إذا أغلقت صندوقك، واخترت الغموض طريقة للحياة والتعامل مع الآخرين، فإنك ستشقى من طول الانتظار. لن تنزل كلمات من السماء تتلو على الناس آلامك أو آمالك، ولن يأتي رجل لا تعرفه يتلو على رؤوس الأشهاد فيبلغهم ماذا يسرك أو يحزنك.
تعاملك وانفتاحك وصبرك على حماقات الناس ولأوائهم هو فقط يقربك إلى الناس ويجعلك شيئاً مذكوراً، تقوقعك داخل أطواء نفسك واعتزالك البشرية لا يكفي ليفهم الناس ما يغيظك كي يتجنبوه أو يسرك فيأتوه.
إذا علق بنفسك شيء من الحنق فافصح، ربما استعجلك الظن السيء، وإذا لمحت موقفاً سيئاً أو تقصيراً من أحد فعاتب، ربما كان كرم الاعتذار أغزر من فائض اللوم، وإذا استبطنت حزناً وألماً عليك أن تشتكي إلى الله ثم إلى خلقه، ربما تأتي المواساة على كل همك.
لن يضيف إليك الغموض والكتمان أي قوة أو دواء، ذلك الانغلاق المزعج ربما استحال إلى انفجار يبعثر بقايا الهدوء والطمأنينة في داخلك، ويذهب بمسكة التعقل والاتزان من ذهنك.
شارك من حولك دون أن تتعلق بهم، اجتمع بهم واشعر بهم وأفض عليهم بعض همك واهتماماتك، الناس لبعضها دون مبالغة، والبشر إذا التقت كسرت هيبة الهم وأذابت جمود المشاعر واستقلت بجبروت الرهبة من كل شيء، واعلم أن الجماعة تغلب الفظاعة.
الرابط :
http://www.alsharq.net.sa/2014/08/25/1208625
تعليقات
إرسال تعليق