استقبال :
جئت من هناك ، من حيث تحف بك سحائب السماء ، وتعلو بك جبال تشبه شموخك كثيراً ، جئت إلينا حيث انبساط الساحل وكأنه يد ممدودة بالترحيب ، وحيث انقضاض الموج وكأنه يسابق خطوات وصولك للترحيب بمقامك .
مرحباً بك ، نجماً تطرز سماءنا ومصباحاً تملأ فضائنا وزهراً يانعاً يفوح بعبيره على أرضنا ، خذ منا التحايا بغزارة هذا البحر وتلقى منا التراحيب بعداد الخطوات التي قطعتها لبلوغ موعدنا .
ليست هي المرة الوحيدة التي تقوم فيها قائمة مسائنا هذا ، ولكننا هذه المرة نعيش الحدث وكأنه سجادة فرح طرزناها بخيوط من ابتهاج وأنسجة تشع بالسعادة وتضيء في انحناءات السجادة العسجدية وزواياها الثلجية .
حديث :
# يحاول البحر دائماً في مدّه أن يتطاول على عظمة الأرض اليباس ثم يعتذر خجلاً في جزره ويعود أدراجه أو أعماقه ، اليوم يتعانقان في نقطة تفصل المد والجزر وتماهي بينهما احتفاء بأهل الأرض الذين يحتفلون على قارعتهما بهذه المناسبة البهيجة .
أما القمر فإنه يتواضع من عليائه ويزورنا فجأة في غير موعده وقد استأذن الزمن أن يتقدم به إلى حيث موعدنا هذا ويتنزل بيننا ضيفاً كريماً عزيزاً على القلوب .
تفاصيل هذا المساء يكمن جمالها في فسيفساء التصالحات والتنازلات التي يبذلها .
وداع :
# هذا البحر عميق إلى درجة سيطوي معها هذا المساء البهيج ، إلى درجة ابتلع معها اللحظات السعيدة التي قضيناها على جانبه حيث نحتفل بموعدنا العاطر ، ولكنني على يقين أن حلاوة هذا المساء ستخفف من ملوحته ستجعل من مذاقه عذباً وهنيئاً وربما تمحو اسمه الأحمر وتجعل منه البحر المبتهج .
وداعاً وإلى حيث يحين استعذاب البحر لنا موعد .
تعليقات
إرسال تعليق