يسرف بعضهم في فتح أبواب نفسه لسموم الكراهية حتى تكاد تغتاله من الداخل ، يسمح لهذه المشاعر السلبية أن تعبّر عن لحظة ما أو موقف عابر ، ثم تنال منه وتحصل على حكم بتأبيد بقائها جاثمة في صدره ومغروزة في أحشائه ، ثم لا يستطيع الشفاء منها .
في ميادين الرياضة وبيئات العمل وكل المساحات التي تتضمن احتكاك المجتمع ببعضه ، تحصل المواقف في إطار المنافسة أو اختلاف وجهات النظر ، تصطبغ بطابع شخصي أحياناً ، وتتكثف مع مرور الوقت ، وبالاستسلام لانعكاساتها السلبية ، تتحول إلى غول كبير يملأ صدر الإنسان ويشلّ تفكيره ويتحكم في ردود أفعاله .
من هذا الباب ، فإن الخطوة الأولى للشفاء من الكراهية أو الحدّ من استفحالها ، هو تخفيف حدة الاندفاع وراء ردود الأفعال الغضبية تجاه الأفراد والأفكار والمواقف ، أن نعلن الغضب والرفض باعتدال ، دون أن نسرف في ذلك ، ولا نحرق مراكب العودة النفسية ، لأن الأشياء محملة بالنسبية ، وما تراه شائناً اليوم ، سيصبح مقبولاً وممكناً وربما واجباً في يوم آخر .
كالنار تحرق بعضها ، إن لم تجد ما تأكله .
أول ما تؤذي الكراهية ، هي الإنسان الذي يحملها في صدره ، تفسد مزاجه وتعكّر صفوه الداخلي ، وتحبسه عن السير في طريق واجباته وطموحاته التي تنتظر منه نفساً رشيقة وثّابة ومقبلة على وجه الحياة بكامل طاقتها الإيجابية واستعدادها النفسي والذهني الكامل .
لكل شيء ثمنه ، إذا قدّمت ضيافة كاملة للكراهية في صدرك ، سيكون الخلاص منها شاقاً ومرهقاً ، وإن حدث وفارقتك ، سيبقى لها بعض الجروح في الذاكرة والندوب في الروح ، وستملأ الثقوب قلبك المتعب الذي سينزّ منه الأسى حتى يفقد نوره بمرور الوقت ، لا نهاية لشرور الكراهية ، ولا راحة إلا بالخلاص منها ومدافعتها تماماً .
الرابط :
https://online.flipbuilder.com/udgm/xxjr/mobile/index.html#p=1
تعليقات
إرسال تعليق