الإعلام المحلي يتطلع لركوب موجة التغيير والإصلاح
الأربعاء 2019/07/10
التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر السلام بجدة، وزير الإعلام وممثلين عن مؤسسات إعلامية سعودية. تركز اللقاء على استماع العاهل السعودي للمشاكل التي يواجهها هذا القطاع وسبل تطويره، فيما استمع ممثلو المؤسسات والهيئات الإعلام لتوجيهات الملك سلمان ونصائحه في مواجهة التحديات وبما يخلق منصة إعلامية متطورة.
استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في قصر السلام بجدة، الاثنين، وزير الإعلام تركي الشبانة، ورؤساء الهيئات الإعلامية ومجالس إدارات وتحرير الصحف وهيئة الصحافيين والكتّاب.
خلال اللقاء، استمع الجميع إلى توجيهات العاهل السعودي حول أهمية الإعلام ودوره في إبراز المكانة اللائقة للسعودية بوصفها بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الرسالة، وما تقدمه من خدمات وتسهيلات لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام.
وأكد الملك سلمان، ضرورة بذل المزيد من الجهود لنقل رسالة المملكة وجهودها وإسهاماتها البناءة بمختلف المجالات إقليميا ودوليا. وينظر إلى هذه الخطوة بوصفها دعما غير مباشر من القيادة السعودية أمام المرحلة الصعبة التي تعصف بالصحافة، إذ انضم مؤخرا إلى قائمة متاعبها، إعلان الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع، البدء في تنفيذ قرارها بإيقاف توزيع الصحف الورقية في بعض مناطق السعودية ومحافظاتها.
ويعود ذلك إلى انخفاض عدد القراء والمشتركين في نقاط البيع أو المشتركين في الصحف، سواء الاشتراكات الحكومية أو الفردية، بنسب وصلت إلى 70 بالمئة منذ العام 2012. غير أن جملة من المشاركين في النقاش عن أحوال الصحف ومن خبراء الصنعة في الداخل السعودي، يرفضون التدخل الحكومي لإنقاذ الصحف الورقية من ورطتها قبل أن تغير قواعد اللعبة وتمسك بأدوات المستقبل، داعين إلى فرض واقع جديد من أجل استدامة المهنة. حظيت التجربة الصحافية السعودية في تاريخها بنجاحات مهمة على صعيد الصحافة الورقية، لكن لم تحظ بالأمر نفسه في مرحلة الصحافة الإلكترونية.
وبقيت التجارب خجولة وتقتات على ما تنتجه الورقية التي لا تزال تحتفظ بمهنيتها ومصداقيتها رغم عزوف الجمهور عنها.
وأصبحت اللقاءات المتكررة التي تجمع رؤساء تحرير الصحف السعودية العشر بوزراء الإعلام المتعاقبين، مناسبة دورية لإحياء النقاش حول مصيرها المهدد، وحثّ الخطى المتثاقلة لإنجاح خططها ومساعيها للتحول الرقمي باعتبار المؤسسات الصحافية العريقة ركيزة مهمة للإعلام الوطني، ولا ينبغي التفريط فيها مهما كانت المبررات.
لكن النتائج بطيئة ومخيبة في الكثير من المناسبات، وبقيت هذه المؤسسات مكتوفة الأيدي وتلوذ بوزارة الإعلام لإيجاد جملة من الحلول الآنية والاستراتيجية للمحافظة على الصحافة في وضع قوي ومستقر لدعم الإعلام السعودي باعتباره جزءا من الأمن القومي.
يخشى مع احتضار الورق أن تخسر السعودية، في ظل ما تتمتع به اليوم من حيوية واستحقاقات مفصلية لمستقبلها، ظهيرا مهما في التحدي الذي يفرضه نشاطها السياسي الفاعل وأدوارها المحورية في العديد من الملفات الإقليمية والدولية. الأمر الذي حدا بالرياض إلى التوسع في الاستثمارات الإعلامية الدولية، وشراء حقوق نسخ عربية للمواقع والصحف العالمية، في إطار خطة للتوسع في مخاطبة الجمهور العالمي ودعم الرواية السعودية وتعزيز حضورها.
وضمن هذه السياسة الإعلامية، أطلقت صحيفة الإندبندنت أربعة مواقع لها باللغات العربية والتركية، والفارسية والأوردو، تشرف عليها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (SRMG) التي تمتلك وتدير عددا من المشاريع الصحافية العربية البارزة مثل الشرق الأوسط وآراب نيوز، وسيدتي، بالإضافة إلى مواقع ناطقة بالأوردو والماليالامية (إحدى لغات جنوب الهند).
وكانت المجموعة أعلنت العام الماضي عقد صفقة مع وكالة بلومبرغ الاقتصادية الأميركية، ستطلق على إثرها قناة وموقعا باللغة العربية. وكان رجل الأعمال السعودي عمرو الدباغ قد أطلق نسخة من مجلة فوربس الأميركية موجهة للشرق الأوسط باللغتين العربية والإنكليزية، وذلك قبل أن يشتريهما رجل الأعمال السعودي ناصر الطيار.
ويتطلع قطاع الإعلام في الداخل، إلى أن يمتد هذا التوجه ليشمل مشروعات لانتشال الصحافة المحلية من واقعها المتردي، وإنقاذها من ظروفها المعقدة اليوم. ويعرف عن العاهل السعودي منذ كان أميرا للرياض وفاعلا في النقاشات المحلية بأنه “صديق الإعلاميين”.
كان الملك سلمان شديد الاتصال برموز الصحافة، وشاهدا على نشأة مؤسساتها. ويحتفظ له الكثير من الكتّاب بمواقف عديدة كان يهاتفهم فيها للنقاش في فكرة أو فقرة وردت في مقالة أو مادة اطلع عليها أثناء تصفحه الدائب والدائم لمنتجات الصحافة أيام عافيتها وازدهارها.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق