لا خلاف على أن البشرية بلغت درجة من الرقي والتقدم لا مثيل لها في كل مفاصل تاريخها ، ثروة معرفية بلغت أوجها وتوظيف تكنولوجي مبهر وقدرة تطبيب متطورة وانهماك استهلاكي التذاذي عالي .
لكن المؤسف أن الإنسان بمعناه الوجداني الحقيقي لا يعيش أفضل حالاته بالضرورة ، إنه يقتل بدم بارد ، وتغتصب لقمته وكلمته وروحه لأجل حاكم مستبد .
الطفولة كأكثر معاني الإنسانية براءة وعفوية فقدت بريقها وحضورها ، فهو إما عامل ورشة مثقل بالمتاعب والمشاق أو منتهك الحقوق ومغتصب في براءته ومحروم من طفولته .
المرأة ليست أفضل حالاً من ابنها ، فهي إما لعبة استعراض وسلعة جذب في السوق الحر أو مدفونة مأفونة ، وهي بين ذلك نهب احتراب الأطراف الفكرية والسجالات الصحفية .
أما الدين الذي جاء لتخفيف متاعب الإنسان ودفعه باتجاه الطمأنينة وسلوك طريق الله استخدمه أهل السياسة بشكل مسف حتى كاد ينهار ، لولا لطف الله .
ما زال النظام العالمي الجديد الذي يشيع قيم الديمقراطية والحرية والعدالة يحاول استنقاذ الإنسان ، ولكن يبدو أنه أصبح جزءاً من المشكلة واستعبده الطغاة والغلاة لتحقيق مصالحهم الضيقة .
كل طرف يحتكر امتلاك الحل ويدعو البشرية صباح مساء لسلوك طريقه واتباع فريقه ، ويبقى الحال متعثراً حتى إشعار آخر .
وقناعتي أن التصالح مع النفس والتعايش العالمي السلمي وتحقيق المعبودية لله ، هي جماع الأمر ولازم الخير .
تعليقات
إرسال تعليق