التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«كركلا» لتطوير العروض الأدائية السعودية

مطالبة بزيادة الدعم لإعادة الحراك المحلي إلى المسرح

الجمعة - 26 شوال 1443 هـ - 27 مايو 2022 مـ رقم العدد [ 15886]\

طالب مسرحيون سعوديون، ومختصون في التأليف والأداء المسرحي، بزيادة دعم المناشط المسرحية في المدارس والجامعات وجمعيات الفنون التي تنتشر في 14 مدينة حول المملكة، وذلك لإعادة إحياء النشاط المسرحي وتمكين المواهب من شق طريقها عبر هذه الفرص المتاحة، بالإضافة إلى جهود الهيئة في مد جسور الشراكات واستقطاب التجارب الخارجية.
وتواصل هيئة المسرح والفنون الأدائية، أعمالها في خلق حراك محلي ينعش حالة المسرح في السعودية، وأعلنت الأربعاء عن توقيعها مذكرة تفاهم مع مسرح كركلا من لبنان، تضمنت تطوير وإنتاج عروض مسرحية استعراضية ذات طابع ومحتوى محلي، وتطوير العروض الأدائية في السعودية.
ووقّع الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان بن عبد الرحمن البازعي، ومدير مسرح كركلا الفني المايسترو عبد الحليم كركلا، مذكرة للتعاون بين الطرفين في مجالات إثراء المحتوى الأدائي المحلي، وتنظيم عروض مسرحية استعراضية، وتقديم الاستشارات الفنية لتنفيذ مشروعات وإنتاجات مسرحية، وتنفيذ الورش التدريبية في المسرح والفنون الأدائية.
وقال ياسر مدخلي، مدير جمعية المسرح التعاونية، إن المؤلف المسرحي في السعودية يمتلك تجربة طويلة ومتميزة، ويشهد بذلك تاريخ الجوائز المسرحية والعروض الجماهيرية التي نجح المؤلف السعودي في تحقيقها منذ بدايات المسرح، وهناك عروض ما زالت في الذاكرة صنعت نجوماً يشار لهم بالبنان حتى اليوم.
وأضاف، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أتطلع كمؤلف إلى إنعاش جسد المسرح بتشجيع الجامعات وجمعيات الثقافة والفنون، والترخيص للفرق الخاصة أندية الهواة والمنظمات غير الربحية التي ترزح تحت وطأة فقر الدعم وندرة البنية التحتية، فعندما يكون الوسط المسرحي حاضراً كصناعة، تؤدي فيه المؤسسات الحكومية والخاصة دورها، يكون للمؤلف حضور محلي يقلل من فرص هجرة نصوصه للخارج، فالمسرح السعودي الغائب محلياً إلى حد ما، حاضر بشكل مستمر في المناسبات والمحافل الخارجية، ولا سيما أن هذا الانتشار خارج الحدود مجهود شخصي لم يتأت إلا بمحاولاته ونظير إبداعه وتميزه.
ولفت مدخلي أن ما يضع المسرح السعودي في منصة الفاعلية والتأثير والحضور الجاذب في المشهد الثقافي، هو إثراء المكتبة بالدراسات والنصوص والمعاجم المتخصصة، وتمكين المواهب في الكتابة من خلال فرص عمل دائمة ومنافسات متعددة ومتنوعة، والاهتمام بالأسماء المبدعة، وذلك كفيل بتشجيع المواهب الصاعدة لتتميز ويتقدم المسرح جيلاً بعد جيل.
ومن جهته، قال الناقد المسرحي عباس الحايك، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن المشتغلين في القطاع المسرحي بالسعودية ينتظرون كثيراً من الاستراتيجية التي أطلقتها هيئة المسرح والفنون الأدائية، لخلق حراك حقيقي على الأرض، منوهاً بضرورة أن تزيد الهيئة من دعمها لفروع جمعية الثقافة والفنون في مدن ومناطق المملكة، بما يمكنها من الإنتاج المسرحي والتنافس في هذا المجال محلياً وخارجياً، ودعم التوجهات العملية أكثر من التنظيرية، وأن يتوازى عمل الهيئة في مبادراتها واتفاقياتها، مع هذا الدعم الفعلي لهذه النوافذ وتمويلها، ما يؤهلها للقيام بأدوارها في دعم الحراك المسرحي في السعودية.
وتركز جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لتطوير الفنون الأدائية والمسرح، على استقطاب العروض المسرحية العربية والعالمية لتقديم عروضها للجمهور المحلي والاستثمار فيها، وأطلقت في يوليو (تموز) من العام الماضي استراتيجيتها التي تضمنت مشروعات تعليمية وأكاديمية وإنشاء مسارح، بالشراكة مع عددٍ من الجهات، ومن بينها توفير التعليم المسرحي وإدراج الأنشطة المسرحية في المؤسسات التعليمية مع مبادرة المسرح المدرسي التي تستهدف تدريب 25 ألف معلم ومعلمة خلال 3 سنوات.

الرابط:

https://aawsat.com/home/article/366




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...