جدة - عمر البدوي
يواجه مشروع الحد من أخطار السيول في محافظة جدة الاختبار من جديد بعد تقليله الآثار الناجمة خلال العامين الماضيين، إلا أن مراقبين وصفوه بأنه لم ينجح تماماً في تجنيب المحافظة آثار السيول المنحدرة من جبال مكة أو تجمعات الأمطار التي تهدد البنية التحتية لجدة وساكنيها. وقبل نحو عامين، وبإشراف إمارة مكة المكرمة تم الانتهاء من تنفيذ ستة سدود ضمن عشرة مشاريع للحلول الدائمة للأمطار والسيول، سبقها 12 مشروعاً عاجلاً من بينها مشروع سد «أم الخير» بارتفاع سبعة أمتار وطول 1100 متر، وتم ربطه بمجرى السيل الشمالي عن طريق قناة مفتوحة بطول 730 متراً وعرض 33 متراً، ومشروع آخر لتعزيز أعمال سد «السامر»، وتم ربطه بمجرى السيل الشمالي عبر قناة مفتوحة بطول 3 آلاف متر وعرض 40 متراً. وأوضح مدير مشروع محافظة جدة لتصريف مياه السيول أحمد السليم، أنه «في تموز (يوليو) عام 2013 حازت شركة مجموعة بناء المواصلات الصينية على مناقصة بناء مشروع الحد من مخاطر السيول بكلفة 500 مليون دولار أميركي، وتمكنت الشركة من إنهاء المشروع بعد تسعة أشهر فقط بحسب خطة العمل المعلنة، وبالمتانة والجودة المطلوبتين، بالتغلب على مشكلة نقص العمالة والبيئة المناخية القاسية، من أجل تحقيق السعادة والأمان للمجتمع السعودي».
وأضاف السليم: «في عام 2014، تم الانتهاء من مشروع جدة لتصريف مياه السيول في الوقت المحدد، واختبرت جودته في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه، إذ تعرضت المدينة لعاصفتين مطريتين خلال موسم الأمطار. كما اجتاز المشروع اختباراً آخر بنجاح في موسم الأمطار عام 2015». ومع ذلك، فإن شهر نوفمبر من العام الماضي 2015 شهد تسبب أمطار متوسطة إلى غزيرة على محافظة جدة بوفاة شخصين، ودعا مركز الأزمات والكوارث بإمارة مكة سكان جدة إلى البقاء في المنازل وعدم المغادرة إلا للضرورة القصوى. كما سببت الأمطار تجمعاً للمياه في عدد من المواقع، منها أنفاق وشوارع، وأنقذت إدارة مرور جدة عدداً من المحتجزين بسببها، وأغلقت عدداً من الطرق والأنفاق، بسبب ارتفاع منسوب المياه فيها. واستطاعت ساعة واحدة من المطر، وبمعدل 22 مليمتراً، أن تشل الحركة المرورية في جدة، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي من المصدر الرئيس عن محطة تجميع ورفع المياه الرئيسة بحي الزهراء، وعن سبع مضخات أخرى لسبعة أنفاق بأنحاء متفرقة من المحافظة، ما نتجت منه تجمعات للمياه في هذه المواقع، وسرت الإشاعة المعتادة بتعليق الدراسة وتغييب الطلاب عن نهار المدارس في يوم المطر العاصف.
وباشر حينها أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل عمله في مركز إدارة الأزمات والكوارث بإمارة المنطقة، ووقف على سير عمل الجهات المشاركة في المركز وآلية تعاملها مع الحال المطرية التي تشهدها العديد من محافظات المنطقة.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق