{ جدة - عمر البدوي
< ينتظر مجلس الشورى في دورته السابعة بعد إعادة تشكيله من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جملة من المسؤوليات والأنظمة القانونية المعطلة، أبرزها قوانين التحرش والإيذاء، التي تراوح منذ مدة طويلة، فضلاً عن مسألة قيادة المرأة السيارة التي أصبحت موضوع اشتغال محلي، غير متناسين الصورة النمطية لدى المجتمع عموماً من أداء المجلس أحياناً وانشغالاته البعيدة تماماً عن هموم المواطن وحاجاته البسيطة، ما يتطلب مضاعفة الجهد الإعلامي الذي يعرّف بقيمة مداولاته في الشأن العام ومصيرية الخطوات التي يتبناها، إضافة إلى زيادة جرعة مسؤولياته في متابعة تطبيق الأنظمة والقرارات المعتمدة لضمان حماية المواطن وتأمين حياة مرضية ومستوى خدمة يليق به وبوطنه.
ويترأس تشكيل مجلس الشورى الجديد عبدالله بن محمد آل الشيخ، الذي يقضي دورته الأخيرة بحسب نظام المجلس بعد أن تقلد المنصب 2009. كما صدر أمر ملكي بإعفاء الأمين العام للمجلس محمد آل عمرو من منصبه، فيما تم تعيين محمد الجفري نائباً للرئيس، ويحيى الصمعان مساعداً لرئيس المجلس.
وحافظ المجلس المشكل الجديد في دورته السابعة على نظامه السابق الذي صدر في ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤ بتكونه من ١٥٠ عضواً، وأن يكون ٢٠ في المئة منهم على الأقل من النساء، إذ جرى إعفاء بعض العضوات وتسمية أخريات بدلاً عنهن. وجرى التمديد لعشر عضوات من التشكيل السابق، أبرزهن لطيفة الشعلان التي قدمت مداخلة قوية قبل أيام تحت قبة الشورى عن قيادة المرأة، كما سبق وأن انسحبت من إحدى الجلسات التي لم تنصف المرأة - بحسب تعبيرها -، وترك أمر التجديد لها انطباعاً إيجابياً لدى المعلقين، إضافة إلى أمل الشامان، وحنان الأحمدي، وزينب أبوطالب، وفاطمة القرني، وفردوس الصالح، ومستورة الشمري، ومنى آل مشيط، ونهاد الجشي، وهدى الحليسي.
فيما ستنضم ٢٠ عضوة جديدة إلى حصة النساء من مقاعد الشورى ضمن التشكيل الجديد بعد الاستغناء عن سابقات، يأتي على رأسهن ثريا عبيد، وثريا العريض، وحياة سندي، وخولة الكريع، والأميرة سارة بنت فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وسلوى الهزاع، وهياء المنيع، ولبنى الأنصاري، وأخريات. وعلى رغم التجربة البكر للحضور المرأة الشوروي في السعودية إلا أنها كانت ملفتة وعلامة الدورة السابقة، إذ تميزن بقوة الطرح وملامسة الواقع، وحظين في الكثير من المرات بتقدير المجتمع وثنائه، ويأتي التشكيل الجديد محتفظاً بهذه الخطوة الثمينة للمرأة التي أصبحت أمراً لا يمكن التراجع بشأنه أو التقليل من أثره، وفعلاً مؤسساً لمستقبل تتسع فيه خطوات تمكين المرأة وضمان دور أكبر لها في مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار.
وفي التشكيل الجديد استمر اعتماد معايير الاختيار نفسها من التخصص والخبرة والكفاءة والتمثيل الجغرافي، إذ زاد تمثيل بعض المناطق بما يفوق الدورات السابقة، وحصلت جازان على أكثر من عشرة مقاعد وتبوك على أكثر من خمسة. وعلى رغم أن المبدأ المناطقي غير معمول به عرفاً ولا نظاماً، ولكن المجلس المعين يحاول في كل مرة تحقيق استيعاب أفضل وأكبر لموازنة الحاجات وتوسيع رؤية عمل اللجان المنبثقة من المجلس عند وضع التشريعات والقوانين التي يكون عادة مجلس الشورى مسرحها ومطبخها الرئيس، قبل أن تمضي في دورتها التقليدية إلى مجلس الوزراء وهيئة الخبراء، فضلاً عن دور لمجلسي الشؤون الاقتصادية والسياسية.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق