بعاطفة يملؤها الحب وتسكنها المودة، يفتح لكم العدد الجديد من (إثرائيّات) مكنونه ومضمونه، في بوح ناعمٍ يتناول العواطف الإنسانية وتفاعلاتها واعتمالها في النفس، بطرحٍ زاخرٍ بالمعاني، يبعث في النفس سرور الأغنيات، وسحر الشعر، وبهجة البصر.
نتوقف عند الفنان المفاهيميّ صديق محمد واصل، الذي لم يتوقف منذ قرابة أربعة عقود عن تقديم عطاءات فنّيّة فذّة، وهو يحوّل - بقوة المعنى، وبريق الفكرة، وطغيان العاطفة - قطع الحديد الصامت والصلب إلى تحف فنّيّة، تلفت الأنظار، وتشد إليها الأبصار.
ويكتب الطبيب أحمد الأحمري عن الشاعر الكبير مساعد الرشيدي رحمه الله، الذي لم تجفَّ شاعريته عن أن تجود بجواهر من الحكمة والغزل والفخر، وبقيَ شعره مزهرًا بالحب، وكلماته تفيض بالعاطفة، وأرسل في كبد التاريخ أبياتًا خالدة رغم رحيله، ما زالت تلمع في ليالي المتحابيّن، وتضيء لهم دروب الوصل، وتسلي خواطر المشتاقين.
وعن الفنان السعوديّ طلال مداح نكتب في بروفايل، الذي لمعت موهبته منذ الطفولة، وعن أغنيته الأولى في مضمار الذيوع والانتشار "وردك يا زارع الورد" التي كانت مفتتح فنان كبير، سيسهم منفردًا ومشتركًا مع نجوم الصف الأول، في صياغة شكل الأغنية السعوديّة العابرة للحدود.
ثم يشارك الدكتور حكيم عباس الناقد الفنّيّ المعروف في كتابة نص تأمّليّ، متكئًا على خبرته وتضلعه في هذا المجال، وهو يتتبع دقائق اللحظات المألوفة، تلك التي تغوص في سياق الاعتياد، وقد تحولت بفضل عباقرة الفنّ، إلى لوحات أيقونيّة، احتفظت بسحرها وتأثيرها رغم تقادم الزمن.
صفحات ومواضيع وإطلالات متعددة، من جبل التوباد الذي يحفظ سرّ قيس بن الملوّح مع ليلى العامريّة، إلى تاج محل الذي يواجه معنى الموت بهياكل الخلود، وقائمة من النصوص المتنوعة ترافقها لوحات فنيّة بديعة، في دعوة مفتوحة للفائدة والمتعة.
في هذه اللوحة، تحاول الفنانة علا حجازي أن تقول الكثير من خلال الصمت وانسدال العينين، لتختصر الكثير من الكلام.
يتصف عمل حجازي بالسهل الممتنع، وهي لا تحبّذ أن تعطي أعمالها عناوين، لأنهاّ تؤدي إلى تقييد نطاق الخيال، وتستخدم في لوحاتها الألوان الجريئة، خاصة الأحمر والأزرق.
تقول حجازي حول هذا العمل: "لم تكن الطرقات واحدة، مفارق ومنحنيات وصعود وهبوط وفوز وخسائر وتجارب وعمل مستمر.. قلق وقلب لا يملّ من المحاولات.
أن أرسم اسمي في لون؛ معناه أن أظلَّ على سفر، فرشاتي في يدي، أعبث بالقَصص، أختلق ما يجعلني أفرح، أبكي حين أنجح.. وقد أضحك.
وبعد كل ما مرّ.. أقول: ثم تنفستُ ورداً".
علا حجازي، فنانة تشكيلية من مدينة جدة السعوديّة، أقامت ثماني معارض شخصيّة في: جدة، والرياض، وباريس، وأبو ظبي، وشاركت في العديد من الملتقيات والورش الفنيّة، كما مثلّت السعوديّة في الكثير من المحافل الفنيّة الخارجيّة في: عمّان، والكويت، وألمانيا، والدوحة، ودبي، والأقصر، ومسقط، وغيرها.
حازت العديد من الجوائز التشكيليّة، ولها مقتنيات في متحف الفنّ الإسلاميّ في ماليزيا، كما يمكن ملاحظة وجود أعمال للفنانة في مقار البنوك والشركات داخل المملكة وخارجها، وفي القصور وبيوت رجال الأعمال.
الفنان صديق واصل
المشاعر الإنسانية.. ذخيرة الفنان ومستودع إلهامه
بالنسبة إلى الفنان المتجدد صديق واصل، فإنّ العاطفة هي الأساس الذي يدفع الفنان ويحركه في أعماله، كما إن دورها في تشكيله وتزويده بالمضامين السخيّة - وهو يتعاطى مع فنونه - لا يقل عن قيمة بقية أدواته لصناعة إنتاجاته الإبداعيّة.
واصل، ابن مكة المكرمة، فنان متعدد المواهب، يقترب من إتمام عقده الرابع في مجال الفنّ والإبداع والإنتاج، وقد تنوعت عطاءاته في مجال الفنّ.
يقول واصل إن ما يصدر من القلب، يستقر في القلب، وهو يشير إلى مستودع المشاعر الذي ينعكس على الأعمال الفنيّة والإبداعيّة، لأن العاطفة هي غذاء هذه المشاريع، والسرّ الكامن وراء تبنيها وإنجازها، ثم النظر إليها من الجمهور.
الرابط:
https://www.ithra.com/ar/news/human-feelings/
الرابط:
https://www.ithra.com/files/4616/1423/1966/Ithraeyat_Magazine_Issue11_Love_Arabic.pdf
تعليقات
إرسال تعليق