البندر | القنفذة :
تواصل “البندر” رسالتها في تسليط الضوء على المواهب الشابة في محافظة القنفذة ، وتتميز المحافظة بأنها ولادة للمواهب على كافة الأصعدة ، وعندما يأتي الحديث عن المواهب الشابة يبرز اسم “عمر البدوي” كواحد من أهم الأسماء الشابة في الوسط الثقافي والاجتماعي حيث مساهماته البارزة في الملتقيات الثقافية والدعوية والاجتماعية إضافة لمقالاته في عدد من المؤسسات الإعلامية والصحف الالكترونية.
“البندر” كان لها لقاء مع “البدوي” الذي تحدث فيه عن عدد من النقاط التي تهم المحافظة ، نترككم مع اللقاء الشيق.
*يعرف أبناء محافظة القنفذة “عمر البدوي” الإعلامي المتكامل لكنهم يجهلون عمر البسيط ، فمن هو عمر البدوي؟
لست أكثر مما يعرفه الناس ، مجرد شخص يبحث عن موقع جيد من الحياة يساعده على تحقيق أهدافه ورضى ربه وخدمة أهله ومجتمعه .
* يرى الكثير من النقاد بأن عمر قائد الإعلام الشاب في المحافظة ، فكيف وصلت إلى هذه المرحلة وأين ترى نفسك مستقبلاً ؟
إذا قبلت بفكرة أنني قائد الإعلام الشاب – مع تحفظي – ، فإن ذلك يتحقق بالتركيز على الهدف ، عدم الانشغال بالصوارف التي تعترض طريقك سيما نرجسيتك وبحثك المضني عن مكاسبك الشخصية والأضواء والشهرة العبثية ، بمجرد أن تجد نفسك في المجال الذي ترتاح له وتشعر أنه يناسبك ويليق بك ، عليك أن تستمر في ذلك الطريق مستدعياً كل ما يساعد على رفع كفاءتك وإمكاناتك ومستحضراً ضرورة أن ترضي ربك وتخدم مجتمعك وتنفع نفسك .
*يتميز عمر بأسلوب إلقاء فريد وإرتجالية مميزة ولكن ألا يرى بأن حضوره الدائم في الأماسي والاحتفالات في المحافظة استهلاك له ؟
أحاول أن أتواجد في المكان المناسب الذي يوافق إمكاناتي ، لا أتردد في خدمة الآخرين ، غالب مشاركاتي تأتي من باب رد الجميل لأحدهم أو الإسهام في إنجاح مشاريع الآخرين ، وحضوري في الأماسي والاحتفالات منفصل عن مشروعي الشخصي الذي يستغرق اهتماماتي ويستحوذ على جملة اهتماماتي وتركيزي ، وأرجو أن أكون خفيفاً ومريحاً وغير مستهلك .
*نرى عمر يكتب في أكثر من صحيفة محلية من كبار الصحف ، كيف يختار عمر المقال الأنسب لكل صحيفة وماهي معاييره؟
هذا أسلوب يساعدك على تدريب نفسك وقلمك وتفكيرك ، لكل صحيفة سياسة تحرير مختلفة ، أنت لا تخضع لسياساتها ولكنك تحاول عندما تكتب لكل واحدة أن تنسجم معها ، قد يبدو هذا أشبه بالتقلبات الحادة أو فكرة ( أكثر من وجه ) ولكنه في الحقيقة يساعدك هذا على تجريب كل الأفكار والمسارات والقراءة والكتابة لكل التوجهات ، هذا يوسع نظرتك ويحافظ على انضباطك الانفعالي بحيث تشعر بنفس التقدير لكل الاتجاهات الفكرية والتحريرية ، إنه يدربك على أن تتقبل الاختلافات وتنسجم مع نواميس الحياة .
*أكد عدد من النقاد بأن تميز البدوي أعاق ظهور الكثير من الشباب في تقديم الاحتفالات كون المسؤولين عنها لا يرضون بغيره ، كيف ترد ؟
إذا صدق أن المسؤولين لا يرضون بغيري ، فهذا حسن ظن أشكرهم عليه وتعبير سخي عن الموقف ، ولكنني أرى بعض المواهب والإمكانات ترتقي المنصات والمنابر ، وأجد أن المساحة تتسع للجميع ، وأنا ملتزم بشكل أخلاقي بالاعتذار عن الفرص التي أجد فيها من هو أفضل مني وأمهر وأقدر ، ولو جربتني لعرفت ذلك ، ومجدداً أرجو أن أكون خفيفاً ومريحاً وغير مزعج لأحد .
*اجتماعيا ، وفاة شقيقك الأكبر -رحمه الله- يراه الكثير نقطة تحول في حياة عمر ، ما رأيك ؟
مثل كل المواقف التي تمر بالإنسان وتعصف بروتين حياته ، الموت والولادة ، الكبوة واليقظة ، كلها جزء من الحياة ، مسؤوليتنا أمامها أن نخرج منها بأقل الأضرار وأغزر المكاسب ، أن نتفحص مواطن الرحمة الربانية ، ونبحث عن بصيص نور وأمل في الحياة من جديد .
أسأل الله لأخي وأمي وأبي وجميع موتى المسلمين الرحمة والغفران ، كل واحد منهم كان له دور وتأثير ومكان في قلوبنا وحيواتنا ، وأرجو أنهم قدموا أقصى ما لديهم من البذل والتضحية والفداء لنا ، وعند ربك الجزاء الأوفى .
أسأل الله لأخي وأمي وأبي وجميع موتى المسلمين الرحمة والغفران ، كل واحد منهم كان له دور وتأثير ومكان في قلوبنا وحيواتنا ، وأرجو أنهم قدموا أقصى ما لديهم من البذل والتضحية والفداء لنا ، وعند ربك الجزاء الأوفى .
*ظهر مؤخراً عدد من شباب مركز حلي يحاولون انتهاج منهجك في الكتابة والإلقاء إلا أنهم لم يجدوا قبولاً لدى المجتمع ، ماذا تقول لهم ؟
لا أعتقد أنني بهذه القيمة الكبيرة التي تجعل من أحد تقليدي أو تتبع طريقتي في الكتابة والإلقاء ، هذا لطف منك ، ما زلت في منتصف الطريق ، إن لم يكن في بدايته ، ولكن من الضرورة التأكيد لأنفسنا ولغيرنا أن الإنسان المبدع والمنتج يحتاج أن يبحث عن إمكاناته المنفردة ومناطق تميزه التي لا يجدها عند غيره .
القدوات ضرورة بشرية لرفع روح النابغين وسقف التجدد الكوني ، ولكن الامتثال إلى درجة طمس هويتك الشخصية يعتبر خطيئة في حق نفسك وخطأ في ترتيب شروط النجاح ، كن أنت !
القدوات ضرورة بشرية لرفع روح النابغين وسقف التجدد الكوني ، ولكن الامتثال إلى درجة طمس هويتك الشخصية يعتبر خطيئة في حق نفسك وخطأ في ترتيب شروط النجاح ، كن أنت !
*ما تقييمك للحراك الأدبي والثقافي في المحافظة؟
منخفض جداً ، لا يليق بالقنفذة التي تملك تاريخاً مشرفاً وتطلعاً مشرقاً للمستقبل ، ولكنها تعاني حالة انقطاع هذه الأيام إلا من اجتهادات شخصية متواضعة قد لا ترقى إلى مستوى التأثير ، ربما ينقصهم الظهور ولكن ينقصهم أكثر القيمة العلمية المؤثرة ، بمعنى أن ينكب أحدهم على فن علمي ما ويصرف فيه جهده وطاقته فيغدو بحراً وعلماً ومرجعاً يكون له بهذا المقام شرف اسمه ورفعة المحافظة ومكانتها .
هناك قامات جيدة في المحافظة ولكن انخفض حماسها في ظل مجتمع لا يرحب كثيراً بهذا النوع من الوجاهات وينصرف لسواها ، ولكن قدر القامة الأدبية والثقافية أن يشعر بالغربة والوحدة ومسؤوليته أن يواصل ويستمر ولو استوحش الطريق وكلّ من المسير ، ونسأل الله أن يهب لهذه المحافظة أمر رشد .
هناك قامات جيدة في المحافظة ولكن انخفض حماسها في ظل مجتمع لا يرحب كثيراً بهذا النوع من الوجاهات وينصرف لسواها ، ولكن قدر القامة الأدبية والثقافية أن يشعر بالغربة والوحدة ومسؤوليته أن يواصل ويستمر ولو استوحش الطريق وكلّ من المسير ، ونسأل الله أن يهب لهذه المحافظة أمر رشد .
*“ماشي خلاف” أوقف وتم منعكم من نشر أي حلقة جديدة إلا بعد ترخيص القناة ، ما صحة ذلك ؟
ماشي خلاف جهد بطولي من شباب عاديين ، وجدوا تقديراً لا بأس به من المجتمع ومصاعب جمة من تفكير تقليدي يدير حركة المؤسسات الحكومية والأهلية ، البرنامج لم يتوقف من جهة رسمية وإن كان تلقى إيعازاً بهذا الشكل ، ولكنه سيعود بطريقة أكثر تنظيماً واستعداداً ، وربما يتوقف ، الأمر مجرد هواية وليس عملاً رسمياً ، سؤالكم الدائم ربما يثمر حماساً في قلب أصحابه ليعاود الركض من جديد في مضمار خدمة المحافظة وأهلها .
*كيف يرى عمر البدوي الإعلام في المحافظة؟
أنا متفائل بشأن الإعلام في المحافظة ، الإعلام في القنفذة لم يعد كما كان سابقاً ، هناك مؤسسات وأشخاص ومبادرات أصبحت تشكل رقماً صعباً في مجال الإعلام ، يعيقهم المتكاثرين في مضمار لا يصلح لكل أحد ، ورتابة المؤسسات الحكومية والأهلية التي يعشش فيها شبح البيروقراطية والسأم الإداري .
ورغم كل ذلك القنفذة نشطة بأهلها ، وستخطو للأمام كثيراً إن شاء الله تعالى .
ورغم كل ذلك القنفذة نشطة بأهلها ، وستخطو للأمام كثيراً إن شاء الله تعالى .
*ختاماً : لك الكلمة في مساحة أخيرة.
شكراً لكم .
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق