أحاول دائماً تفكيك هذا السر " الحياة " أحياناً كثيرة أعجز ولا أقوى على ذلك ، وأخرى تذهلني الحقيقة .
يمارس القدر لعبته في الخفاء مستغفلاً عقولنا التي تمارس التذاكي حيناً فتقع في قبضة الذهول والتغابي حيناً آخر فتسجن في زنزانة القلق .
أهبط إلى ما دون مثاليتي أعيش كما الحيوان بين آلامه السطحية وأوجاعه الداخلية ، أغرق في لذاذاتي ، لا أهتم كثيراً لسؤال الوجود القلق ولا ألتفت لنداءات الحياة الجادة وهتافات الأسئلة الحائرة ، أبتعد كثيراً عن نموذج " الإنسان الحقيقي " .
ثم تشتعل حرقة موارة وينزع بي الطموح إلى التعالي عن هذا المحيط المسف ، أستعيد توازني وأستجيب لطموحي الراغب في التغيير والارتقاء ، أتخفف من وطأة النزوات والشهوات ، وأتسامى إلى عوالم المعرفة والنور والإيمان .
ثمة عالم غيبي يدير هذه الحياة يقع في اللامرئي ويسكن في ما بعد المشاهدة ، يحافظ على موقعه العلوي حتى يكون أقدر على الحكم والعدل والنصفة ، ولكنه لم يترك الحياة خواء من التصرف ولا البشر مسلوبي الإرادة ولا الكون منزوعاً من التمكين .
بل هيأ له سعة من الحرية كفيلة باتزان سيره ، وقدراً من الاختيار تضمن له استقامة أمره .
ليس من الحكمة في شيء إذا انكشف المستور وظهر المخبوء من أمر هذا القدر ، فثمة أشياء كثيرة تقوم على الغموض ( الصدفة - الحظ - المفاجأة - الانفراجة - ........... ) وهي جماع الحياة وقوامها .
كما أن ثمة مفاوز ومخاوف ، مشاعر ومخابر ، آلام ومباهج ، تعطي الحياة قيمتها وتلوّنها بما يضمن التنوع والثروة والنماء ، أشياء تحدث دون علم بأسبابها وحيثياتها فقط هي تحدث ونشعر بها ونعيش نتائجها ولكننا لا نعرف سراً يتعلق بها .
تعليقات
إرسال تعليق