لا يستبعد أن يعود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسيرته الأولى للاستثمار في الجماعات الأيديولوجية في حال انفجرت أزمة مّا بعد أن أثبتت أنها تحسن اللعب في بؤر الفوضى والخراب. الثلاثاء 2021/03/30 في إطار سعيها الحثيث لتجاوز ظروفها الخانقة على كافة الأصعدة شرعت أنقرة في إصلاح ما يمكن إصلاحه من علاقات خارجية وترتيبات داخلية للتخفيف من فداحة الثمن الذي دفعته جراء سياساتها المتهورة خلال السنوات الأخيرة. الفشل في جملة من الملفات والاستحقاقات حتّم على صانع القرار المنفرد بتشكيل الشأن العام التركي اتخاذ خطوات جراحية قاسية تكلفه بعض التنازلات يقدمها إلى جيرانه الذين طالما أمعن في استفزازهم والإساءة لهم وإثارة نقمتهم. بالنسبة إلى الجانب العربي، المصري خصوصا، كانت ورقة الإخوان الورقة المفضلة التي يمكن أن تقدمها تركيا لترميم علاقاتها بجيرانها. وأصبح واضحا بالنسبة إلى البلد المضيف أن منهج وطرح وقدرة الجماعة باتت عاجزة عن التقدم إلى الأمام، وأن المنطقة العربية قطعت الطريق على أي احتمال يتضمن وجود الجماعة أو يتسامح مع عودتها. ولأن الإعلام هو وحدة القياس الأولى في تناول الخيارات السياسية غير المرئي...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )