عمر البدوي
لا أعرف إن كان يحدث هذا في بقية دول العالم، أم أنها واحدة من ملامح الخصوصية السعودية؟ هل يحدث أن يحصل الطالب على مثل هذا الكم من الإجازات غير الطالب السعودي؟ وهل هو محظوظ بهذه الخاصية أم مبتلى بويلاتها؟
لا يكاد الطالب السعودي ينتهي من إجازة حتى تبتدره أخرى في ملاحقة زمنية ربما تتحول مع الوقت إلى متلازمة تضاف إلى قائمة الوبائيات البشرية.
أدمن الطالب السعودي الانقطاعات المتكررة التي ربما تتجاوز في تعدادها مرات انقطاع التيار الكهربائي في بلد من العالم الثالث، وبات في ذهن الطالب المسكين أمل أن تهطل عليه إجازة جديدة، وإذا حصل عليها فجأة دون سابق إنذار أو مبرر يتمنى أن ينال تمديداً لها، وإذا باءت أمانيه بالفشل أرضى نهمه بالشائعات التي تغرق أجهزة الاتصال وشبكات التواصل، وإذا لم يجد مفراً من الدوام اختار الأيام الأولى من العودة للغياب والراحة لتهيئة نفسه وتوطينها لاستيعاب صدمة العودة إلى المدارس.
ماذا أحدث نظام الإجازات المضطرب في نفوس الطلاب؟ لقد تركهم نهباً لهذا الإدمان الجديد للإجازات المتكررة والإسراف في الانقطاع عن الدراسة، حتى أصبحت الإجازة هي الأصل الدائم المستمر والدراسة هي الاستثناء.
تعليقات
إرسال تعليق