< بذلت أم عبدالله جهدها الواسع لتغدو صحافية من الطراز الأول، تجشمت في سبيل ذلك المتاعب والمصاعب لتقنع أهلها الذين يحاولون ثنيها، إذ تعرّضها هذه المهنة التي تعلقت بها للاحتكاك بالرجال والخروج كثيراً من البيت، إلى درجة تعرضها لمخاطر مهولة - بحسب ظنهم -.
الصحافة بالنسبة لأم عبدالله عشق أبدي، تتميز كثيراً في المهنة بمستوى يفوق زملاءها، جعل من اسمها الحقيقي ضيفاً دائماً على الصفحة الأولى في كل الصحف التي عملت فيها، إلى درجة كان اسمها يتداول أكثر من بعض الصحف المتواضعة، وعلى رغم ذلك لا يزال اللقب الذي يلصقها بابنها «عبدالله» هو المفضل في مجتمعها الصغير وربما الكبير كذلك.
تشعر بالفخر كونها تنسب إلى ابنها «باللقب»، ولا سيما أنه محرمها وربما ولي أمرها، بعد أن انفصلت عن زوجها بسبب ضيقه من تنامي عملها وتوسع علاقاتها وإشعاع اسمها في الفضاء الإعلامي، يوم استشاطت ذكورته غضباً لأن اسمه يتأخر أمامها.
أم عبدالله تقاوم، على رغم كل المحبطات، واحدة منها منظومة القوانين التي تقيدها وتكبل حركتها على نحو لا يوافق شريعة ولا يستقيم في نظام منطق.
تتمخض السعودية لتلد وضعاً جديداً يسهم في تطوير وضع المرأة، ومساعدتها على التمكين وزيادة فاعلية دورها.
بدخول المرأة مجلس الشورى وبنسبة مؤثرة أعطيت دوراً معادلاً وحضوراً مبشراً كان فاتحة كل الخطوات الشاهقة واللاحقة التي سجلها المجتمع في شأن المرأة، ثم أضيف إلى ذلك حضورها مرشحة وناخبة في النسخة الأخيرة من الانتخابات البلدية على علاتها، ولكنه كان عرضاً شديد الكثافة عن وافد جديد إلى المسرح البصري والعمومي للمجتمع.
قالت عضو مجلس الشورى الدكتورة لطيفة الشعلان: «إن عدداً من الاستحقاقات المهمة تنتظرها المرأة السعودية، منها مدونة الأحوال الشخصية وقانون التحرش ومنع زواج القاصرات ومنح السعوديات المتزوجات من غير مواطنين حق منح الجنسية السعودية لأولادهن، إضافة إلى زيادة فرص تمثيل النساء في مواقع صنع القرار وفي الوظائف العليا والقيادية وفي السلك الديبلوماسي، معتبرة ذلك أنه يعزز فرص نجاح مشروع التحول الوطني».
كانت الثقافة الاجتماعية أعتى ما يواجه المرأة في مستقبلها، تحاول أن تتجاوب بطريقة ما إلى النداء، يحفزها خطاب ثقافي إصلاحي تبنته الدولة وقطاع لا بأس به من العاملين في الحقل الثقافي والإعلامي، وكانت الثقافة الرثة تقاوم في رمقها الأخير قبل أن تنصاع لواقع جديد يعدل الكفة ولا يبخس الميزان، يساعد في ذلك عدوى الحرية التي تعمم أدوات الوصول وتعولمها من دون أن تخترم الخصوصية ولا تفككها.
ينطوي «التحول الوطني» على خطة اقتصادية تنقل المجتمع إلى حيز الاعتماد على النفس بعد عقود وأجيال اتكأت على كرم الأرض قبل أن تكف بعض يدها، والاعتماد على الذات يتطلب تشغيل كل الإمكانات المحلية المتاحة والمؤهلة لتحمل مسؤولية المستقبل خالياً من أي ريع مجاني يورث الكسل وينبت بوار الأمل.
تجلس مها فتيحي على ترتيب متقدم في ذرية رجل الأعمال المعروف أحمد حسن فتيحي، وهي عضو في مجلس إدارة واحدة من أكبر وأمهر الشركات العائلية المتاحة للإسهام الخارجي، وهي زوجة لوزير التخطيط السعودي عادل فقيه، كانت تتحدث عن خلفية دسمة وثرية إلى الصحافة أخيراً في «ملتقى الشركات العائلية» الذي ينظم للمرة الثالثة بمدينة جدة.
عندما التقتها «الحياة» أعربت عن أملها الواسع بتحقيق رؤية التحول الوطني في تجديد روح الاقتصاد، وأن كل مجتمع ينهض بثلاثة رؤوس وجناحين، الرأس هو القطاع الحكومي والجناحان هما القطاع الخاص والمدني، ومؤسسات المجتمع المدني تتبنى قضايا ومواضيع معينة للمشاركة والإسهام فيها وتمويلها، وحثّت على منع العشوائية والارتجالية وتكوين بنية نظرية واضحة مدعومة بخبرات وتجارب الآخرين، والانتقال لمرحلة أعلى، وهي كيفية تأصيل القيم والتعامل وتوزيع الأدوار وخلق منتج نافع للمجتمع، والبحث عن سبل لتسخير هذه الثروات في مصلحة المجتمع.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق