انتقل اللاعب الشاب قبل ساعات من كتابة هذا المقال من لقب "بيدرو العرب" نجم الكرة الإسبانية إلى لقب النجم البرازيلي المتوهج "نيمار " الذي انضم حديثاً إلى صفوف النادي الكاتلوني.
لم يكن هذا الانتقال من لقب لآخر جديداً في حياة الشاب الكروية الطريّة فهو كثيراً ما يسابق زملاءه إلى اختطاف بريق كل لاعب جديد يبزغ نجمه في سماء الكرة العالمية ويحتكر لقبه حصراً لوصف نفسه ويستتبع ذلك إجراء تعديلات شكلية على شعر الرأس والتحرك والتصرف داخل الملعب تبعاً للقبه الجديد.
أُعجب الغراب ذات يوم بمشية الطاووس المختالة، وبعد مراقبة طويلة، قرر الغراب أن يقلد الطاووس في مشيته.
حاول الغراب، ثم حاول، وحاول.
في النهاية، لم يكن جسد الغراب مؤهلاً للقيام بتلك المهمة جيداً .. فقرر الغراب العودة إلى مشيته التي خلقه الله عليها مرة أخرى .. ولكن! كان الغراب قد نسي مشيته الأصلية!
وما زال الغراب يمشي متأرجحاً بين المشيتين محاولاً تذكر مشيته القديمة.
كثيراً ما يفقد الشاب الموهوب قدرته على استظهار إمكاناته الفريدة عندما يدمغها بالتقليد والتبعية، صاحب الموهبة الذي يختزل طاقاته في حدود ذهنية ضيقة تخنق آفاق الإبداع لديه وتقتل روح التجدد والتخلق، وليست الألقاب التي يتنافس عليها الشباب إلا صورة من التبعية المقيتة والتقليد الأعمى الذي يقسر النفس على إذابة مواهبها الفريدة والمتميزة في قالب محدود وقاصر .
كل النجوم التي اكتسبت شهرة ذائعة وحضوراً لافتاً كانت تحافظ على طبيعتها الأصلية وبصمتها الخاصة في استفزاز إمكاناتها ومواهبها التي لا تخلق مرتين.
وكما قيل: كن مختلفاً .. فالعالم لم يعد بحاجة إلى المزيد من النسخ المكررة.
http://www.saudisport.sa/articles.php?action=show&id=2178
تعليقات
إرسال تعليق