لماذا أصبحت جلساتنا ثلجية ؟ يقسو علينا فيها البرد فيجمد المشاعر والأحاديث ولمحات العيون ، لم تعد أحاديثنا بذات الحرارة التي أعرف ، وجداناتنا أصبحت فاترة لا تثيرها كلمة حب ولا تبعث فيها أنفاس المساءات الجميلة أي حياة .
كل القصص التي تحدثني عنها لا تثير لي أي شعور ، من قبل كانت حتى قصصنا التافهة ممتعة ومضحكة ومبهجة ، أما اليوم فلا يعود منها يثير اهتماماً ولا يلفت انتباهاً .
هل هو " الملل " شيطان الحب المتربص ؟ أم " الإلف " عدو الحب اللدود ؟ أم الوصل وفوات الشوق ؟ هو المسؤول عن كل هذا ، والجاني على قلوبنا المتشبعة ، المتسمنة ، المترعة بالليالي الفائتة .
لم يكن أبداً الشك ، لقد كان ملح علاقتنا ، لقد كان يغسل قلوبنا ويجددها كل حين ، لا يمكن أن أتهم من كان له الفضل في سماعي تلك الكلمات الصادقة من فمك العذب " لم أكن أعرف أنك تخاف عليّ إلى هذا الحد " .
حضنك الدافئ أصبح بارداً مملولاً ، يدك الحانية غدت متخشبة ، بريق عينيك المجلوتين جف ، لسانك الرطب بالكلمات العفوية استل عن عبارات غير محسوبة ، شفتيك الورديتين التي تنافس قبلات جولي أصبحت شاحبة وكادت تغزوها الشقوق البائسة .
يا الله ! يبدو أن العين أصابتنا ، أو " معمول لنا عمل " عقده رجل حاقد حاسد معاند أراد لهذه العلاقة أن تنفضّ ، ولهذا الحب أن ينقرض .
وببرود يشبه جلساتنا المؤخرة قال :
- هل انتهيت ؟!
- نعم !!!
- غريب !! رجل مثلك عليه أن يعرف أن لكل شيء نهاية .
تعليقات
إرسال تعليق