الاجتماعات تمتد لـ3 مراحل وتعتمد جلسات متزامنة للأطراف
انطلقت في الرياض أمس المشاورات اليمنية - اليمنية، برعاية خليجية، من أجل وضع حد للحرب الدائرة بين اليمنيين منذ سبع سنوات وفتح صفحة جديدة تنقل البلد نحو السلم والتنمية.
وستجري الاجتماعات على ثلاث مراحل؛ الأولى تبدأ غداً وتخصص لمناقشة الأوضاع الراهنة وتشخيص تفاصيلها، والثانية مخصصة لـ«استعراض التحديات»، بينما ستكون الأخيرة مخصصة لتحديد الحلول. وسيجري اعتماد جلسات متزامنة خلال المراحل الثلاث.
وأكد الدكتور نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في جلسة الافتتاح أن «المشاورات اليمنية تمثل منصة لتشخيص الواقع لنقل البلاد من الحرب إلى السلم، فالحلّ يمني وبأيدي اليمنيين»، مشدداً على أن «نجاح المشاورات اليمنية ليس خياراً، بل واقع يجب تحقيقه، ونأمل أن تمثل المشاورات فرصة لتحقيق السلام في اليمن». وقال «نحتاج إلى كل دعم ممكن للوصول إلى حل شامل في اليمن، الرياض قادت حوارات يمنية أدت إلى نتائج إيجابية».
أما المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ فشدد على أن «المشاورات اليمنية تمثل التزاماً دولياً لجعل الأوضاع أكثر استقراراً»، مشيراً إلى أن «فرص الحوار الشامل بين اليمنيين لا تقدر بثمن».
اليمنيون يبدأون رسم خريطة طريق للانتقال من الحرب إلى السلام
وفيما أكد دبلوماسيون ومسؤولون دوليون أن عقد المشاورات اليمنية – اليمنية خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق السلام الشامل في البلاد، اعتبر مشاركون الدعوة الخليجية فرصة تستجيب لمصالح اليمن واليمنيين ينبغي عدم التفريط فيها.
وأوضح الدكتور نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن اتفاق الرياض يشكل خريطة طريق في اليمن، واستكمال بنوده مطلب يمني، معتبراً «الحل السلمي هو السبيل الوحيد للأزمة في اليمن».
وأضاف، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، «المشاورات اليمنية تمثل منصة لتشخيص الواقع لنقل البلاد من الحرب إلى السلم، فالحلّ يمني وبأيدي اليمنيين»، مشدداً على أن «نجاح المشاورات اليمنية ليس خياراً، بل واقع يجب تحقيقه، ونأمل أن تمثل المشاورات فرصة لتحقيق السلام في اليمن».
ورأى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن «جهود المجتمع الدولي تشكل دعماً دولياً لإنهاء الصراع في اليمن»، كما ثمّن استجابة تحالف دعم الشرعية باليمن لدعوة وقف إطلاق النار، مؤكداً أنها «مشكورة وداعمة».
من جانبه، رحّب حسين إبراهيم أمين منظمة التعاون الإسلامي في كلمته بقرار التحالف وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني، مثمناً في الوقت ذاته جهود مجلس التعاون الخليجي في حل الأزمة اليمنية.
واعتبر إبراهيم المشاورات اليمنية التي ترعاها «دول الخليج فرصة تاريخية للأشقاء اليمنيين، نأمل أن تسهم في تقريب المواقف بينهم، وأدعو جميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط فيها بكل عزم لحقن الدم اليمني، والتوصل إلى حل سياسي شامل يحمي مصالح الشعب اليمني العليا، ويضمن حقوق الجميع، ويدعم الأمن والاستقرار في المنطقة».
إلى ذلك، قال هانز غروندبرغ، المبعوث الأممي لليمن، إن هنالك حاجة ماسة إلى دعم حل شامل في اليمن، لافتاً إلى أهمية التعاون مع المنظمات الإقليمية للإسهام في حل أزمة اليمن.
وأضاف في كلمته: «نحتاج كل دعم ممكن للوصول إلى حل شامل في اليمن، الرياض قادت حوارات يمنية أدت إلى نتائج إيجابية».
وأشار غروندبرغ إلى أن «خسائر اليمنيين ضخمة بسبب الحرب المستمرة، والشعب اليمني يريد سلاماً عادلاً ومستمراً، اليمنيون أكدوا للأمم المتحدة رغبتهم في إنهاء الحرب».
وتابع المبعوث الأممي بقوله: «أميركا تشجع الخطوات الأخيرة، وخاصة إعلان التحالف الذي تقوده السعودية بوقف العمليات العسكرية، والإعلانات المتبادلة بوقف العمليات العسكرية خطوة في الاتجاه الصحيح».
