يبلى أو يخلق أو يضمر هذا العقل إذا أنت أهملته ، يتعطل ولا يعود يعمل إذا ما شغّلته ، مثل ماء إذا ركد أسِن وآلة إذا تركتها لحقها الصدأ ، مثل جرح إذا تركته تجرثم ومثل بئر إذا تجاهلته انردم وبيت خرِب إذا لم ترممه انهدم .
مثل أي شيء يضيق ذرعاً إذا أسلمته للتجاهل ، بل أبعد من ذلك وأنكى ، أعظم من هذا وأشقى .
من الذي لا يستفيد من ثمرات عقله إلا خائب ؟ ومن الذي لا ينتفع من فيوض آلة ذكائه إلا محروم ؟
أنت إنسان أبرع من أن تكون تابعاً لمخلوق ، أو خاضعاً لأغيار يتاجرون بالحقائق ويبتاعون الزيف ، وأنت رجل مؤمن مشدود بحبل اليقين باتجاه ملكوت السماء ، لا تسجد جبهتك الطاهرة لغير إلهك الفرد الأوحد ، الذي منحك الحرية والاستقلال ، ومكّنك في الأرض ، وجعلك خليفته الفذّة ، معبوديتك حرية ، واستسلامك انعتاق من قبضة أهوائك وأصنامك وضلالاتك ، وانسياب في هذا الكون المتجه بكليّته إلى الفضاء والسماء والفناء .
حقيق بك ألا تبيع عقلك لزيف النخبة ، وألا تؤجر ممتلكاتك بثمن بخس ، ولا تقتطع من فضاءاتك لمستثمر نصّاب .
اختر من الحق ما يشهد لنفسه بالصدقية ، وانغمس في اليقين الذي يلهمك ، وانبعث مع الحقيقة المظلومة وقد انتصفت لنفسها في محكمة الحياة ، كن ثائراً ولا تخشى وقيعة الفتنة التي يروج لها الخانعون ، لا تشتري الهوان الذي يباع في أسواق السلاطين ولا تتزلف على عتباتهم الملطخة بدماء الحق وقد فقد عذريته المسفوكة .
أوصيك أن تؤمن بعقلك ، لا تكفر بفاعليته ، لا تجحد نعمة الله عليك ، كيف لإنسان اختاره الله من بين مخلوقاته الثرة أن يكون خليفته في الأرض ، وشاهداً على نفسه ، وأن يسجد له ملائكته ، ويختار من جنسك مرسول توحيده ، وأن يكون سيدنا إبراهيم خليله وهو إنسان ، ثم تستجيب لنعيق ثلة تراك ضعيفاً ، خائراً ، زائغاً ، منحرفاً ، أضعف من أن تستند على عقلك وتتكأ على ذهنك وتعتد بنفسك .
أتحسب أنك جرم صغير. وفيك انطوى العالم الأكبر
لا تدفن هذه الآلة ، لا تقبرها ، لا تعطلها ، لا تهملها .
لعقلك الآن أن ينبعث من لحده القفر ، له أن يستيقظ من ضمة القبر ، أن يضيء لك مكنونك ويغسل عيونك ، أن يلهم بصيرتك ويفك عسيرتك ، أن يقودك للنور والخير والسرور ، أن يتخلص من سجّانه الغليظ ومن سلطان التقليد البغيض .
لو تركنا العقل يسيطر علينا لصرنا عباد للماديات(الملحدين) , التفكير بالعقل مع اليقين هذا هو الصواب ,,,ابدعت اخي عمر
ردحذفأهلا أمل
حذفاستبعد فكرة السيطرة فهي لغة مستهجنة ولا تجري إلا على ألسنة الباغين والظالمين والجشعين
العقل والقلب يتسالمان لصلاح الإنسان وخير دنياه وأخراه
شكراً لوجودك