يقول المثل القديم لكل مقام مقال ، ولكل حادث حديث ، وبما أن البدائل الإلكترونية والوسائط التقنية أضحت هي ميدان التواصل الفسيح، ومنصات التعاطي الفكري والاجتماعي والثقافي ، وأخيراً التعليمي، فإن مسألة استصحاب أدوات تعامل حديثة، تناسب طبيعة هذه المنصات وتلائم شروط العصرنة للتعاطي والتوسع وتنامي الأعمال التواصلية، ضرورة .
تفرض هذه الأيقونات الجديدة ملامحها الموضوعية، وتطبع أثرها ولو بعد حين، مثل تصعيد الهوامش، وتحبيذ الاختصار، ومقاربة المحظورات القديمة، وبذا لا يمكن أن نعيش زمناً عصرياً بعقلية العهد الحجري .
هذا فيما يخص الإطار العام، أما على الصعيد الشخصي فضرورة أخرى، متصلة بالفضاء العام من جهة، ومنفصلة بواقعها الخاص من جهة أخرى.
لا ينفك الإنسان عن طبيعته الأصلية، أياً كان المجال الذي يعيش فيه، إنه يفكر من داخل تكوينه الداخلي أولاً، دون اعتبار أحياناً لكل القنوات الناقلة لتفاعله، المطلوب هو استثمار هذه الفرصة الحداثوية لتجديد طريقتنا في التفكير والتكوين، التخففّ من أعباء تصوراتنا الأرضية التي ننشأ عليها، ونتصرف من داخل ما تمليه هذه الفرص الذهبية لتلاقح الأفكار واختبار التصورات وإعادة تأثيث الذهنيات الاجتماعية .
هذا لا يشجّع على تزييف الشخصية، بل إعادة ابتكارها من داخل الفضاء الجديد للتواصل، وتبني المكتسبات الجديدة في تشييد مجتمع تواصلي ناضج وسلس وإيجابي.
الرابط :
https://online.flipbuilder.com/wkss/zcrw/
تعليقات
إرسال تعليق