النجومية ليست مطلباً بذاتها ، ولكنها تأتي لاحقاً كمكافأة مستحَقة على المجهود المبذول بصدق وكفاءة ، وتثمين اجتماعي لقيمة ما يقدمه الإنسان في مجاله بعد أن يحوز أسباب إتقانه ، وما إن يتحول طلب النجومية إلى أولوية لدى الفرد فإن ذلك غالباً سيؤثر سلبياً في درجة تركيزه على صقل موهبته وتطوير كفاءته ، وسيميل إلى استعجال الوصول وحرق المراحل الطبيعية لتحقيق ذاته وإنضاج مهاراته .
إنها معادلة واقعية وتثبت مفعولها في كل مرة ، لكن أحياناً تلعب الصدفة بأوراق الحظ غير المبرر منطقياً ، فقد تسرع النجومية إلى أحد ما قبل أن يستوفي شروط الجدارة والاستحقاق ، ولكنها لا تؤسس بالضرورة أرضاً صلبة تضمن الثبات في الأداء والاستمرار في العطاء ، فينسحب من الأضواء بمجرد خفوت حماسه وغلبة الملل عليه ، أو عجزه عن مواصلة مشوار طويل من الحضور لأنه يفقد أسباب البقاء واقفاً على ساق الكفاءة المتدفقة والموهبة غير الناضبة ، وفاقد الشيء لا يعطيه .
وقد تبطئ الشهرة وربما تغيب تماماً عن سماء أكثر الناس كفاءة وإنجازاً ، لكنها ليست معياراً ولا مقياساً يحدد درجة وقيمة ما يستطيع أن ينتجه الفرد ويفيد منه المجتمع .
استغرق بعض الأشخاص في إرضاء نهمهم بالشهرة ، يركبون كل موجة ، ويبدلون اهتماماتهم كما يبدل المرء ملابسه ، ويقتاتون على متتالية الحضور الساطع قصير الأجل ، يلمعون مع كل بارقة ثم ما يلبثون إلا وقد استسملوا للهث جديد يحافظ على حيوية نجوميتهم المصطنعة ويشبع جوعهم القاسي لها ، ولوا اضطرهم ذلك لارتكاب الحماقات ، المهم أن يبقى دائماً في دائرة الضوء .
ذاتك هي جمهورك المخلص دائماً ، شعورك بالرضى عن نفسك هو أكثر أصوات التصفيق طرباً ، إحساسك بالامتنان لأن ما تقوم به مفيد ونافع ومهم مكافأة مجزية لنهاية يوم سعيد ، يغمرك آخر النهار ويوقد حماسك ليقظة صباح النجاح الجديد عبر نافذة قلبك ، ومن شرفة روحك تتوثب لاستقبال شمس التحديات الجديدة بفأل وثقة .
الرابط :
http://online.flipbuilder.com/llex/wdcq/
تعليقات
إرسال تعليق