الذي يقول أن العام الماضي الذي لفظ أنفاسه قبل ساعات كان كمثل غيره فهو مخطئ تماماً ، إذ لا يغيب عن بال مخلوق أن هذا العام اعتبر مرحلة مفصلية من تاريخ هذه الأمة ذلك لأنها تنشقت بعض هواء الحرية بعد طول غياب .
هذا على الصعيد الأوسع ويبقى السؤال الوجودي يطن في أذن كل شخص : كيف كان حاله في العام الماضي ؟ وهل يعتبر إضافة في رصيد معارفه وإنجازاته ؟ أو مرحلة مفصلية في تاريخ حياته الخاصة ؟ أم أنه انقضى كسائر أعوامه لم يتقدم ولم يتأخر ولا يلوي أن يعقد العزم على التغيير .
أكثر ما يميز الأيام أنها تجري وتتصرم سراعاً دشون أن يشعر بها الإنسان ، وفي المقابل يعتبر التغيير ممارسة شديدة البطؤ ، وهذا يعني معادلة صعبة في سبيل تحقيق الذات إذ تجمع طرفين متناقضين تماماً إلا على النفوس العظيمة التي تعبت في مرادها الأجسام .
اشتغل الناس بالتهاني مطلع هذا العام الهجري وتناسوا عن كسل المسؤولية الأعظم لمثل هذه المناسبات وهي " المحاسبة " التي تضمن للفرد أن يضبط سير حياته ويأخذ بها إلى الرشد والإنجاز والمعالي كمطالب نبيلة تتساوق مع ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان وما أراده الله له كخليفة ومكلف كريم .
إن العنوان الأبرز للعام الماضي هو " الثورة " بينما ارتصفت إلى جانبها حزمة من المعاني الإيجابية والراقية مثل : الحرية والكرامة والتغيير والمساواة والشراكة ، ولعمري أن هذه أعظم شروط النهضة الشخصية والمجتمعية ، وإذا ما أراد فرد ما أو مجتمع ما أن يرتقي بنفسه ويجعل له حظه من الاحترام والاهتمام عليه أن يأخذ بهذه المعاني ويشتغل عليها .
إننا نحن المسلمين نتلقى رعاية خاصة من رب العالمين وهذا مظهر تشريف وتكريم ولكننا نتحمل مسؤولية أعظم تجاه أخينا الإنسان بأي مذهب ودين كان ، ولن نكون على قدر المسؤولية ما لم نبني إمكاناتنا ونطور قدراتنا ونوقظ العملاق الذي في داخلنا .
لن أدعوكم إلى استحضار الموت الذي يتخطف شبابنا لتعرفوا قيمة الحياة وهذه الثروة العمرية التي تنقضي مع كل عام يطوي صفحته إلى غير رجعة ، ولكني سأخبركم بهذه الخسارة من شق آخر .
تنبهوا كيف بفرصتكم تضيق مع كل عام ينتهي ، ثم يتجدد الخطاب لكم في مطلع العام الجديد : أن اعملوا .. واسعوا .. وتحضروا .. ثم لا تجد من نفسك أي استجابة لداعي الفلاح والنجاح والإنجازات والليالي الملاح .
أيها الشباب :
إن العاقل يكفيه أن يرى عقارب الساعة وهي تجري ليتحرك باتجاه العمل والإنجاز والنجاح ، فكيف بك وأنت ترى السنوات تجري ولا تكاد تشعر بها ، ويكفي بذلك موعظة .
تتنوع المواعظ الربانية وتتلون النداءات الإلهية لاستحثاث الإنسان ودفعه إلى حيث خيريته ونفعه بين الموت والمصيبة والنعمة والمثوبة ، ولكن يبقى الرهان على الدافع الداخلي والرغبة الذاتية في النجاح ، وخير وصية لكم أن تجلو هذه الرغبة وتستحثوا هذا الدافع .
إنني أنتظر أن أخاطبكم مطلع العام القادم وأنتم قد بارحتم هذه النقطة التي تعيشونها اليوم وأصبحتم في مرحلة متقدمة من مضمار الحياة الطويل بفعل النجاحات التي ستنالونها حصيلة التغيير والتطوير ، ولأنني لا أضمن لنفسي البقاء حتى العام القادم فإنني سأعمل وأكافح وكأنني مغادر هذه الحياة عن قريب ، وعليكم بمثل هذا فإنه الفلاح كله والنجاح مآله ومنتهاه .
