التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تركيا تدعم الحوثي نكاية بالسعودية


كيف تجرؤ الحكومة التركية بترخيصها لهذه المظاهرة المشينة، أن تستخف بمتاعب اليمنيين وتضحياتهم، وتمنح اعترافا بعدالة هذه الجماعة الانقلابية المتمردة؟
الأربعاء 2019/05/01


سمحت الحكومة التركية قبل أيام لعشرات الأتراك بتنظيم وقفة احتجاجية أمام القنصلية السعودية في إسطنبول لتأييد ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، رُفع خلالها الشعار الشهير للجماعة ويسمّى “الصرخة” وصور لزعيم حركة “أنصار الله” عبدالملك الحوثي، مرددين شعارات ضد المملكة العربية السعودية تصفها بأقذع الألفاظ.
في بلد تضيق فيه مساحة الحرية والعفوية مثل تركيا، يسمح النظام لديها بدعم فصيل خارج عن الشرعية، ومرفوض لدى المجتمع الدولي، يتسلط على الشعب اليمني، يمارس عليه أبشع أنواع التنكيل، غير آبه بمشاعر اليمنيين ولا تضحياتهم في سبيل التحرر من قبضة هذه الميليشيا المتخلفة.
تفعل أنقرة هذا بدوافع سياسية غير نزيهة، وتجاهر بازدواجيتها الصارخة، وهي التي أعلنت عن دعم عمليتيْ عاصفة الحزم وإعادة الأمل أول الأمر، ثم تنكص اليوم وتعطي الضوء الأخضر لمجاميع المؤيدين لهذه الجماعة الإرهابية للتعبير عن نفسها في وسط المدينة المكشوفة بلا عتاب أو حساب.
ولو استعرضنا سلسلة الجرائم التي اقترفها الحوثيون في حق اليمنيين، باعتراف المجتمع الدولي، سيشعر كل صاحب ضمير بالخجل من إبداء أي نوع من الدعم أو التعاطف مع هذه الجماعة الانقلابية المتمردة.
يقاتل الانقلابيون الحوثيون الذين يحتلون العاصمة اليمنية منذ أربع سنوات، القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. ودفع النزاع في اليمن الذي سبب أسوأ كارثة إنسانية في العالم حالياً حسب الأمم المتحدة، بملايين الأشخاص إلى حافة المجاعة.
وقبل أسابيع فقط، جمدت تركيا ممتلكات ثلاثة من كبار قادة المتمردين الحوثيين في اليمن، حسب قرار نشر في الجريدة الرسمية. وتفيد الوثيقة التي وقّعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هذا القرار اتخذ تماشيا مع عدد من قرارات مجلس الأمن الدولي.
لكن، وعلى عادة الحكومة التي يقودها الرئيس المتناقض أردوغان، سمحت بهذه التظاهرة الموجهة بالأساس لمضايقة السعودية، في إطار سياسة مواجهة عدائية لم تعد خافية لاستهداف الرياض وإعاقة دورها الحيوي في المنطقة، الذي يعزز وينتصر للحضور العربي المعتدل، ويستفز، بالضرورة، تلك المشروعات التركية والإيرانية الدخيلة والمستهجنة.
وألقى منظمو التظاهرة بيانا فجّا وغير أخلاقي وصف الواقع اليمني “بمذبحة بشرية على يد التحالف السعودي، بدعم أميركي ومشاركة إسرائيلية”، وقال البيان إن اليمنيين يُذبحون بلا رحمة، ودون أي سبب.
ومجّد البيان الحوثيين قائلا إنها حركة قاومت الهيمنة الإمبريالية، وتواجه النظام الخائن، وحثّ على مناهضة ما سماه “الحرب التي تقودها السعودية في اليمن”، مشيرا إلى أنه لا فرق بين الحصار الذي يتعرض له اليمن على يد التحالف، والحصار الذي تتعرض له غزة منذ 12 عاما على يد إسرائيل.
وزاد البيان المُلقى علانية في التظاهرة المرخصة رسميا بتحية عبدالملك الحوثي وفصيله، قائلا “إن الحوثيين يحققون انتصارات كبيرة ستكتب كقصص ملحمية في التاريخ”.
كيف تجرؤ الحكومة التركية بترخيصها لهذه المظاهرة المشينة، أن تستخف بمتاعب اليمنيين وتضحياتهم، وتمنح اعترافا بعدالة هذه الجماعة الانقلابية المتمردة؟
وكيف تساوي بين الذي ينتهك حقوق شعبه وينكل به ويغتصب عاصمته ويحتجز المساعدات الدولية ويمنع وصول الشاحنات الإغاثية ويجنّد المرتزقة الأفارقة ويختطف شيبه ونساءه وكفاءاته، ويغيّب مفكريه ومبدعيه وينهب أمواله ويبتز مواطنيه ويجند أطفاله ويسبي نساءه ويودي بالبلاد كلها في المهالك، وبين السعودية التي لبّت نداء الشرعية واستنصرت لمظلومي اليمن، وبلغت حجم مساعداتها الإنسانية أكثر من 11 مليار دولار دفعتها الرياض من خزينتها لترميم الحلم اليمني المنهك بالاستقرار والإعمار، في وجه هذه الجماعة الظلامية البشعة.

الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...