ولأن الرياضة هي المتنفس الوحيد لجميع قطاعات المجتمع ، والمجال المتاح لاحتضان طاقاتهم بناء على سد المجالات الأخرى أو ضعف أهلية المجتمع لاختراق مجالات جادة تتطلب مستوى عالياً من الكفاءة والاقتدار لا يستطيعه الكسالى .
تبعاً لذلك فإن الرياضة تحملت فوق طاقتها من عديد المنظمين في سياقها الذي اتسع حداً لا يتصوره عاقل ، وتزاحم على منصتها من أهل الرياضة وغير أهلها حتى كاد أو سقط بعضهم من فوق خشبتها التي غصّت بجموع الباحثين عن موطئ قدم .
ولأن الفضاءات المزحومة بالناشطين تعطي فرصاً سانحة للشقاق والصدام ، ارتأى بعض النابهين تأسيس روابط واتحادات لتنظيم هذا التشابك الفظيع واحتواء الأزمات التي تنتج عن التدافع الشخصي والجماعي بين أقطاب الرياضة والناشطين في حقلها .
مسألة التنظيم خطوة ناضجة وتتويج لما وصلت إليه رياضة القنفذة من مبلغ كبير وعظيم ، ولكن دواء الخلافات الحادة لا يمكن أن يتم عبر هذه التجمعات التي لن تسلم هي الأخرى من الشد والجذب المؤدي إلى انهيارها وتفكك بنيانها .
وربما استخدمت هذه الاتحادات طرفاً في الخلافات ، أو رصيداً مضافاً إلى نقاط قوة طرف على آخر في رحلة الاستقطابات ، فضلاً عن ضيق ذهن بعض الرياضيين ممن سيعلن انسحابه وانقلابه إذا كان النظام المتبع مضاداً لمصلحته .
لن تتم حلحلة هذا التشابك المريع في رياضة القنفذة قبل أن تعلن بعض الأسماء اعتزالها المجال لأنها لا تمت للرياضة بصلة ، وأن تنصرف إلى مجالات أخرى جادة تليق بها وتنسجم مع إمكاناتها ، وأن وجودها في حقل الرياضة لا يعبر عن هويتها أكثر من زيادة في العبء الذي يتحمله المجال ويرفع من آثار الازدحام والاحتقان والتوتر .
وفي طريق تنظيم هذا المجال الرياضي لا يمكن تجاهل الأثر الذي تصنعه القلوب الصافية والنوايا الحسنة في تأسيس فضاء رياضي منتج وثري ، ومعالجة تضّخم " الأنا " التي تكاد تطفح من بعض الرياضيين بغرض ترميزهم وتحنيطهم كقيادات لا يشق لها غبار في إطارها .
بعض المشاريع في رياضة القنفذة تتحدث عن نفسها ، شبكة تفاصيل الإعلامية مثلاً جاءت كمنتج مؤقر في الوسط ونقلة نوعية في الجانب الإعلامي ، وهذا لأنها باشرت تحقيق أهدافها وترسيخ رسالتها مستخدمة في سبيل ذلك مواهب مختصة وقدرات لا تنشغل بغير عملها المقنن والمحدد ، ولذا اكتسبت جمهورها الواسع وريادتها في مجالها .
وبالحديث عن أفق لهذا المجال النشط فإننا نأمل من نادي التسامح الرياضي بصفته الرسمية أن يتسع صدره للنظر إلى فضاء كرة الحواري التي تكاد تخطف منه الأضواء وتسحب من تحته البساط .
كرة الحواري في القنفذة كنز ثمين وعمق استراتيجي لكل نادي يطمح في التهام خطوات كبيرة باتجاه المستقبل ، ونادي تسامح القنفذة إذا لم يتخلص من بيروقراطيته المثقلة ويصنع خط اتصال وتعاون استراتيجي مع هذه المستطيلات الترابية ، فإنه يخسر قيمته في قلوب مواهب القنفذة ويسقط من خيارات المستقبل المأمون والمتوهج في أذهانهم .
تعليقات
إرسال تعليق