هذا على الصعيد الأوسع ويبقى السؤال الوجودي يطن في أذن كل شخص : كيف كان حاله في العام الماضي ؟ وهل يعتبر إضافة في رصيد معارفه وإنجازاته ؟ أو مرحلة مفصلية في تاريخ حياته الخاصة ؟ أم أنه انقضى كسائر أعوامه لم يتقدم ولم يتأخر ولا يلوي أن يعقد العزم على التغيير .
أكثر ما يميز الأيام أنها تجري وتتصرم سراعاً دشون أن يشعر بها الإنسان ، وفي المقابل يعتبر التغيير ممارسة شديدة البطؤ ، وهذا يعني معادلة صعبة في سبيل تحقيق الذات إذ تجمع طرفين متناقضين تماماً إلا على النفوس العظيمة التي تعبت في مرادها الأجسام .
اشتغل الناس بالتهاني مطلع هذا العام الهجري وتناسوا عن كسل المسؤولية الأعظم لمثل هذه المناسبات وهي " المحاسبة " التي تضمن للفرد أن يضبط سير حياته ويأخذ بها إلى الرشد والإنجاز والمعالي كمطالب نبيلة تتساوق مع ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان وما أراده الله له كخليفة ومكلف كريم .
إن العنوان الأبرز للعام الماضي هو " الثورة " بينما ارتصفت إلى جانبها حزمة من المعاني الإيجابية والراقية مثل : الحرية والكرامة والتغيير والمساواة والشراكة ، ولعمري أن هذه أعظم شروط النهضة الشخصية والمجتمعية ، وإذا ما أراد فرد ما أو مجتمع ما أن يرتقي بنفسه ويجعل له حظه من الاحترام والاهتمام عليه أن يأخذ بهذه المعاني ويشتغل عليها .
إننا نحن المسلمين نتلقى رعاية خاصة من رب العالمين وهذا مظهر تشريف وتكريم ولكننا نتحمل مسؤولية أعظم تجاه أخينا الإنسان بأي مذهب ودين كان ، ولن نكون على قدر المسؤولية ما لم نبني إمكاناتنا ونطور قدراتنا ونوقظ العملاق الذي في داخلنا .
لن أدعوكم إلى استحضار الموت الذي يتخطف شبابنا لتعرفوا قيمة الحياة وهذه الثروة العمرية التي تنقضي مع كل عام يطوي صفحته إلى غير رجعة ، ولكني سأخبركم بهذه الخسارة من شق آخر .
تنبهوا كيف بفرصتكم تضيق مع كل عام ينتهي ، ثم يتجدد الخطاب لكم في مطلع العام الجديد : أن اعملوا .. واسعوا .. وتحضروا .. ثم لا تجد من نفسك أي استجابة لداعي الفلاح والنجاح والإنجازات والليالي الملاح .
أيها الشباب :
إن العاقل يكفيه أن يرى عقارب الساعة وهي تجري ليتحرك باتجاه العمل والإنجاز والنجاح ، فكيف بك وأنت ترى السنوات تجري ولا تكاد تشعر بها ، ويكفي بذلك موعظة .
تتنوع المواعظ الربانية وتتلون النداءات الإلهية لاستحثاث الإنسان ودفعه إلى حيث خيريته ونفعه بين الموت والمصيبة والنعمة والمثوبة ، ولكن يبقى الرهان على الدافع الداخلي والرغبة الذاتية في النجاح ، وخير وصية لكم أن تجلو هذه الرغبة وتستحثوا هذا الدافع .
إنني أنتظر أن أخاطبكم مطلع العام القادم وأنتم قد بارحتم هذه النقطة التي تعيشونها اليوم وأصبحتم في مرحلة متقدمة من مضمار الحياة الطويل بفعل النجاحات التي ستنالونها حصيلة التغيير والتطوير ، ولأنني لا أضمن لنفسي البقاء حتى العام القادم فإنني سأعمل وأكافح وكأنني مغادر هذه الحياة عن قريب ، وعليكم بمثل هذا فإنه الفلاح كله والنجاح مآله ومنتهاه .
تعليقات
إرسال تعليق