بدوره، أفاد تيم ليندركينغ بأن «المشاورات اليمنية تمثل التزاماً دولياً لجعل الأوضاع أكثر استقراراً». مشيراً إلى أن «فرص الحوار الشامل بين اليمنيين لا تقدر بثمن».
وتابع: «أدى أكثر من 7 سنوات من الحرب إلى تعميق الانقسامات وفتح انقسامات جديدة داخل المجتمع اليمني، إن خلق فرص لليمنيين للالتقاء، وتحديد الحلول والإصلاحات التي من شأنها تحسين حياة المواطنين هو تحدٍ هائل، لكنه يمثل أولوية أساسية، فقط من خلال مجموعة واسعة من المنتديات والمنصات - مثل هذا اليوم - يمكن لليمنيين البدء في بناء حوار حقيقي».
وقال إن «الولايات المتحدة تدعم بقوة اقتراح الأمم المتحدة بهدنة فورية، يمكن أن يكون اقتراح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة بمثابة خطوة أولى نحو وقف شامل لإطلاق النار وعملية سياسية جديدة أكثر شمولاً، وفي هذا الصدد، نرحب بضبط النفس الذي أبدته الأطراف في الأيام القليلة الماضية، ولا سيما إعلان التحالف بشأن وقف العمليات العسكرية داخل اليمن خلال شهر رمضان».
من جهته، عبر ممثل الجامعة العربية عن أمله في أن «تنبثق عن المشاورات اليمنية خريطة طريق، تعالج الأزمة اليمنية... لإنهاء النزاع».
وتدعم دول مجلس التعاون الخليجي المشاورات اليمنية حرصا منها على حل الأزمة اليمنية.
وكانت الكويت أكدت حرصها على أهمية المشاورات، ونوه سفير الكويت لدى السعودية، الشيخ علي الخالد الجابر الصباح في تصريحات سابقة باستضافة الكويت للحوار اليمني عام 2016 ودعمها اتفاق الرياض. كما دعا وزير الخارجية الكويتي الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح جميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط إيجابيا في المشاورات اليمنية برعاية خليجية وفقا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا).
يشار إلى أن الكويت استنكرت الهجمات الحوثية ضد المنشآت الحيوية السعودية.
آمال سلام يمنية تحت مظلة خليجية
وفدت الأطراف اليمنية التي مثلت أطيافاً متنوعة، للمشاركة بالمشاورات اليمنية – اليمنية، التي انطلقت الأربعاء، برعاية مجلس التعاون الخليجي في مقر الأمانة العامة بالرياض، على أن تستمر حتى السابع من أبريل (نيسان) المقبل.
وفي جلسة مفتوحة تحت عنوان «الشراكة بين مجلس التعاون واليمن» ضمن برنامج اليوم الأول، أدار مذيع الجلسة حواراً مفتوحاً مع المشاركين.
وعبّر المداخلون عن الفرصة التاريخية التي لا يسع تفويتها، انطلاقاً من المنصة الخليجية في الرياض، لإعادة ترتيب الأوراق، وجمع الكلمة، وتوحيد الصف، لمواجهة التحديات في البلاد المثقلة من أعباء الحرب وتكاليفها الباهظة.
وقد اتسمت جملة من المشاركات في الجلسة الحوارية، بالأسى على واقع اليمن، والرجاء من الأطراف اليمنية لتجاوز خلافاتهم وإذابة المسافات، لإنقاذ ما بقي من روح البلاد ومؤسساتها.
ومثّلت المداخلات انعكاساً للخلفيات اليمنية المتعددة التي التأمت في العاصمة السعودية الرياض، للبدء في مشاورات هي الأوسع من جهة الفرقاء اليمنيين، منذ الحوار الوطني الشامل في مارس (آذار) 2013، الذي ينتمي إلى أسرة المرجعيات الثلاث المعتدة دولياً لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات.
كما اكتظت أروقة مقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، بالمشاركين من نخب المجتمع اليمني وممثلي الأطراف السياسية، وكانت أوقات الاستراحة بين جلسة وأخرى فرصة لإذكاء النقاشات الجانبية حول الآمال المعلقة على المشاورات اليمنية التي ترعاها الدول الخليجية للخروج بالبلاد من أزمتها.
ويأمل المشاركون بمختلف أطيافهم، أن تمثل المشاورات اليمنية الواسعة في الرياض، امتداداً لمخرجات حوار صنعاء المجهض، الذي كاد يمهد لحل الأزمة السياسية في البلاد، قبل انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية عام 2014.
وفي معرض مرافق للمشاورات، عرضت جهات إغاثية في أركان خاصة، مجموعة المبادرات النوعية التي تقدمها لمساعدة اليمنيين. وتأتي في مقدمتها جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومشروع مسام لنزع الألغام، وأركان أخرى للهلال الأحمر الإماراتي والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وصندق التنمية الكويتي.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
التسميات
الشرق الأوسط- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق