تتجه أنظار الخليجين إلى العاصمة السعودية الرياض حيث تنعقد اليوم (الأحد) أعمال الدورة الـ39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في وقت يواجه فيه المجلس جملة من التحديات التي تتطلب منه المزيد من الجهود والتماسك.
واستوفى أمين مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني تسليم دعوات خادم الحرمين الشريفين لقادة دول مجلس التعاون لحضور القمة، من بينها دعوة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد على رغم أن هذه هي القمة الثانية التي تُعقد بعد قمة العام الماضي في الكويت منذ اندلاع أزمة قطر في حزيران (يونيو) 2017، في وقت واصلت فيه الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب مطالبها من الحكومة القطرية بالتوقف عن دورها المشبوه في دعم الإرهاب.وعلى رغم مختلف الظروف يضع القادة على طاولتهم اليوم الملفات الراهنة كافة والتي تتطلب من الكيان الخليجي التحرك والتعاطي معها سيما وأن الرياض وهي لبّ دول الخليج ومركز الثقل فيه تعيش مرحلة توافق لافت على المستوى الثنائي مع مجمل دول الخليج العربية.
وتعد المسألة الإيرانية من الملفات البارزة والتي تشهد مرحلة جديدة بعد إقرار جولة جديدة من العقوبات الأكثر شراسة تجاه إيران والتي يقودها البيت الأبيض بجهازه الرئاسي الجديد الذي أبدى توافقاً مع الموقف الخليجي وبدد الغمامة التي ساقها الرئيس السابق أوباما فوق مياه الخليج.
كما سيكون ملف النفط على طاولة القمة، إذ تشهد الأسواق النفطية حالة تأهب خصوصاً بعدما اتخذت قطر في هذا السياق قرار عبثياً بإعلانها الخروج من منظمة أوبك بحلول العام المقبل. وستكون حرب استعادة الشرعية في اليمن جزءاً من نقاش الزعماء الخليجيين، إذ يشهد الانقلاب الحوثي حالة انحسار حرجة في ظل مفاوضات قائمة في السويد مع الحكومة الشرعية يقودها المبعوث الدولي مارتن غريفيث في السويد. أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد كان أول قائد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي يؤكد ترؤسه وفد بلاده المشارك في القمة، وبقي الشيخ صباح شعاراً للإبقاء على هذا الكيان في وجه العواصف العاتية التي اهتاجت ضده.
أمير الكويت يترأس وفد بلاده للمشاركة في القمة الخليجية
يترأس أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح وفد بلاده للمشاركة في اجتماع الدورة الدورة الـ39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها الرياض. ويغادر أمير الكويت - بحسب وكالة الأنباء الكويتية - إلى الرياض اليوم (الأحد) والوفد المرافق له للمشاركة في القمة الخليجية.
ملك البحرين يترأس وفد بلاده للمشاركة في القمة الخليجية
أعلن الديوان الملكي البحريني أن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة سيغادر اليوم (الأحد) التاسع من كانون الأول (ديسمبر) متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية، ليترأس وفد مملكة البحرين إلى أعمال الدورة الـ39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها الرياض.
نائب رئيس الوزراء العماني: السلطان قابوس حريص على تعزيز مسيرة التعاون الخليجي
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رســــالة خطية إلى الســـلطان قابوس بن سعيد في الثالث من كانون الاول (ديسمبر) الجاري تتــــــعلق بدعوته لحضور قمة قادة دول مـــــــــجلس التعاون الخليجي الـ39.
وتسلم الرسالة نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، وذلك خلال استقباله الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الذي نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين وتمنياته الطيبة للسلطان قابوس والحكومة العمانية.
وقد أبلغ آل سعيد الأمين العام نقل تحيات السلطان لخادم الحرمين الشريفين وتمنياته الطيبة له بالمزيد من التوفيق.
كما أكد بأن السلطنة بقيادة السلطان تحرص دائما على تعزيز مسيرة التعاون الخليجي والترابط الأخـــــوي بـــين دوله وصولاً لتحقيق طموحات الشعوب الخليجية نحو مســــــتقبل مزدهر بالخيــــــر والاستقرار.
تناول اللقاء تبادل وجهات النظر حيال القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة القادمة والتي من شأنها أن توطد الروابط حفاظاً على منجزات دول المجلس.
من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن تمنياته الطيبة والشكر للسلطان قابوس للدعم المستمر والمتواصل لمجلس التعاون وأمانته العامة بما يخدم المصالح الخليجية المشتركة. حضر المقابلة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله.
الرياض... محور الخليج و عاصمة العرب ووجهة التحالفات الدولية
تحتضن الرياض اليوم الأحد القمة الخليجية الـ٣٩، واستعدت السعودية لاستقبال زعماء وقادة دول الخليج من دون استثناء أي منهم.
وبعودة الرياض لاحتضان القمة الخليجية رغم موجة الاختلافات التي تعصف بالكيان، تعبير عن تصميمها على صون المجلس الخليجي بدفعة من ثقلها وتأثيرها السياسي والاستراتيجي، بعد أن طافت موجة من التخرصات عن نفق مظلم دلف إليه نتيجة أزمة قطر.شكلت الرياض خلال الفترة الأخيرة حراكاً سياسياً متنامياً استوجبته ظروف المنطقة وتهلهل عواصمها التقليدية، التي كانت تتعاضد في معالجة انغلاقات المنطقة واحتباساتها السياسية، ولكن بفعل المياه الجديدة التي جرت في أنهار المنطقة، تراجعت تلك العواصم بعدما أوهنتها سلسلة من الأحداث المفصلية.
لم يكن بدّ من تقدم الرياض وتجشمها عناء القيادة، وإنقاذ المنطقة من ضلال الطريق، ورغم ما تكلفه هذه المهمة من عداء ظاهر وخفي، لكن إلحاح الواقع بقي يجهر العاصمة السعودية ويحتم عليها تولي مسؤولياتها على جسامتها.
وحفلت الرياض خلال الفترة القريبة والراهنة بمجموعة من المناسبات السياسية والقمم الدولية، بين مصالحات أنهقت عقوداً من عناء بشري سالت أوجاعه، إلى قمم ثنائية تعزز من حضور متوازن لعاصمة جديدة في المنطقة، إلى قمم مرتقبة تنتظم فيها قارات مختلفة في قلب مصنع السياسات العربية والإسلامية.
ونجحت الرياض في حشد الكثير من قوى العالم والعواصم الإقليمية لتأليف التحالفات العسكرية التي ينتظم تحت لوائها عدد من الجيوش الضخمة في المنطقة، شاركت في تدريبات مشتركة وأبدت استعداداً وجهوزية كاملة للوفاء بحاجات المنطقة من الأمن وضمان الاستقرار.
وقد أبطلت جهود الحشد العسكري التي اجتمعت في العاصمة الرياض الكثير من نوايا الشر التي أرادت السوء بالمنطقة، ونوت أن تفتك بمقدراتها واستقرارها الهش.
ولا تتوقف الرياض عند كونها عاصمة سياسية مشغولة بهموم السياسات والتوجهات العمومية، بل عاصمة اقتصادية تصدر عنها القرارات المؤثرة في سوق النفط الأكثر فعالية وتأثيراً في حال المال.
وخلال مؤتمر مستقبل الاستثمار، الذي تألفت ثاني نسخه في الرياض قبل أسابيع، التقى عدد من زعماء وقادة المنطقة على منصة المناسبة، وقدموا وعداً معززاً بالحقائق والأرقام أن تنهض المنطقة مجدداً من وهدتها الاقتصادية الخفيضة إلى مستقبل أكثر تطلعاً.
كما أنه لا غنى عن الرياض في ضبط إيقاع التوجهات الفكرية التي يتردد صداها في العالم أجمع، وقد بنت مؤسسات ومنهجاً لترسيخ الاعتدال ونشر مفاهيم ومبادئ الوسطية، ومواجهة بنى وعرى التطرف الذي أحاط بالمنطقة وخيمت قطع الظلام القاتم في سمائها، وكانت له الرياض بالمرصاد بفضل ثقلها المعنوي والسياسي، وشاركت في تبديد سحب الشر وفسح الطريق لنسائم الأمل أن تهب من جديد وتنعش الشرق الأوسط، وقد أثخنته أوجاع الواقع المرّ فلم يكن له من ملاذ سوى الرياض.
الروابط :
تعليقات
إرسال تعليق