إن واحدة من أعظم وأجلى صفات الإيجابي هي المبادرة إلى كل فرصة تسنح له، والمسابقة إلى كل سانحة تبدو له؛ فيغنمها ويختطفها ، علّها تدفعه إلى مزيد من العطاء والإجادة.
وإضافة إلى كونها صفة لازمة للرجل الإيجابي، فهي كذلك واحدة من الأسباب التي وفقته – بعد الله – لنيل هذه المرتبة من الناس والموقع الريادي بين عشرات؛ بل مئات ممن تهاوى في مزالق الدعة والانصراف عن استغلال الفرض .
بادر الفرصة واحذر فوتها *** فبلوغ المجد من نيل الفرص
لقد استقطب الخطاب القرآني كل أنواع الأساليب لدفع النفوس إلى قبول رسالته العظيمة؛ التي ألقى بها الله – سبحانه وتعالى – من فوق سبع سماوات على ذلك الرجل العظيم – صلى الله عليه وسلم - ، وخاطب في الناس هذا الجانب الفاعل، وأثار لديهم هذه الآلة الحيّة ( المبادرة )؛ عندما قال لهم { سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } آل عمران 133 ، { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } الحديد 21 .
ولقد تناول الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – ممن كان يستمع القول، ويتبع أحسنه هذه التوجيهات الربانية بكثير من الحفاوة وفيض من الحرارة والحماسة لإنفاذها ، صدقتها الأعمال العظيمة التي أنجزوها في سبيل هذا الدين الحنيف، الذي نزل به أعظم مبادر في الحياة .
محمد - صلى الله عليه وسلم – الذي بادر إلى تلقي هذا الدين العظيم بعد إصرار جبريل – عليه السلام – وبدأ بنشره في الآفاق، وعرض أعظم الفرص لنيل الجوائز ، ووالله لا ينالها إلا ذو حظ عظيم؛ فالبدار البدار .
هكذا كان يعيش الصحابة على رأسهم عظيم الدنيا وشفيع الآخرة محمد – صلى الله عليه وسلم – في بيئة خصبة للإنتاج ، تجمع بشري ناشئ، يفتح باب العطاء والبناء على مصراعيه، ويستقبل كل الطاقات والإمكانات للمشاركة في بناء هذا القصر المشيد والدين المجيد .
لقد كان الصحابة يعيشون في مسرح واسع من الفرص الحقيقية للمساهمة في إعلاء كلمة الله وإرساء قواعد هذا الدين، وبناء قوامه المتين ، وهل يعني ذلك أن الباب لم يعد مفتوحاً والفرص لم تعد موجودة ؟
لا ، لكن الفرص ضاقت، والمقاعد أصبحت محدودة في رحلة السفر نحو الإيجابية الحقيقية ، استمع لهذا الكلام فهو جد خطير .
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ } الواقعة 10 – 14 .
"وعلى هذا؛ فالسابقون في هذه الأمة هم المقربون من أهل الدرجات العلى من الأولين أهل الصدر الأول، ويلحقهم قليل من الآخرين، أي ممن جاء بعدهم إلى يوم القيامة، وهذه الآية خطيرة شديدة على المتأخرين؛ إذ تبين أن عامتهم سيكونون من أهل اليمين، وأن قليلاً منهم فقط هم الذين سيلحقون بأهل الدرجات العلى والمقربين في أعلى الجنة، فمن منّا اليوم سيكون مندرجاً مع الزمرة الأولى، والأوائل المقربين " أثر المرء في دنياه – محمد الشريف .
ولن أزيد على ما قاله الدكتور الشريف فيما سبق، فإن ما تحدث به، وما تعنيه الآية كافٍ لينفر الإنسان، ويلحق فرصته وينتهزها ، وشافٍ ليستنهض المرء من أجل نجاته ولحاقه بركب السابقين .
وإن لم يستثر فيك هذا الحديث أي شجون فاعلم أن العمر قصير، والفترة التي منحت فيها العيش لا تكفيك للحاق بالسابقين، وربما اللاحقين كذلك، فاستجمع قواك لاستغلال كل لحظة في حياتك؛ لتصبها في مشروعك .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك " الترمذي .
ها هو الخطر الذي يحدق بك، والرسول – صلى الله عليه وسلم – يحدثك أن تعجل إلى مشروعك الذي تستغل فيه جميع الفرص، وتستدعي كل سانحة من شأنها أن تتقدم به، وتخدمه، وترسي قواعده .
إن هذا الحديث النبوي ينبيك أن الحياة بحد ذاتها فرصة، لا يمكن أن تتكرر، ويدعوك بقوة دافع الخوف من إدراك الأجل لأحلامك أن تسرع إلى اهتبال هذه الفرصة الحقيقية؛ التي لا تعوض، ولن يتكرر امتلاكك لها، والعاقل الفطن من يتناول الحديث بروح وثّابة، تلتقط هذا المعنى، وتسرع في إنفاذه ، وخاب والله وخسر من غفل عن هذه الدعوة المفتوحة من عظيم البشرية لانتهاز فرصة الحياة .
وعلى امتداد الحياة تجد من العقلاء وأصحاب الكياسة الذين سارعوا إلى بناء مشاريعهم بدافع استغلال فرصة الحياة، وبادروا بعزيمة متقدة وهمة عالية؛ لترسيخ قدم صدق في صراع الحياة المحتدم بين ظافر وخاسر .
ذلك عكاشة بن محصن الذي أصبح مضرب المثل في اهتبال الفرصة/ وسرعة البديهة، الصحابي الجليل الذي أعجب النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – بمبادرته فنال أعظم جائزة، وهذا أعظم دافع للعمل بمبدأ المباراة .
اهتبال فرصة = الجنة
وأبو هريرة - رضي الله عنه – الذي طبق اسمه البلاد، وظلل فضله العباد، هذا الإيجابي الذي انتفع بمشروعه مسلم اليوم والأمس وحتى تطوى الدنيا وتقوم الساعة، يهتبل فرصة عظيمة، ويطلب علماً لا ينسى؛ فيتبعه بعد ذلك الصحابة فيما ذهب إليه .
فيؤكد لهم النبي – صلى الله عليه وسلم – ولنا كذلك أن الفرصة لا تعوض، والسانحة لا تتكرر، ويدوي بكلمته التي أشعر بوقعها الآن، وأنا أكتب هذه الأسطر : " سبقكم بها الغلام الدوسي " .
ولك أن تتصفح سير العظماء، ومن طبعت ملامحهم على وجه الحياة لشديد تأثيرهم فيها، ستجد أن فرصة واحدة بدت لهم؛ فغيرت مجرى حياتهم، وتغير بهم مسار التاريخ، فرصة استعجلها باستغلال ذكي، وابتدرها بعمل أكيد على الانتفاع بها، كتب لهم بها أن يكونوا من عظماء التاريخ والإنسانية .
عجوز بني إسرائيل، التي وظفت معلوماتها اليسيرة في صناعة فرصة حقيقية؛ بادرت في استغلالها، فعندما أراد موسى – عليه السلام – مغادرة أرض مصر اضطر أن ينقل معه جثمان نبي الله يوسف؛ ليتكشف له الطريق في تلك الفلاة الواسعة، ولم يكن يعلم بمكان القبر غير تلك العجوز .
فاشترطت على النبي الكريم – عليه السلام – أن ترافقه في الجنة جزاء أن تدله على مكان القبر .
لحظة يمكن أن تصنع في حياتك السعادة والاستبشار، لحظة ربما تبتدرك فرصة عظيمة إذا ما انتهزها كتبت لك السعادة الأبدية، وهلة واحدة يمكن أن تكون نقطة انطلاق نحو محور الحياة وجوهرها .
إن النظر إلى الحياة بهذه العقلية يصور لك الحياة على شكل مسابقة طامحة نحو المعالي والرفعة، إن فكرة الفرصة التي تطبعها في ذهنك تستدعي عندك اليقظة لاهتبال دقائقك الثمينة التي لا تعود .
وذلك ما كان عليه بناة النجاح وحملة هذا الدين في صدر الإسلام؛ فتجد سيرتهم سباقا وتحديا من أجل نيل الجائزة الكبرى؛ مما أثمر مجتمعاً صحياً، يستثير فيك الإبداع والإيجابية، ويستنهض همتك لمعالي الأمور، ويرتقي بطاقاتك إلى توظيف أنفع وعمل أجدى .
للوقت .. شأن آخر !!
إن الذين يبنون الإنجازات العظيمة لم يتأتَ لهم ذلك لولا استغلالهم الجيد للوقت، ولم يكتب لهم أن ينضموا إلى سلك الناجحين في الحياة بغير الانتفاع الذكي لدقائق حياتهم .
إنهم يتفقون مع تتابع الساعات الذي لا يهدأ بجهاد طويل في سبيل الإنجاز، وتحقيق الأهداف التي رسموها لمستقبلهم، إنهم الحقيقون بالعيش على وجه هذه الحياة الفسيحة؛ لأنهم أدركوا سرّها .
هل تعرف أن الحياة لا تحب أولئك الفارغين ؟ فسنّة الحياة هي التطور الدائم دون توقف، مما يلزمها مزيداً من الأعداد البشرية؛ ليحققوا لها نهمها الذي لا يشبع من التطور والتقدم .
وإذا ما اصطدمت بأناس اختاروا القعود والدعة على الحركة والتقدم لفظتهم ورفضتهم، وهامت على وجهها تبحث عن من يعيش حياته بجدية وإخلاص من أجل تحقيق الأهداف السامية، ونيل فضل عمارة الأرض البديعة .
إذن .. استغلال الوقت مطلب وفن، لا يجيده إلا الإيجابيون؛ لأنه يعزز إيجابيتهم، ويؤكد استحقاقهم هذا الفضل العظيم والخير العميم، وإن خير المبادرات تلك التي تعنى باستغلال أوقات الفراغ، فهي فرصة حقيقية لتحويل العمر بامتداده الطويل إلى مصنع لإنتاج الإنجازات الهائلة التي تسهم وبقوة في ريادة الأمة .
والفراغ نعمة غنم من استغلها، وفاز من حوّلها إلى أداة فاعلة، وفرصة واسعة لاحتضان المشاريع وصناعة الإنجازات، وغبن والله وخسر من تمادى في غيّه، وتناسى وقته، وعمد إلى التفريط فيه، والإفراط في تضييعه .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري .
إن استغلال الوقت استدعاء من الدنيا؛ لأنها لا تقبل غير أولئك الذين ينظرون إلى تسارع الوقت وفرطه بحذر، وهو استدعاء داخلي، لأن النفس شحيحة على ما تملك، والفراغ أعظم ذلك وأكبره.
دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثواني
والإيجابية الحقة: هي تلك التي تحثك على الاستفادة القصوى من أوقاتك؛ ولاسيما إذا رزقت صحة في بدنك، وعافية في أعضائك، فكفيت بها الشغل الدائب، والهمّ الدائم؛ لنيل صحتك، والشفاء من أسقامك، ومنحت متسعاً من الوقت، تصرفه على تحقيق طموحاتك، وتعيره لمشاريعك، فكأنما حيزت لك الدنيا بحذافيرها .
بقي عليك أن تعمد إلى استغلال كل لحظة منه، والاستفادة من كل دقيقة فيه، حتى تنعم بعائد الإيجابية، وتظفر بجائزة الاستغلال النافع لأوقاتك من ثمرة المشاريع، ومحصلة الأفكار النوعية التي تملك .
جاء أن النبي – صلى الله عليه وسلم – تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم فأعطاه الله ليلة القدر* .
انظر كيف تنبه النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – لهذه النقطة المهمة؛ بل انظر كيف كان يومئ إلينا في هذا الموقف إلى ما يجب أن يكون عليه المرء من شغل دائم، وعمل لا يتوقف من أجل رسالته في الحياة .
لقد بعث لنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – برسالة ضمنية لقيمة الوقت في بناء المشاريع، والسباق نحو الظفر بجائزة الحياة الغالية، لقد أوقر في صدورنا بعد القراءة المتفحصة لهذا الموقف أن أفضل ما يعوضنا عن ضيق الوقت هو تكثيف الجهد، والاستفادة القصوى من الفرص التي يتسع فيها العائد ويعظم، كما يجب أن يكون عليه المسلم في ليلة القدر .
وهذا الطالب المحمدي الذي تتلمذ في مدرسة النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – يشير إلى أن الحياة لا تعنى كثيراً بما يملكه الإنسان من عمر مديد ووقت كثير؛ لكن العبرة بما يملى به وقته، والقدر الذي يوظف فيه هذا الفراغ؛ لتحقيق مطامحه، والسعي لإنجاز مشاريعه .
يقول الأديب الرائع / علي الطنطاوي – رحمه الله - : " الحياة لا تقاس بطول السنين ولكن بعرض الأحداث " .
" إن متوسط الزمن الإنتاجي للإنسان قد لا يتجاوز عشرين سنة من عمره الكلي فلو كان عمر الفرد منا ستين سنة فإن ثلثها سيكون نوماً – على افتراض أن الإنسان ينام ثماني ساعات يومياً أي ثلث يومه – وخمس عشرة سنة تكون فترة طفولة ومراهقة ومشاغبة غالباً ، وهي قبل سن التكليف ، فيبقى حوالي خمس وعشرين سنة قد يمضي منها على الأقل سنتان تقريباً في تناول وجبات الطعام الثلاث وقضاء الحاجة ونحو ذلك من الأمور الملحة – على افتراض مضي ساعتين منها يومياً – فيبقى حوالي ثلث عمره تقريباً ، ثلاثة وعشرون سنة ، وهو ما ينبغي أن يشغله في إنتاج أكبر قدر ممكن من الحسنات وذلك الثلث يزيد المرء حسرة على قصر عمره الإنتاجي ، ومن هنا تبدأ المشكلة " كيف تطيل عمرك الإنتاجي ؟ / محمد النعيم .
