كيف يمكن للشارع أن يتحول من وظيفته التقليدية، وإطاره الروتيني، بوصفه عصب المدن والحارات، إلى مسرح مفتوح للفن، ونقطة انطلاق لعدد من الفنانين، الذين استثمروا في عدالة هذا الفضاء المتاح، وحولوه إلى مرسم مشرع للعيون، أو حفل موسيقي حي يستوقف العابرين، ويخترق صمت الجدران وأطلال الحارات.
مرحباً بكم في العدد العاشر من رحلتكم مع "إثرائيات"، نتناول فيه "الشارع" بوجهه الآخر، جدرانه الناطقة بالرسومات، والموسيقى التي تعزف في الميادين، وأرصفة الكتب الزاخرة بالعناوين، وصفوف المقاهي التي تحتضن دويّ الأحاديث التي لا تهدأ في فنون الثقافة وصنوف الفن.
الفنانة زينب الماحوزي تطلق صافرة العدد بلوحتها على الغلاف، يقدم العمل صورة مألوفة لحياتنا، وكيف تبدو حركة الشارع وهو يستوعب هذه اليوميات، مع لمسة من الخط والتراث لتوطين العمل وربطه بالبيئة التي ينتمي إليها ويعبّر عنها.
ويطلّ الفنان التشكيلي عبدالرحمن النغيمشي ضيفاً مثرياً للعدد، ينتمي لمدرسة الفن المفاهيمي، وصاحب أعمال بصريّة وتشكيليّة بارعة في الشارع، يدمج خلالها العرض الأدائيّ مع فنّ مبتكر لكتابة الحروف، بطريقة تعيد استكناه روح الحرف العربيّ وإظهار جماليّاته.
الشاعر محمد عبدالباري في إطلالة نثرية لا تنقصها شاعريتها المعهودة، في "شارع لا يريد الوصول" يتذكر اللوعة التي خالجته وهو يغادر بيت طفولته إلى آخر لا يبعد عنه في حي الجرادية بالرياض، لكنه شعر بما بلوعة كادت تضعه في مصاف شعراء المنفى.
في بروفايل، نتحدث عن عراب التخطيط العمرانيّ لمدينة جدة الحديثة، والأب المؤسس لشوارعها وساحاتها العموميّة، ومبدع كورنيشها الساحر.
محمد سعيد فارسي، مهندس معماري برتبة فنان.
وبقية باقية من الجمال والتنوع والثراء في محطات وامتداد وجسور الذي يسافر بنا إلى الشانزلزيه، وفي تأمل فنّى تكتب الفنانة نورة بن سعيدان عن أشهر فناني رسم الجداريات في العالم، الفنان البريطاني الغامض، تعرفوا عليه وعلى تجربته بالاطلاع على العدد.
في هذا العمل على قطع الخشب المعاد تدويرها، يظهر رجل يرتدي ملابس تقليدية يمضي في طريقه، يقدم العمل صورة مألوفة لحياتنا، وكيف تبدو حركة الشارع وهو يستوعب هذه اليوميات، مع لمسة من الخط والتراث لتوطين العمل وربطه بالبيئة التي ينتمي إليها ويعبّر عنها.
العمل جزء من مجموعة تسمى "جدي وجدتي" للفنانة السعودية متعددة المواهب زينب حسين الماحوزي التي اعتادت في أعمالها تقديم التقاليد المحلية بطريقة حديثة وعصرية، وتجسد فيها ما يشبه حوارًا بين الأجيال، وكيف تؤثر التكنولوجيا في طبيعة أيامهم.
تمتلك الفنانة العديد من الإبداعات الفنية على طول شوارع جدة والخبر، وكذلك جميرا في دبي، وتخطط لمشروع جديد قريبًا، سيكون مختلفًا تمامًا عن أعمالها الأخرى.
كما شاركت زينب في معارض في أنحاء المملكة وخارج المنطقة، حيث شاركت في عام 2017 في ورش عمل إكسبو آرت في كازاخستان، كما شاركت في عام 2019 في الأيام الثقافية السعودية في تركمانستان، ومعرض مسك بالبحرين وأماكن أخرى.
تحب الماحوزي فن الشارع لأنه قريب من الناس والقلب، بمثابة معرض فني مفتوح لجميع الناس، وتفضل اختيار الشوارع المزدحمة، بحيث يسع الناس تأمّل الأعمال في ساعات الازدحام، وتتحول ساعات الانتظار إلى فرص للمتعة السخية.
تقول الماحوزي: "لقد أنقذني الفن دائمًا وسط صراعات الحياة العديدة، هناك الكثير من الجمال لاكتشافه، قوة الفن هي أنه يترك شعورًا ويلهم كل من يراه".
الفنان التشكيلي عبدالرحمن النغميشي:
البحث عن حياة الحرف العربي
ينتمي النغيمشي إلى الفنّ المفاهيميّ، ويعتمد على الخطّ أداةً في التجربة الفنيّة الكاملة التي يقدمها، من جهة دلالته وموضوعه وأسلوبه وطرحه، ويعتقد أن الثقافة والمكونات المحليّة سخيّة بالفرص والمحتوى الذي يصلح أن يكون ذخيرة لتعاطي أشكال مختلفة من الفنّ المفاهيميّ، بما يقدم طرحًا جديدًا ومبتكرًا ومستقطبًا للدهشة.
وحسب رأيه: "يعود هذا إلى الفنان نفسه، باستخدامه الأدوات وفحص المكونات المحليّة في محيطه، وبكلّ ما تدّخره من حكايات وإلهام وفضاء مفتوح وخصب للإنتاج والطرح الفنيّ".
يضيف "أنا متفائل بالمرحلة المقبلة في القطاع الثقافيّ السعوديّ، نحن نعيش ما يشبه فرصة متاحة للجميع، لأنّ كل إنسان لديه ما يقدمه ويفيد منه بملكاته الفنيّة".
https://www.ithra.com/ar/news/guest-artist1/
الرابط:
https://www.ithra.com/files/2216/1141/3684/Ithraeyat_Magazine_Issue10_Street_Arabic.pdf
تعليقات
إرسال تعليق