التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مضحكاتية «تويتر» وأخواتها كائنات طفولية

                                   
                                    خبير إعلام سخر من مصطلح قصف الجبهة والاستخفاف
ريان أبوشوشة (جدة)

«قصف الجبهة» مصطلح متداول في شبكات التواصل الاجتماعي «تويتر وأخواتها» .. وهو المصطلح الذي يعكس السجال الحاد والساخر في الاوساط الشبابية بغرض الانتقاص من الآخرين. صحيح ان المقطع الكوميدي في اليوتيوب يشكل احيانا حلا لظاهرة عابرة لكنه يتجاوز في بعض الاحيان لتجريح الاخرين . في منتصف الطريق ينصح اخصائي اجتماعي مكافحة مثل هذه السلوكيات والتصدي لها بحزم.
عبدالله باعبود يقول «السخرية تزرع العداوة و تتنافى مع الاخلاق والقيم وتفسد العلاقات كما تقلل من الرصيد الاجتماعي لمطلقه باعتباره شخصا عدوانيا والساخرون بطبعهم كائنات طفولية»
ويتفق معه في ذات الرأي محمد فوزي فالسخرية حسب قوله تسيء إلى الشخص وتظهره على نحو سلبي . فهناك مواقف لا تحتمل العبث ، ولا تقبل الاستخفاف. ويعتقد أن الفراغ الذي يعاني منه بعض الشباب ينعكس على تصرفاتهم بشكل أو بآخر . وفي رأي فيصل الشريف : «الساخرون يفتقرون الى الثقافة الكافية في طرح القضايا ومناقشتها ، ومعالجتها». ويقول غسان بن محفوظ إن السخرية التي تتناول الأعراض منبوذه ومحرمة في كل الشرائع اما يوسف الزايدي فيرى ضرورة التفريق بين السخرية المقبولة وغير الموضوعية.
لماذ يلجأ شباب التواصل الاجتماعي الى السخرية .. يجيب نبيل السواط ويقول أحيانا نلجأ إلى السخرية لتقليل حجم مشكلة ، أو لشعورنا باليأس من معالجتها . والتحلي بالدعابة وخفة الدم مطلوبة ، و من الأهمية بمكان ألا تتجاوز السخرية حدودها..وعلى ذات الرأي يمضي حاتم إبراهيم : نحتاج إلى القليل من السخرية لمواجهة التحديات ، ومعالجة القضايا لكنها تحولت إلى وسيلة للهروب.
مهنا سبحي، لا يخفي قلقه من امتداد الظاهرة ويعزو ذلك الى غياب الوازع الديني وغياب الاحساس بالمسؤولية.
فيما يعتبر البعض السخرية اسرع وسيلة لايصال الصوت للآخرين و مدرسة جديدة في النقد . وفي المقابل لا يؤيد عبدالله القطاني السخرية كأسلوب في النقد ولا يرفضها كل الرفض . فحين تقع في حدود الدعابة من الممكن قبولها ورفضها حال تجاوزها. ويعتبر احمد البلوشي التعصب الرياضي مجالا خصيبا للسخرية وللتقليل من مكانة الخصوم.
عبدالعزيز العتيبي يرفض هذا السلوك على اطلاقه لان الهدف منه التقليل من قيمة الناس وتناول عيوبهم.
ويقترح أنس الغامدي ضرورة ارشاد المتعاطين مع وسائل التواصل بأساليب الاستخدام الصحيح والمفيد.
ومن وجهة اخرى يرى عماد شاذلي ان السخرية احيانا تتحول إلى إبداع و طريقة للتعايش مع المواقف الصعبة، أو لتوصيل رسالة هادفة كما يفعل المبدعون في اليوتيوب . ويتفق معه في الرأي حسان السلمي فأحيانا تعد السخرية اسلوبا ناجحا في التعبير والنقد الشفيف وتتحول الى نقيضه ان استخدمت بطريقة مضرة, ويقول عمر البدوي : «لا للسخرية التي تهدف تحطيم الغير ، وتصيد الاخطاء».
في المقابل يرى استاذ الإعلام الجديد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعود كاتب ان السخرية واستخفاف الدم تحولت إلى ظاهرة في المواقع. ونتيجة لذلك ظهرت مصطلحات جديدة في تويتر ، مثل «قصف الجبهة»، ويقوم من خلاله بعض الشباب بالتنقيب عن أخطاء المشاهير ، والتعليق عليها بطريقة لاذعة وبعض الشباب يفعلون ذلك بغرض الشهرة إلى حد أن البعض أنشأ حسابات خاصة لهذا الغرض. ويحث الدكتور سعود الى ضرورة اعادة النظر في التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي واعتبارها نوافذ لتبادل المعرفة.
أما استشاري الطب النفسي عدنان عاشور فيصف من يستخف بالآخرين ويسخر منهم في مواقف لا تحتمل بأنه شخصية تعاني من الخواء الفكري وتهتم بتوافه الأمور والهوامش وتعمل على ملء فراغها بالهروب والتخفي.


الرابط :
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20141029/Con20141029731679.htm

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...