النفوس التي تستنبت في أرض الحرية لا تشبه تلك التي تولد ذابلة على ثرى الاستعباد ، فهي أكثر نضارة وألقاً ، تستمد من شمس الحق قوتها ومن ماء العدل سقاءها ، يرعاها نظام المساواة ويتعهدها ويطيل من عمرها ، وهي أمنع ما تكون عن الاستذلال أو الاستجداء ، فيها من الأنفة ما يعطيها الصبر والشمم وينضجها لمواجهة التحديات والصعاب ، تنشط إذا رأت مظلوماً ولا تنكسر في وجه طاغية .
بخلافها تلك النفوس التي عاشت تحت نير الدكتاتورية ، فإنها خاضعة خانعة باختيارها ، ترى في العدل بخساً للأكابر وتطاولاً من الصغار ، وفي الحق فتنة تجر إلى الدماء والفناء وشغباً يضجّ في أذن الاستقرار والسكينة ، نفوس ترعرعت في بطن الخوف وتورمت من طول الرقاد على فرش ممدودة من الاستكانة ، تنقم على التغيير لأنه يشق عليها ويكلفها رهقاً .
وهذا يبدو واضحاً في قصة بلال الحبشي الذي خلع بإسلامه ربقة العبودية بمعناها الضيق ، وانسجم في عبودية كونية مركزها توحيد الله عز وجل ، ودونها كل البشر أسيادهم وعبيدهم ، كبيرهم وصغيرهم ، إنها الحرية التي أشربها عذبة صافية من نمير القرآن الكريم الذي يزن الكون بموازين القسط والعدل والمعروف ، أخذت كل الأشياء حجمها الطبيعي في ذهن هذا المنعتق من طقوس الجاهلية والمنغمس في نورانية العهد الجديد .
أصبحت نفسه كريمة حرة أبية ، فيها من الأنفة ما يجعله يتحمل في سبيل الحق وكلمة الله أسواط المغرورين بقوتهم الكرتونية وظلمتهم الجاهلية وبطشهم القاصر وعجزهم المتفاقم ، انهارت لدى بلال وأصحابه فكرة العبودية المتسلحة بجيوش الجهل والخوف والسائد ، وشاد فيه الإسلام بنى الحق وأرسى دعائم العدل وأوثق عرى الحرية ، فكان له الخلود في مقدمة الرجال باسم المساواة ، يا لجلال الثورة التي صنعها الإسلام في صدر تاريخه العظيم .
بخلافها تلك النفوس التي عاشت تحت نير الدكتاتورية ، فإنها خاضعة خانعة باختيارها ، ترى في العدل بخساً للأكابر وتطاولاً من الصغار ، وفي الحق فتنة تجر إلى الدماء والفناء وشغباً يضجّ في أذن الاستقرار والسكينة ، نفوس ترعرعت في بطن الخوف وتورمت من طول الرقاد على فرش ممدودة من الاستكانة ، تنقم على التغيير لأنه يشق عليها ويكلفها رهقاً .
وهذا يبدو واضحاً في قصة بلال الحبشي الذي خلع بإسلامه ربقة العبودية بمعناها الضيق ، وانسجم في عبودية كونية مركزها توحيد الله عز وجل ، ودونها كل البشر أسيادهم وعبيدهم ، كبيرهم وصغيرهم ، إنها الحرية التي أشربها عذبة صافية من نمير القرآن الكريم الذي يزن الكون بموازين القسط والعدل والمعروف ، أخذت كل الأشياء حجمها الطبيعي في ذهن هذا المنعتق من طقوس الجاهلية والمنغمس في نورانية العهد الجديد .
أصبحت نفسه كريمة حرة أبية ، فيها من الأنفة ما يجعله يتحمل في سبيل الحق وكلمة الله أسواط المغرورين بقوتهم الكرتونية وظلمتهم الجاهلية وبطشهم القاصر وعجزهم المتفاقم ، انهارت لدى بلال وأصحابه فكرة العبودية المتسلحة بجيوش الجهل والخوف والسائد ، وشاد فيه الإسلام بنى الحق وأرسى دعائم العدل وأوثق عرى الحرية ، فكان له الخلود في مقدمة الرجال باسم المساواة ، يا لجلال الثورة التي صنعها الإسلام في صدر تاريخه العظيم .
