غياب دام ثمانية أشهر، فيما تترقب وصوله لبيته في منطقة جازان بعد إجراء فحوص طبية للاطمئنان عليه في مدينة خميس مشيط فيما قصف التحالف العربي في اليمن مواقع لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» شمال عدن وشرقها.
وكان بيان أصدرته قيادة التحالف العربي أمس ونشرته «وكالة الأنباء السعودية» أفاد باستعادة تسعة محتجزين سعوديين في مقابل تسليم 109 من الحوثيين ممن اعتقلوا في مناطق العمليات قرب الحدود السعودية الجنوبية. ويأتي التبادل قبل أيام من وقف للنار يفترض أن يمهد لجولة أخرى من المفاوضات بين الحكومة الشرعية اليمنية وجماعة الحوثيين في الكويت.
ونوّه علي حكمي أحد أقارب الأسير المحرر في حديثه لـ«الحياة» وهو في طريقه إلى المدينة الطبية بخميس مشيط، حيث ينتظر الجندي المحرر، إلى وجود فرحة كبيرة لا توصف تغمر أهله منذ وصول الاتصال الهاتفي الذي يحمل الخبر، مثمناً الجهد الكبير من الدولة وقيادتها العسكرية لرعاية قريبهم وحرصها على سلامته وتتبع أخباره حتى عودته بأمان. فيما يتجه الجندي أول علي سالم علي الصبيحي الآن إلى بلدته بعد الاطمئنان على صحته في المستشفى العسكري بخميس مشيط، إذ سيتمتع بإجازة لشهر في بادية مركز البرك، حيث ينتظره والداه.
في حين أشار علي قليل الذي يرافق الجندي الصبيحي إلى غيابه شهرين لم يتمكن خلالهما من الاتصال بذويه حتى أعلنت قيادة التحالف تحريره، مؤكداً أنه يتمتع بصحة جيدة بعد إجراء اللازم من الجهات المختصة.
وفي حديث إلى «الحياة»، حذر محافظ مأرب سلطان العرادة من أن أي تفاوض يبقي السلاح مع ميليشيا الحوثيين سيكون بمثابة «قنبلة موقوتة»، مشدداً على أن أي حوار بين اليمنيين يجب أن يرتكز إلى ثلاثة أسس.
وتحدث عن خطة عسكرية لتحرير ما بقي من مأرب تحت سيطرة الحوثيين خلال أيام، نافياً وجود «خيانة» مكّنتهم من ضرب معسكر قوات التحالف في المحافظة بصاروخ. وجددت مقاتلات التحالف العربي أمس قصف مواقع مسلحي جماعة الحوثيين في تعز (جنوب غرب) بالتزامن مع المعارك التي تخوضها القوات المشتركة لـ«المقاومة الشعبية» والجيش الوطني الموالي للحكومة ضد المتمردين، كما استهدفت مواقع لمسلحي «القاعدة» و«داعش» في أبين وعدن.
في غضون ذلك، أشاد نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح، أثناء تفقده أمس الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش التي تعرضت أخيراً لهجمات من «القاعدة» و«داعش» في عدن بـ«الجهود التي يبذلها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الداعمة لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد». وقال إن «العمليات الإرهابية لن تثني مؤسسات الدولة عن مواصلة عملها والمضي قدماً نحو بناء الوطن». واستهدفت ضربات التحالف مواقع لـ«القاعدة» و«داعش» في منطقة «جعولة» شمال عدن، بعد ساعات على غارات طاولت مواقع التنظيمين في مدينة زنجبار (عاصمة أبين) شرق عدن. وأفادت مصادر بأن 15 مسلحاً قتلوا في الضربات التي استهدفت مقراً للمخابرات ومبنى للحزب الاشتراكي، يسيطر عليهما مسلحون من التنظيمين منذ إحكام قبضتهم على المدينة.
وفي محافظة تعز، أفادت مصادر المقاومة والجيش بأن مقاتلات التحالف أغارت على مواقع المتمردين الحوثيين وقوات علي صالح في معسكر الدفاع الجوي وجبل «الهان» في الجبهة الغربية من مدينة تعز في منطقة «الضباب»، إضافة إلى مواقع لهم في شارع الخمسين شمال المدينة. وأضافت أن 11 متمرداً قتلوا في معارك الكر والفر وبضربات جوية.
وذكرت مصادر «أن ميليشيا الحوثيين وعلي صالح واصلت قصف الأحياء السكنية في مناطق ثعبات والجحملية وبيرباشا والضباب، وضيّقت الحصار على المدينة من المداخل الشرقية والشمالية، ومن مفرق شرعب الرونة والضباب غرباً، وفرضت قيوداً مشددة على حركة التنقل».
وفي سياق آخر، توعدت جماعة الحوثيين في صنعاء 40 صحافياً موجودين خارج اليمن ويعملون في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بالفصل من الوظيفة العامة في غضون شهر إذا لم يعودوا إلى أعمالهم، وذلك على خلفية تأييدهم الحكومة الشرعية ومناهضتهم الانقلاب الحوثي.


الرابط :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...