{ الرياض – عمر البدوي
{ في ظل حال من السيولة السياسية المنهمرة في الشرق الأوسط، يغدق النظّار ونقلة الأخبار بكم هائل من التحليل السياسي غير المنضبط بتقاليد التحليل الراسخة، ما يزيد المشهد ضبابية والصورة تعقيداً، يشتبك التحليل بالأهواء الأيديولوجية، فيصدر مسخاً مشوهاً حاداً في انحيازه إلى طرف صاحبه.
وأمام تصدّر أنصاف المحللين وخبراء السياسة والتحليل، يعيب صوت المنطق الممهور بالخبر والتجربة والاطلاع، يخفت نور العلمية في عتمة الارتجالية، بقصد أو من دونه تضمحل الموضوعية تحت تطاحن الرايات.
رويداً رويداً ينساب ضوء القلة المميزة ليبدد سطوة الأغلبية العادية كما يسميها أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود صالح بن محمد الخثلان، الذي يحمل مشعل التحليل المتأني والمستوعب لشروط الحال وظروفها الموضوعية، فيصدر عنه التحليل منضبطاً بساعته الموضوعية وليس ملحقاً بإيقاع الموجة وركابها.
يحتفظ الخثلان مثل قليل غيره بآراء تخالف تيار الموافقين دائماً وعلى كل حال، تساعد في توسيع رقعة الخيارات وتمديد إطار المسؤولية الجماعية لمستقبل الوطن وتأهل واقعه إلى حيث ينبغي ويحسن به.. إلى نص الحوار:
> كيف تجد المخرجات الأكاديمية لكليات وأقسام العلوم السياسية في ظل فرص الحراك السياسي الشحيحة في عالمنا العربي؟
- حال مخرجات أقسام العلوم السياسية لا تختلف عن غيرها، فهناك حال ثابتة في كل التخصصات وهي قلة مميزة وأغلبية «عادية»، وإن كنا نأمل بأن حجم الأولى يزداد، حيث التحديات تتراكم والكوادر المؤهلة قليلة جداً. لكن للأسف لا يوجد إدراك لأهمية هذا التخصص، وندفع ثمن هذا في ضعف حضورنا الديبلوماسي في مؤسسات إقليمية ودولية، والذي لا يتناسب مع مكانة المملكة إطلاقاً.
> كيف تلمس واقع حقوق الإنسان لدينا؟ ولماذا لا تحظى السعودية لدى المنظمات والمجتمع الخارجي بصورة مشجعة في هذا الخصوص؟
- حدث تحسن في حال حقوق الإنسان، ولكنه تحسن بطيء ومبتسر. وأخيراً بدأنا نشعر بحال تجميد للمسيرة وظهر توجه إعلامي يشعرنا بأن حقوق الإنسان ليست جزءاً من الرؤية؛ فالمرحة تتطلب الحزم والعزم، وهذا في ظن وسائل الإعلام يستوجب ترحيل كل القضايا. ولا شك في أن هذا تشويه لهذه المرحلة، ولا يتفق مع ما سمعناه مراراً من خادم الحرمين الشريفين حين كان أميراً لمنطقة الرياض، كما أن من يروِج لمثل هذا الرأي لا يدرك حجم الإساءة التي يلحقها بالمملكة في هذه المرحلة الصعبة. أما صورتنا الحقوقية في الخارج، فلن تتغير من خلال تحرك إعلامي خارجي، بل بجهد داخلي حقيقي.
> يبدو أن النسخة الأخيرة من «الانتخابات البلدية» تشهد بأفول التجربة وخيبة النتائج بما لا يشجع على انتشار عدوى الآليات لطموحات أخرى؟
المرحلة الأولى في هذه الانتخابات التي وجدت رواجاً كبيراً كونها جاءت ضمن مشروع إصلاح كبير شكل زخماً غير مسبوق على الساحة المحلية، وتضمن الإذن بتأسيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وإنشاء هيئة حقوق الإنسان وهيئة الصحافيين وبدء الحوارات الوطنية حول قضايا جوهرية. كل هذا تراجع في مقابل ارتفاع مستوى الوعي السياسي، ودفعت الانتخابات البلدية الثمن، فلم يعد هناك سوى قلة يؤمنون بأهميتها، إذا تجاوزنا بالطبع الاهتمام لاعتبارات لا علاقة لها بمفهوم المشاركة.
> الحراك المحلي غارق في اشتباك أيديولوجيات مستقدمة من الخارج، هل المشكل هوياتي أم تيارات تتسلى ببعضها أمام نقص المتاحات العامة؟
- كون هذه الأيدولوجيات تشكلت أصلاً في الخارج فهذا لا يعيبها, والعالم اليوم أصبح متداخلاً لدرجة تختفي فيها الحدود بين الداخل والخارج. هذا الحراك على رغم كل ما يشوبه يمثل حالاً إيجابية ويشير إلى تعقد المجتمع السعودي بعد أربعة عقود من التنمية الاجتماعية والتعليمية.
قبل سنوات مولت إحدى الدول الأوروبية دراسة شاملة للتحولات في المملكة كان أحد أهم مواضيعها «الجدل الثقافي» ودلالاته لمستقبل المملكة. هذا الحراك ليس للتسلية، بل يعبر عن تعددية في الرؤى نحو قضايا جوهرية يأتي في مقدمها مسألة الهوية، والحاجة لبيان وتحقيق الانسجام والتكامل بين مستوياتها المختلفة.
> هل يمكن القول بأننا نعاني «تخمة محللين سياسيين»؟
- نعم وهذا مؤسف، فالغالبية العظمى من هؤلاء لا شأن لهم بالسياسة سوى متابعة الأحداث ومعرفة بعض المفردات وقدرة كلامية، وضرر أكثرهم لا يقل عن الضرر الناتج من ممارسات سياسية خاطئة فهم يسهمون في تزييف الوعي. وكما دفعنا ثمن استباحة الفتوى بخروج فئات ضالة، فنحن اليوم ندفع ثمن استباحة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بتعميق الجهل وتبسيط وتضليل الرأي العام.
> كيف تجد أداء الخارجية السعودية الآن، خصوصاً وأنك ألمحت إلى ضرورة توسيع دائرة اتخاذ القرار في الشؤون الخارجية بالتزامن مع رؤية ٢٠٣٠؟
- حدثت نقلة في خطاب سياستنا الخارجية، فأصبحت سمته الحزم والمواجهة، وكان لهذا أثر إيجابي على مستوى الرأي العام الذي يقومه مقارنة بخطاب إيراني عدائي. وإذا كانت النبرة «الصارمة» في الخطاب من أجل الوصول لهذا الاثر على الرأي العام، ومن ثم تحقيق مكاسب شعبية، فهذا يعد نجاحاً. إلا أن ما يظهر لي أن هذا الخطاب الجديد يعبر عن مرحلة وليس مجرد رغبة في كسب رأي عام، ولذلك فتقويمه يتطلب النظر في ما هو أبعد من مجرد تأثيره الإعلامي. ومن هذه الزاوية أرى أن سجل النجاح لا يرقى لمستوى الخطاب. وهذا متوقع، فالسياسة الخارجية صعبة وأطرافها ومتغيراتها متعددة والخطاب أبسط أدواتها، وحين لا يترجم رؤية شاملة وينطلق من اعتبارات استراتيجية، فقد يضر ولا ينفع.
> هل «المحافظة السياسية» في الخارجية السعودية أصبحت جزءاً من الماضي لا يمكن العودة إليه في ظل الظروف الراهنة؟
- هـــذه المحافظـــة السياسية خدمت المملكة لأكثر من ثمانية عقود. لنتذكر أن الازمات في المنطقة ليست طارئة، والتحديات لها تاريخ طويل. ففي الخمسينات والستينات حدثت ثورات أطاحت بأنظمة ملكية تبعها نشاط قومي امتزج باليسار وشكل تحدياً لما تبقى من ملكيات، وتبعت ذلك ثورة دينية رفعت شعار نصرة المستضعفين، ولقيت في بدايتها أصداء كبيرة في العالم الإسلامي، ولحق ذلك ثلاث حروب لا يبعد مركزها عن الرياض سوى مئات الكيلومترات، وقبل 15 سنة دخلت المملكة في مواجهة حادة مع أكبر حلفائها نتيجة الهجمات الإرهابية. كل هذا أصبح من الماضي، وزاد حضور المملكة الإقليمي والدولي ودخلت مجموعة الـ20. هل تعلم السر؟ السر بكل بساطة هو السياسة الخارجية المحافظة. هذه المحافظة لا تعني الضعف، بل التزام مبدأ الصبر الاستراتيجي والتحرك الصامت.
> العلاقات الخليجية أصبحت أكثر تماسكاً بعد اجتذاب قطر إلى فلك المشتركات، وتحالف التحديات التي يقف على رأسها إيران، كيف تفسر حميمية الإمارات وبرود عمان والمشهد الخليجي بشكل عام؟
- هذا التماسك هو الوضع الطبيعي، في حين أن الخلاف والتنافر يثيران الاستغراب والاستهجان بالنظر الى الكم الكبير من المشتركات بين دول الخليج. في ظني أن تفسير هذه الحال الإيجابية بين دول الخليج يتمثل أولاً في ما يمكن تسميته بوجود «كيمياء شخصية» بين قادته، كانت غائبة في السابق، وثانياً زيادة درجة التوافق في إدراك التهديدات المحيطة بدول المجلس، ما يستوجب المزيد من التنسيق. أما عمان فموقفها لا يمكن وصفه بالبرود ابداً؛ فهي حال دائمة تقوم على مبدأ النأي بالنفس والابتعاد عن المشكلات العربية – العربية، وظهر هذا في حالات مهمة مثل الموقف من مصر بعد اتفاقات كامب ديفيد والثورة الإيرانية والحرب العراقية - الإيرانية. وخدمت هذه السياسة عمان ومكنتها من التركيز على الداخل وكسب احترام إقليمي ودولي. ونصيحتي لدول الخلجي أن تقدر لعمان هذه السياسة وهذا الدور وتتعايش معه.
> يبدو وكأن رمانة علاقتنا بروسيا قلقة، تنامي نفوذها يغري بالتواصل عقلانياً، وكارثية أدائها في المنطقة تحتّم مواجهتها أخلاقياً، كيف نضبط الرمانة؟
- هناك إشكالات متعددة تعوق تطور العلاقة مع أول دولة اعترفت بالمملكة، ويصعب تلخيصها في سطور, لكني سأكتفي هنا بمتغير مهم، لكنه غير واضح، ويتمثل في الصور الذهنية التي يحملها كل طرف عن الآخر. الروس تشكلت عندهم صورة سلبية عن المملكة أثناء الحرب الباردة تتمثل في النظر للمملكة من زاوية علاقتها بالولايات المتحدة، وأن كل تحركاتها الخارجية محكومة بتلك العلاقة، ولا يمكن أن تخرج عنها.
في المقابل لدينا صورة عن روسيا جاءت نتيجة الانقطاع الطويل عنها بكونها ضعيفة وليس لديها ما يستحق ترقية العلاقات معها لمستويات أعلى.
في عهد الملك عبدالله ظهر ما يشير إلى تجاوزنا لهذه الصورة السلبية، وشاع حديث عن رغبة في بناء شراكة استراتيجية، إلا أن هذا تلاشى بسرعة، ما أكد الصورة الذهنية التي يحملها الروس عن المملكة.
الصراع في سورية وتدخل روسيا العسكري عقد العلاقة، وهذا أمر مستغرب بالنظر إلى اشتراك الرياض وموسكو في نظرة استراتيجية للآثار المحتملة لاستمرار الصراع.
بقي أمر مهم، وأرى أن علينا التنبه له وهو استسهال إعلان نوايا ووعود بعقد صفقات عسكرية من دون سعي لالتزام بها، فهذا يعزز الصورة الذهنية السلبية، ومن ثم يعوق تطور العلاقات.
> هل من أفق للإصلاح السياسي يلمع في فضاء العالم العربي وفي القلب منه دول الخليج؟
للأسف أن تداعيات «الربيع العربي» الخطرة بددت كل الآمال بالإصلاح في العالم العربي، وساد شعور بالقلق من أي تغيير أو حتى نقد ومطالبة بالإصلاح خشية أن يقود إلى تلك النتائج الكارثية، وأصبح المزاج العام راغباً في بقاء الأوضاع كما هي. لكن ما يجب تذكره هو أن الربيع العربي وتداعياته كانا نتيجة غياب الإصلاح واستمرار الجمود السياسي في مجتمعات مرت بتغيرات اجتماعية واقتصادية وثقافية كبيرة.
> ذكر سابقاً أن إيران «نمر من ورق»، ولكن نفوذها الآن يتسع إلى درجة جعلت قوى العالم تتفاهم معها مباشرة، كيف نتعامل مع الموقف المتأزم على صفيح ساخن من الطائفية غير المسبوقة؟
- إيران «نمر من ورق بمخالب فولاذية» هو قول يكرره الأمير تركي الفيصل دائماً كونها تمارس سياسة عدوانية في وقت تعاني من أوضاع داخلية صعبة، وأنا اقتبست هذا القول في إطار الرد على هذا الشعور السائد والحديث المكرر في الإعلام العربي عن تفوق إيران وهيمنتها على أربع عواصم عربية، وهو حديث للأسف يأتي في إطار حرب نفسية يبدو أنها حققت نجاحاً بدلالة انتشار هذا الوصف والتعامل معه وكأنه حقيقة واقعة.
في رأيي أنه وباستثناء العراق، حيث مَكن الاحتلال الأميركي وتفكيك مؤسسات الدولة إيران من الهيمنة عليه، فتأثير إيران محدود وليس كما يشاع. ففي سورية هي في موقف الدفاع وتستنزف يومياً عسكرياً ومالياً، وفي لبنان وجودها قديم وسبق الربيع العربي وسببه التركيبة السياسية المعقدة، أما في اليمن فهي، تستثمر أوضاعاً أتيحت لها في إطار منافسة إقليمية. نحن بحاجة لتفكيك مفهوم الهيمنة الإيرانية والنظر إليها بموضوعية كشرط أولي لنجاح مواجهتها، والبداية لا بد أن تكون في العراق، حيث المواجهة الحقيقية التي لن تكون سهلة أبداً، لكنها تتطلب استراتيجية عربية طويلة الأمد، وليس تحركات قصيرة.
> كيف تفسر حالات التعاطف الشعبي مع أردوغان في مقابل «فوبيا الإخوان» النخبوي، سببها، وأثرها؟
- التعاطف مع الرئيس التركي يعود إلى ما يعبر عنه من مواقف قوية تجاه قضايا الأمة وتجد لها أصداء إيجابية في الشارع الذي يشعر بحال من الضعف والسكينة أمام قوى إقليمية ودولية تعبر صراحة عن أطماعها وتمارس سياسات عدوانية من دون وجود من يتصدى لها. والشارع لا يهمه سوى الخطاب وقوته ولا ينشغل أبداً بمقارنته بالواقع. أما خوف النخب من الإخوان فأصبح حالاً مرضية وألحق أضراراً بالمجتمعات العربية. وهنا أجد تشابهاً بين نظرة الغرب للمسلمين والتعامل معهم من زاوية الإرهاب، ونظرة هذه النخب لأي رغبة في الإصلاح والخروج من هذا المأزق من زاوية ضيقة تتمثل في «خطر الإخوان»، وهذه بلا شك نظرة غير موضوعية، وانعكست سلباً على مسيرة الإصلاح.
> لماذا راجت فكرة حتمية المواجهة بين «الربيع العربي» ودول الخليج التي باءت بتهمة تبني الثورة المضادة؟
- الحكومات الخليجية نظرت إلى ما حدث للربيع العربي من زاوية ما تعرضت له الأنظمة الجمهورية، ولذلك اتخذت موقف المواجهة. هذه نظرة خاطئة فالأنظمة السياسية في دول الخليج تختلف جذرياً عن الأنظمة الجمهورية، خصوصاً في مسألتين مهمتين: مصدر الشرعية ودرجة العنف الرسمي.
النظام الجمهوري يقوم على فكرة السيادة الشعبية، إلا أن تلك الأنظمة تصادمت مـــع هــذا المفهوم، ولذلك فقدت شرعيتها تماماً وانتهت إلى مواجهة عنيفة مع مجتمعاتها. في دول الخليج مصدر الشرعية لا علاقة له بالسيادة الشعبية، ومطالب الإصلاح ليست سوى نتيجة طبيعية للطفرات التنموية الكبيرة التي مرت بها المجتمعات الخليجية، وانعكست على العقد الاجتماعي، ما يستوجب إعادة صياغته في اتجاه يعزز الشرعية، ويعـيد الحيوية للأنظمة السياسية.
رسائل إلى:
عادل الجبير
- عميد الديبلوماسية في القرنين الـ20 والحادي والـ21, هنري كيسنجر وصف الديبلوماسية السعودية بالغموض البناء الذي مكنها من إدارة ملفات شائكة وعلاقات صعبة، ونحن اليوم بحاجة للعودة لتلك الخاصية، فالمباشرة في الديبلوماسية تقلل من خياراتك.
مجلس التعاون الخليجي
- صيغة «التعاون» لم تعد كافية لمواجهة التحديات والأخطار الراهنة.
مجلس الشؤون السياسية والأمنية
- القضايا والتحديات اليوم معقدة ومتشعبة جداً، ولا يمكن التصدي لها من دون تحضير جيد تقوم به أجهزة بحثية مساندة على درجة عالية من التأهيل والاستقلالية.
كليات العلوم السياسية والحقوق
- تدرسان أهم قضيتين في كل المجتمعات: ممارسة السلطة ومشروعيتها وضبطها، وعلى رغم ذلك هذه التخصصات لا تجد ما تستحق من تقدير.
عبدالله النفيسي
- الشأن السياسي معقد جداً ومتعدد المتغيرات ولا يمكن التعامل معه بنظرة أحادية وأحكام قطعية.
مجلس الشورى
- يجب على المجلس ألا يتوقف عند الوظائف المحددة له في نظامه, فالأدوار تتطور بتطور الظروف، ومضى وقت كافٍ لينظر المجلس في توسيع دوره، وعليه ألا ينتظر توسيع هذا الدور من خلال منحه صلاحيات، بل العمل على اقتناصها.
ملامح
< ولد صالح الخثلان في العاصمة السعودية الرياض عام 1382، وانخرط في مدارسها خلال مراحل التعليم العام، إذ درس الابتدائية في الفاروق، والمتوسطة في الشافعي، وأخيراً الثانوية في بدر.
ولما كانت تلك الأيام مصبوغة بحال من التسييس المرتفع إذ تمر المنطقة العربية بحال من التقلبات السياسية غير المنتظمة، مضي في دراسة العلوم السياسية حتى نال درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود عام 1985 التي يعمل بها الآن في التخصص ذاته.
واصل تعليمه مباشرة وحصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كانسس (لورنس) الولايات المتحدة الأميركية عام 1989، والدكتوراه في التخصص ذاتها ومن الجامعة نفسها عام 1993،
ليعود إلى بلاده ويبدأ في التدريس الجامعي، إذ شغل منصب عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية، وقبله رئيس قسم العلوم السياسية، وتم اختياره عضواً في مجلس الشورى في دورته الجديدة، إضافة إلى عدد من الجمعيات والمراكز التي انضم إليها، وصب خلاصة خبرته ومعرفته إيماناً بالأهداف التي اعتنقها والأفكار التي استحوذت عليه واستعمرت تفكيره، إذ تولى منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وعضوية الهيئة المستقلة الدائمة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي مرشحاً عن المملكة.
كما عمل رئيساً لتحرير مجلة الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، وعضو مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، وأمين المجلس التنسيقي لمراقبة الانتخابات البلدية خلال الدورة الأولى للانتخابات، إضافة إلى عدد من العضويات في جمعية دراسات آسيا الوسطى، والجمعيتان الأميركية والسعودية للعلوم السياسية.
وخلال عمله الجامعي وعضويته في كم واسع من المنظمات الحقوقية والسياسية قدم أبحاثاً ودراسات في مواضيع مختلفة، رفعت من درجة حضوره في الوسط الأكاديمي والمعرفي، تناول عبرها علاقات دول المنطقة مع القوى الكبرى وانعكاساتها، والعلاقات السعودية والسياسة الخارجية السعودية وفرص الانتقال الديموقراطي على حقوق الإنسان ومواضيع أخرى لامست حاجة المنطقة وشعور ساكنيها متعلقة بالربيع العربي والإرهاب والإصلاح في الوطن العربي. كما شارك في كتابة مقالات سياسية في عدد من الصحف المحلية والإلكترونية (عكاظ, الجزيرة, الرياض. الوطن، الحياة، إيلاف، التقرير)، وفي برامج إذاعية وتلفزيونية.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق