لا أميل لفوز السلفيين بالانتخابات العربية ، إذ هم في حاجة إلى مراجعة قاسية لبنائهم السياسي .
السلفية تملك أكثر قدرة تبريرية لمظالم الحكام باسم عصمة الدم والحفاظ على الاستقرار وخشية الفتنة .
كما أن تعاملهم مع " الآخر " يتسم بكثير من الحدية والحساسية في ظل اتجاه عالمي نحو التعدد وتقبل المباينين .
ويتمحور السلفيون في سعيهم السياسي على أساس " الحفاظ على العقيدة " ويهمشون جوانب التنمية ووفرة المعيشة وترقية حياة الإنسان .
بالتالي هم في حاجة ماسة إلى تطوير " مبادئهم السياسية " قبل أن يستجيبوا للآليات والأنظمة التنظيمية والديمقراطية .
لا شك أن السلفيين أكثرهم عدالة ونزاهة بحكم النظام التربوي والتعبدي ولكن الطباع الحسنة لا تكفي لإدارة دولة .
السياسة تدار بشكل براغماتي وتقوم على حفظ المصلحة واللعب على وتر التنازلات والمقايضات وهذا ما يخدش في ديانة المرء .
صحيح أن إدارة الدولة من الداخل تحتاج إلى كثير من الصدق والتعفف وهذا ما يمتاز به السلفيون ، ولكن كيف هو الحال مع المناطق المتقاطعة مثل الأقليات وحرية التعبد والفنون والتفكير الحر وملفات السياحة وغيرها .
إذا تجاوز السلفيون نموذج السلفية السعودية التي تتوافق والطبيعة المحافظة للمجتمع التي بدأ تأثيرها ينخفض مع الضخ المتكاثف لخطط الإصلاح والانفتاح ومحاولة التعولم .
فهم أمام تحدٍ آخر وهو بناء آليات متقدمة لقراءة منتوجات الحداثة ومعالم الدولة الجديدة ( الأقليات وحرية التعبد والفنون والتفكير الحر وملفات السياحة وغيرها ) .
صدقت و احسنت ..
ردحذف