وكذا الفكرة التي تنمو في فضاء الحرية المتعافي من سموم الاستبداد والفساد ، فإنها تتكون من جنينية الأنفة والإباء وتذهب إلى أقصى حدود القدرة المتناهية لها في الأثر والتأثير ، تتمخض مكنوناتها عن خيرية تنعم بها البشرية آماداً طويلة كتلك الأفكار التي تدفعها الحاجة أو الألم فإنها تمد في عمر الدنيا وتوقظ الكون وتشرق في فضاء البشرية .
وبئست الأفكار تلك التي تولد خديجاً في حضن الاستضعاف والاستعباد فإنها لا تقوى على العيش إلا في أذهان الضعفاء والخائرين وتتطفل على موائد البذخ السلطاني وتتسول عند عتبات الطغاة الظالمين ، وإن بدت في أزمنة القهر سيدة المكان وناصية الزمان فإنها تتهاوى عند لحظة فارقة من بزوغ الحق وجلاء الحقيقة ، تتآكل تحت ضغط الظلم ، تذوب أمام حرارة المنطق ، وتنهار إلى حيث لا رجعة ولا دوام إلا للحق والمنطق والعدل .
ولذا كانت فضاءات الحرية والعدل والقانون منتجة أكثر من أركان الظلم وأوطان القهر والاستعباد . تبدو الأفكار العظيمة في حضرة " السائد " غير مريحة وباعثة على الاستنكار وفوق بلاط الاستعباد خروجاً على النظام وتطاولاً على جناب السلطان .
وفي فضاء الحرية ، تكون الأفكار خلاّقة وطاهرة من درن المسايرة ، تقع على أرض قرار من التوافق والانسجام ، يتأصل نبتها في ثرى الخصب وتورق في علياء الفضيلة شجرة تستظلها البشرية وتنعم بثمرها وطلعها وخيرها .
جاء الإسلام مثل فكرة وصمت بكل نعوت الاستنقاص والتشويه ، ثار غضب التقليديين وحماة الهياكل البالية ، استفزت عقول المجتمع الذي أورث قيماً نبيلة إلى جانب أخرى لا تستقيم مع الأفق الذي يذهب إليه الإسلام ، فأبقى النبي الكريم على حزمة المبادئ الشريفة والأخلاق الشفيفة ووسّع من أثرها وبعث فيها روحاً من أمر الله ، ومحى تلك التي تؤسس للباطل وتدحض الحق ، أهال تراباً على فجوات الثأر الانتقامي والطبقية المجحفة والظلم والاستعباد وأحل بدلاً عنها قيماً بناءة وأخلاقاً وضاءة .
وبئست الأفكار تلك التي تولد خديجاً في حضن الاستضعاف والاستعباد فإنها لا تقوى على العيش إلا في أذهان الضعفاء والخائرين وتتطفل على موائد البذخ السلطاني وتتسول عند عتبات الطغاة الظالمين ، وإن بدت في أزمنة القهر سيدة المكان وناصية الزمان فإنها تتهاوى عند لحظة فارقة من بزوغ الحق وجلاء الحقيقة ، تتآكل تحت ضغط الظلم ، تذوب أمام حرارة المنطق ، وتنهار إلى حيث لا رجعة ولا دوام إلا للحق والمنطق والعدل .
ولذا كانت فضاءات الحرية والعدل والقانون منتجة أكثر من أركان الظلم وأوطان القهر والاستعباد . تبدو الأفكار العظيمة في حضرة " السائد " غير مريحة وباعثة على الاستنكار وفوق بلاط الاستعباد خروجاً على النظام وتطاولاً على جناب السلطان .
وفي فضاء الحرية ، تكون الأفكار خلاّقة وطاهرة من درن المسايرة ، تقع على أرض قرار من التوافق والانسجام ، يتأصل نبتها في ثرى الخصب وتورق في علياء الفضيلة شجرة تستظلها البشرية وتنعم بثمرها وطلعها وخيرها .
جاء الإسلام مثل فكرة وصمت بكل نعوت الاستنقاص والتشويه ، ثار غضب التقليديين وحماة الهياكل البالية ، استفزت عقول المجتمع الذي أورث قيماً نبيلة إلى جانب أخرى لا تستقيم مع الأفق الذي يذهب إليه الإسلام ، فأبقى النبي الكريم على حزمة المبادئ الشريفة والأخلاق الشفيفة ووسّع من أثرها وبعث فيها روحاً من أمر الله ، ومحى تلك التي تؤسس للباطل وتدحض الحق ، أهال تراباً على فجوات الثأر الانتقامي والطبقية المجحفة والظلم والاستعباد وأحل بدلاً عنها قيماً بناءة وأخلاقاً وضاءة .
بعض القيم والأفكار والمبادئ كلما أمعنت في استجلاء جوهرها ما زادك ذلك إلا خيراً وبشراً ونماء ، وبعضها كلما أوغلت في مكنوناتها وبسط مكتنزاتها زادك الله خيبة وذلة وانهزاماً .
الحرية مع ضابطها من العقل المنطقي والشرع الحنيف والفطرة الصافية لا تأتي إلا بخير ، فضاء خلّاق ، وإمكانية مطردة ، الحرية بناء متكامل من الثقة والتجدد والثبات ، وكلما ظننت بها النهاية جهرتك بآماد جديدة ومساحات رحبة من التمكين والتنامي والتسامي الحكيم .
بعكسها بعض مسائل الطاعة والانضباط الهيكلي التي تحتكر مهام الإنتاج والتنمية ، وتخنق قدرات الشعوب والمجتمعات على الابتكار والازدهار ، إنها تخلق عاهات دينية تعيد هيكلة المؤسسات وصياغة الخطابات باعتساف الأدلة ، وتنتج مجتمعاً مرهوباً من التقدم وطقساً بوليسياً قاتماً وجاثماً على أنفاس الإبداع .
بعض القيم يؤمن جانبها ولا يخشى من توحشها أو انفلاتها وذوبانها ، وخير من ذلك كله ، أن تعمل المجتمعات الجادة والمتحضرة على تجسيدها في هياكل قانونية ودستورية تضبط حالتها السائلة وتحميها من جهة دوامها وتحمي المجتمع من جهة آثارها الجانبية واستفحالها وإمكانية استغلالها .
الرابط :
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-201269.htm
الحرية مع ضابطها من العقل المنطقي والشرع الحنيف والفطرة الصافية لا تأتي إلا بخير ، فضاء خلّاق ، وإمكانية مطردة ، الحرية بناء متكامل من الثقة والتجدد والثبات ، وكلما ظننت بها النهاية جهرتك بآماد جديدة ومساحات رحبة من التمكين والتنامي والتسامي الحكيم .
بعكسها بعض مسائل الطاعة والانضباط الهيكلي التي تحتكر مهام الإنتاج والتنمية ، وتخنق قدرات الشعوب والمجتمعات على الابتكار والازدهار ، إنها تخلق عاهات دينية تعيد هيكلة المؤسسات وصياغة الخطابات باعتساف الأدلة ، وتنتج مجتمعاً مرهوباً من التقدم وطقساً بوليسياً قاتماً وجاثماً على أنفاس الإبداع .
بعض القيم يؤمن جانبها ولا يخشى من توحشها أو انفلاتها وذوبانها ، وخير من ذلك كله ، أن تعمل المجتمعات الجادة والمتحضرة على تجسيدها في هياكل قانونية ودستورية تضبط حالتها السائلة وتحميها من جهة دوامها وتحمي المجتمع من جهة آثارها الجانبية واستفحالها وإمكانية استغلالها .
الرابط :
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-201269.htm
تعليقات
إرسال تعليق