التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مثقفون يقوّمون الإنجازات ويتأملون إقبال الشباب في «كتاب الرياض»




جدة - عمر البدوي 

أكد وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، بنهاية معرض الرياض الدولي للكتاب أخيراً، حجم الإنجاز الذي تحقق في النسخة الأخيرة من المعرض، واستعرض بعض جوانب الإنجاز الظاهرة، وأخرى عميقة، نقلت شيئاً من حجم التأثير الذي انطبع في الذهنية السعودية والواقع المعاش، التي يتوفر قياسها على نحو يقترب من الحقيقة، عبر هذا النوع من الاحتشاد «الكرنفالي»، بغرض المعرفة والقراءة لا سواها، بصفتها نشاطاً إنسانياً يمد مستقبل الأجيال بحاجته وعدته، للمضي نحو العالم الأول، والإسهام في الإنتاج البشري.
المعرض، الذي تولت مهماته إدارة شبابية، لم يسلم من بعض مآخذ تنظيمية ونقص مبيعاته عن الأعوام السابقة، إذ بلغت المبيعات نحو 60 مليوناً. وتعقيباً على تصريح وزير الثقافة عن معرض الكتاب، قال رئيس نادي القصيم الأدبي حمد السويلم لـ«الحياة»: ما طرحة الوزير جدير بالاهتمام والمناقشة، فهو يتضمن طموحاً وتوقاً إلى الارتقاء بمستوى الثقافة إلى مدارات عليا من الوعي والتنوير تليق بهذا البلد العريق والمجتمع السعودي المستنير، ولا شك أن المعرض حقق كثيراً من النجاحات التي يحق للوزير أن يفاخر بها، بيد أن ثمة ملاحظات أو منطلقات تؤسس على تصريحه.
وتابع السويلم: «أولى ملاحظاتي على هذا الحديث أن الثقافة ليست فعلاً موسمياً يتفاعل معه المجتمع في أسبوع أو 10 أيام، وأن مكونات الوعي الثقافي متداخلة إلى درجة يصعب في بعض الأحيان فصل بعضها عن بعض».
وأضاف: المراقب يتطلع إلى اهتمام واسع في كل مجالات الثقافة، نتطلع إلى نقلة ثقافية واسعة تواكب التطور، الذي تحققت بعض ملامحه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتابع: لفت نظري أن الإحصاءات أثبتت أن الكتب الأدبية هي الأكثر رواجاً ومبيعاً، وهذا تحول مهم، إذ اعتدنا أن نرى أن كتب الدين وكتب الطبخ هي التي تحظى بالاهتمام الأكبر، وهذا يعطي مؤشراً أن المؤسسات الأدبية والثقافية سيكون عليها عبء كبير في المستقبل، وبالتالي فإن على الوزارة أن تضاعف دعمها واهتمامها بالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون.
وفي ما يخص غلبة فئة الشباب من الجنسين على زوار المعرض، قال:"هذا المؤشر يضع الوزارة أمام تحد كبير، وهو الاستعداد للأجيال الجديدة بمؤسسات وأنشطة تستوعب العمل الثقافي الذي ستنهض به هذه الفئة الشبابية».
وأوضح أن الوزارة مطالبة بوضع خطة استراتيجية وتبني مشروع ثقافي متكامل يعزز مستوى المؤسسات الثقافية القائمة، وينشئ مؤسسات أخرى تؤازر ما هو قائم، مستدركاً: لفت نظري غياب الشأن الثقافي، وغياب المثقفين عن رسم ملامح التطور في المملكة"، متمنياأن تدخل مفردة «الثقافة» في عهد الوزير عادل الطريفي خطط التنمية الوطنية، «فالوعي الثقافي لا يقل أهمية عن التنمية العمرانية أو الاقتصادية أو العسكرية». من جانبها، قالت الشاعرة نادية البوشي لـ«الحياة»: لم أجد في التصريحات مجالاً لكلمة غير الثناء على الثناء المرفوع، الذي لن يضيف شيئاً ولا يحقق هدفاً، الجهود المبذولة من كل المعنيين بلا شك أثمرت نجاح وتميز المعرض، على رغم بعض المآخذ، وهذا أمر طبيعي جداً في أي عمل، فلا كمال ولا مثال، وحتى هذه المآخذ لا يمكنني التعليق عليها، فضلاً على تقويمها، لأني لم أقف عليها بنفسي، إنما استقيتها من متابعات الإعلام".
وعلقت على شكاوى الناشرين من انخفاض المردود المادي، بقولها: الأمر متوقع إذا قورن بالأعوام الماضية، إذ كانت سوق الكتاب في السعودية مركزة في معرض واحد هو معرض الرياض، وهذا العام معرض جدة سحب جزءاً من رصيد قراء معرض الرياض، وبخاصة أن معظم دور النشر تكررت مشاركتها في المعرضين".
أما الشاعر عبدالرحمن موكلي فذكر لـ«الحياة» أن تجربته مع المعرض كانت مختلفة، وقال: حين ذهبت إلى المعرض كنت حريصاً على دور نشر معينة، وكتب معينة، مع الاهتمام بكل معرفة جديدة، وهذا نتاج معرفتي للمعرض عبر سنواته السابقة، في هذا العام ومن خلال بيان الوزير ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية فرحت لكون الآداب في المقدم، ما يعني تحولات في رؤية القراء تجاه الأدب، حضور الفتيات والأسرة عموماً المعرض يعني تغيراً في مفاهيم التسوق عند المجتمع السعودي، الإعلام التواصلي ودوره في التعريف بالمعرض وكل ما يدور فيه كان شيئاً مميزاً هذا العام، القناة الثقافية لها دور كبير وتشكر عليه، والصحف فيه اجتهادات كل بحسب طاقته".
وتابع موكلي: عدد الحضور أقل من العام الماضي، بالاعتراف من القائمين على المعرض، وهذا يحمد لهم، طبعاً انخفاض عدد الحضور يُقرأ من عوامل عدة، أهمها اقتصادية واجتماعية، وهذا ما تجب معرفته من ذوي الشأن، وكيفية وضع الطرق لمعالجة هذا الانخفاض". وأشار إلى أن دور النشر والمؤسسات الكبيرة من مكتبات وغيرها من المشاركين في المعرض "يجب أن تتحمل مسؤوليتها في دعوة المبدعين من مناطق المملكة والوطن العربي، فبما أن دور النشر تبيع بمئات الآلاف فلا يضرها دعوة ثلاثة أو أربعة مبدعين نشروا عندها، ووضع برامج توقيع لهم".



الرابط :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...