هذه حياة دهماء الناس وعامتهم، الذين يقضون من أجل مشاريعهم خمسة وعشرين عاماً فقط، لكن نفراً من الناس اختار مشروعه على حساب راحته ونومته وأكله، وغلّب أمر إنجازاته وإنفاذها واقعاً على دقائق الراحة والاستجمام .
وربما ألّف غير واحد ممن استهلكت المشاريع والطموحات أوقاتهم حتى هلكوا ولفظوا أنفاسهم من أجلها، وربما خسر أحدهم بيته وأرضه وبستانه؛ وهي مبلغ ما يملك من حطام الدنيا من أجل استكمال مشروعه وقضيته .
وكتب نفر من المؤرخين فيمن زهد في الزواج ومعاشرة النساء من أجل العلم والترحال في سبيله، ونقل لنا الكتّاب عن غير شخص أخذت مؤلفاته أو مجالس علمه من وقته وحقوق نفسه الكثير، وهو يجود بها بنفس رضية، وروح مرضيّة .
لله درهم كيف اختاروا العناء على الراحة، وغلّبوا الشقاء على الدعة، والنهوض على الركود، والحركة الدائمة، والسعي الحثيث على الاسترخاء الأثير، والحمل الخفيف .
لكنهم أصحاب نظرة بعيدة، وتفكير غائر، وبصيرة نافذة، عندما علموا أن في ذلك حياتهم الحقيقية، وفي أخراهم السعادة الدائمة، وفي غدهم النعيم المقيم والراحة التي لا تزول.
" كان من استغلال بعض السلف للوقت أنهم كانوا يكثرون من تلاوة القرآن أثناء تجوالهم وترحالهم، حتى قاسوا المسافات والأوقات بعدد الآيات " كيف تطيل عمرك الإنتاجي ؟ / محمد النعيم .
أي عجب ستشعر به أمام هذا الموقف المذهل، وأية غرابة ستعتريك وأنت تطالع الصورة المشرفة التي كان عليها السلف من إقبالهم على إنجازاتهم، وشغفهم بمشاريعهم حتى غلبت تفكيرهم، واستحوذت على جل اهتماماتهم؛ فأصبحت تتبدى لهم في القياس والحساب وسائر مصالح الحياة وأشكالها .
وإن تعجب فاعجب لرجال سخروا أوقاتهم للعبادة والتبتل؛ الذي لا تستطيعها ولو انكببت لها الدهر كله، ولزمتها العمر جلّه؛ لكنها البركة في الأوقات، والرغبة الصادقة للانتفاع بكل وهلة في حياتهم .
" معاذ – رضي الله عنه – يسبح في اليوم عشرة آلاف تسبيحة كما ذكر ذلك ابن رجب ، وهذا أبو هريرة – رضي الله عنه – يسبح في اليوم اثني عشر ألفاً لله رب العالمين ، وهذا ابن عقيل – رحمه الله – يأكل الكعك، ولا يأكل الخبز؛ لأن بين أكلها قدر خمسين آية ، وهذا عروة بين الزبير – رضي الله عنه – كان يختم القرآن كل أربعة أيام " صناعة التميز / محمد سرار اليامي .
لا تعجب لما كانوا عليه من إعمار لأوقاتهم، واستغلال نافع لحياتهم، فما كان لهم أن يبنوا لنا ذلك التاريخ المشرق، ولا ذلك الماضي المشرّف بغير هذه العادة النبيلة، والصفة القويمة، وإذا ما حنّت قلوبنا لمثل ذلك العهد المضيء والزمن الوضيء؛ ليس بغير هذا السبيل، وكان سريّ السقطي يقول : إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك .
وما زالت رسائل التنبيه تتابع، وبواعث التحذير تتعالى علينا، عسى أن نفيق من غفوتنا، ونصلح من هفوتنا، ونعود كما كنا من قبل، وأفضل من ذلك .
عن أبي بكرة – رضي الله عنه – أن رجلاً قال : يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال : " من طال عمره وحسن عمله " قال : فأي الناس شر ؟ قال : " من طال عمره وساء عمله " الإمام أحمد .
الرابط :
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-209100.htm
تعليقات
إرسال تعليق