التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خطابات ملوك المملكة ترسّخ مبدأ الشورى وتركز على التنمية




{ جدة - عمر البدوي 

< ينتظر المراقبون السياسيون والاقتصاديون الخطاب الملكي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم، في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، الذي أعيد تشكيله وتسمية أعضاء جدد له من خلفيات أكاديمية ومهنية مختلفة، بحسب قرار ملكي صادر قبل أسبوعين. ووضعت خطابات ملوك السعودية أمام مجلس الشورى اللبنات التي تنطلق منها سياسة المملكة في الساحتين؛ المحلية والدولية، ودأب الملوك، من خلال إطلالتهم السنوية وخطاباتهم المركزة، على التنمية والالتزام بخط المملكة المحافظ والمتبصر للظروف الدولية والإقليمية المحيطة، والتجاوب معها على نحو يحفظ استقرار البلاد بوصفه مؤثراً تنموياً راسخاً، ووحدة صف الأمتين العربية والإسلامية أمام التحديات والمطامع المتربصة، ويخفف من غلواء الخلافات وبؤر الصراعات والشقاق. ويلمس راصد خطابات ملوك السعودية، خلال افتتاحات أعمال السنوات الأربع من كل دورة، التأكيد المستمر لدور الشورى بوصفها مبدأً إسلامياً أصيلاً، كما أشار إليه الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الرابعة للمجلس في ربيع الأول 1426هـ.


وفي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي قالها أمام أعضاء مجلس الشورى في حفلة افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة، أكد أهمية استقرار البلاد، إذ قال: «يمثل الاستقرار السياسي مطلباً أساسياً للمحافظة على كيان الدولة، وتحقيق التنمية وحماية منجزاتها». وفي أيلول (سبتمبر) 2011 أعلن الملك عبدالله قراره التاريخي بإدخال المرأة عضواً في مجلس الشورى السعودي (كامل العضوية)، اعتباراً من عام 2013. ويعد خطاب اليوم، ثاني خطاب ملكي للملك سلمان تحت قبة المجلس منذ توليه الحكم، ويترقب الأعضاء والمواطنون والمراقبون مضامين الخطاب، الذي يتوقع أن يلقي الضوء على الحراك التطويري الكبير الذي تشهده هياكل أجهزة الدولة المختلفة، ومراجعة أنظمتها ولوائحها ومجالسها، لرفع فاعلية الأداء ودفع وتيرة الإنجاز. وكلن الملك سلمان أكد في خطابه الأول، في الـ23 من كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، الأسس التي قامت عليها المملكة والتي تأسست على كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وأنها تشرفت بخدمة الحرمين الشريفين وكل من قصدها، وأنها، على رغم كُل التقلبات الاقتصادية، شهدت تطوراً كبيراً، وظل ذلك التطور والنماء في ارتفاع مُستمر، وبعد ذلك أشار الملك سلمان، من خلال كلمته، إلى اهتمام الدولة بالتنمية والمواطنين، إذ أكد أن المواطن السعودي هو المستهدف الأول مِن التنمية. وفي السياسة الخارجية، أكد خادم الحرمين الشريفين أن المملكة بقيت ثابتة على مبادئها، مُلتزمة بالمواثيق الدولية، ومدافعة عن القضايا العربية والإسلامية، وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وسعيها إلى توحيد الصف لمواجهة أية مخاطر أو تحديات تحيط بالأمتين العربية، والإسلامية. وسبق للملك سلمان أن ناب عن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في إلقاء الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة للمجلس، الذي تناول سياسة الدولة الداخلية والخارجية، عملاً بنص المادة الـ14 من نظام مجلس الشورى. والتزم المجلس بمضامين الخطاب الملكي السنوي بمثابة وثيقة عمل يستلهم منها مواقف المملكة تجاه عدد من القضايا الراهنة والأهداف التي تطمح الدولة إلى تحقيقها خلال السنة المقبلة، ويسترشد بها في أعمال وأداء مهماته التنظيمية والرقابية.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...