اسمع يا هذا ، أنا معجب بشخصك ، كيف تتحملني إلى هذه الدرجة ، كيف تتقبل تصرفاتي الصبيانية الغبية .
كل الناس تعرف أنك لن تزعل مني أبداً ، لن ( تحمل في خاطرك ) ولو فعلت بك الأفاعيل ، أسمعهم يتحدثون دائماً أنك ربما تقاطع كل خلق الله الذين يدبون على الأرض إلا رجل واحد ولو تدخّل المستحيل بعينه ، ذلك الشخص هو " أنا " .
يا للسعادة الغامرة التي تحاصرني ، بل تقفز بي إلى حيث لا يرى مخلوق ذلك ، كيف يرون مثل هذا ؟ يحتاجون إلى طاقة قلبية ومضخة عاطفية مهيبة حتى يصلون إلى سماء النشوة الألف والانطلاق من أرضه الواحدة .
حتى تعرف ! أنا أشعر بهذا التقدير ، بهذا التبجيل ، بهذا الاهتمام ، ولكن ليس إلى الدرجة التي يتحدثون عنها.
إنهم يبالغون بالتأكيد ،،،
لأنهم بلهاء ، عقولهم تقف عند قامة أنوفهم الفطساء ، التي لا يصل مداها عادة بنانة طفل رضيع ، يبدو أن شغفهم ، عطشهم ، حاجتهم المقدعة ، تخيّل إليهم شيئاً من ذلك .
إنهم لا يعرفون أن الإنسان لا يدوم له حال ، وأفراح الروح لا تعيش طويلاً عمرها أقصر من ذاكرة ذبابة ، أو عمر فقاعة صابونية ما تلبث أن تفارق الحياة عند أول انفجار سخيف .
لا يعرفون تقلبات الإنسان ، لا يعرفون تهافت مشاعره ، لا يعرفون مزاجيته الطافحة ، لم يجربوا يوماً لذعة الفراق والخيانة والفقد المفاجئ دون مقدمات أو أسباب .
يا الله ، صحيح لذعة الفراق والانتظار الذي يخالطه يقين أن الوصل لن يتحقق إلا في حلم عابر سرعان ما يقطعه صائح مزعج ، ملعون ، يبخل عليك حتى بلحظات الحلم الغبية .
لذعة الفراق هذه ، أكثر عمقاً من مشاعر الوصل ، ولكنها مؤلمة ، مخزية ، مبكية ، سوف يكتسي الكون كله وشاحه الأسود وتتحول الأشياء الممتعة في حياتك إلى وخز في قلبك ، حتى تلك الضحكات التي تحاول الإخلاص لك والخروج بك من حالتك ستشعر وكأنها تسخر منك ، وتذكرك ببقايا أيامك الجميلة ، سيتحول كل الكون وكأنه متآمر على قلبك الضعيف المكبل .
اسمع يا هذا الذي تدعي تقديرك المزيف لي ، بضاعة حبك لا تقوم لها سوق عندي ، ألم تسمع أن المؤمنين لا يلدغون من جحر مرتين ، بالتأكيد هذا شيء لا يتعلق بالمحبين ، ولكنني سأمارسه هذه المرة .
ليس لدي استعداد أن أقف موقف الحائر لمرة ثانية ، لن أترك الفرصة لتلك المشاعر البغيضة أن تزورني ، أن تجبرني على السهر وحدي إلا من أغنيات رخيصة ، لا يقولها أصحابها عن ظهر قلب ، يقولونها فقط رجاء المال ، إنها تأوهات زائفة .
كل شيء أصبح مزيف ، مشاعرك هذه مثلها ، إنني أعتذر منك بأدب ، فأنا ذاهب في طريقي إلى طموحي ومشروعي ، إنها أشياء وفيّة إلى درجة لا تعرف الزيف والنهايات التجارية .
تعليقات
إرسال تعليق