العساكر يجتمع اليوم مع الشخصية الأكثر حضورا وتأثيرا في المنطقة، يترجم أفكاره ويدأب في تنفيذ واجباته، ويلتقي معه في كثير من الأفكار التي تركز على الشباب والتعليم وجرأة الابتكار.
الأحد 2019/07/07
مع بروز دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واجهة الحدث السعودي، بزغ معه نجوم في مواقع القيادة والإدارة والتأثير، يشكلون الصف الجديد في المشهد السعودي، ويعبرون بخلفياتهم العملية وأعمارهم الشابة وأفكارهم المختلفة عن هوية المرحلة الجديدة والاستثنائية التي تتمتع بها السعودية اليوم.
جيل قيادي جديد، بروح مختلفة، يجمع حيوية الشباب وفعالية الأفكار وثراء التجربة وقوة المضمون الذي يؤمن به ويعمل على أساسه، أسماء معاصرة أصبحت محل ثقة السعوديين ومحط أنظارهم وانتباههم وهم يشيدون تفاصيل رحلة البلد إلى غاياتها البعيدة.
من بين أولئك بدر بن محمد العساكر الذي عرف في الفترة الأخيرة، بنشاطه الاجتماعي وحضوره المؤثر والفاعل في الأوساط الإدارية والثقافية والفنية المختلفة، فضلاً عن نشاطه على حسابه في تويتر الذي اعتاد عبر تغريداته على تعزيز القيم الوطنية والاحتفاء ببعض الرموز السعودية على اختلاف اهتماماتها واشتغالاتها.
أسهم العساكر، بشكل كبير، في إيصال شكاوى ومناشدات المواطنين لولي العهد، من خلال جميع الوسائل، ولعل أبرزها حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث أصبحت الإشارة إلى الحساب بمثابة برقية عاجلة للمكتب الخاص للأمير محمد بن سلمان، ووجد الكثير من المواطنين تفاعلًا مع مناشداتهم وشكاويهم.
العساكر معروف كشخصية ملهمة، تعزز روح المبادرة والقيادة لدى شباب الأعمال من خلال دعمهم ورعايتهم وتبنّي مشاركاتهم وأفكارهم للوصول بها حقيقة على أرض الواقع. وقد عهد عنه هذا منذ توليه لإدارة المكتب الخاص لولي العهد السعودي للشؤون الخاصة بمرتبة وزير في يوليو عام 2017، وكذلك الأمانة العامة لكل من “جائزة الملك سلمان لشباب الأعمال”، و”مركز الملك سلمان للشباب”.
يشغل العساكر أيضاً عضوية “مجلس الغرف السعودية”، وعضوية لجنة شباب الأعمال المنبثقة عن “مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة” في “غرفة الشرقية”، ومركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في “الغرفة التجارية الصناعية بالرياض”. وهو نائب المدير العام في “مؤسسة العساكر” في الرياض مع أخيه عبدالمجيد العساكر، التي تأسست عام 1980 وتعمل في مجال توزيع وتسويق الأجهزة المنزلية والكهربائية ولها 10 فروع في مدينة الرياض. وكان قد نال عضوية مجلس إدارة “مدارس الرياض”، وعمل نائباً للرئيس التنفيذي لـ”اتحاد الصالحية للتمور والحلويات”، وشغل منصب الأمين العام لـ”مؤسسة مسك الخيرية”.
مؤمن بالشباب
خريج “جامعة الملك سعود” يعمل رئيسا لمجلس إدارة مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية “مسك” التي تهدف إلى “تمكين المجتمع من التعلم والتطور والتقدّم في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية، عبر إنشاء حاضنات لتطوير وإنشاء وجذب مؤسسات عالية المستوى، وتوفير بيئة تنظيمية جاذبة”.
تعبّر “مسك” بوضوح عن وعي وأفق المرحلة الجديدة للسعودية، وتقدم بتجربتها المميزة صورة شبه كاملة عن الخلفية التي تحرك منظومة العمل التي عرفتها السعودية منذ تولي الأمير محمد وطاقمه من الكفاءات الوطنية الشابة مهامهم.
متخصص في التربية الفنية، وتذوقه للفنون وصنوف الثقافة عموما ظهر جليا في تركيز المؤسسة التي يديرها “مسك” والمبادرات التي يتبناها لدعم الفن والفنانين وعموم الموهوبين. لكنه رائد أعمال ناجح مارس التجارة في إطار المؤسسة العائلية ذات الاهتمامات التجارية، فبعد تخرجه في الجامعة عمل مع أخيه في مؤسسة العساكر للأجهزة الكهربائية. وسافر في رحلة مع رجال أعمال إلى اليابان والصين شهدت تأسيس مجلس الأعمال السعودي الصيني، وبعد العودة اتفق مع مجموعة من الشباب على تأسيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية في الرياض.
في تلك الرحلة كان العساكر بملامحه الشابة الغضّة، يقف في زاوية صورة التقطت بعفوية، صامتا يستمع إلى حديث لمجموعة من كبار رجال الأعمال السعوديين، ممن استطاع أن يبني إمبراطوريات المال والتأثير في بواكير نهضة السعودية، لم تكن تلك الصورة إلا مشهدا عابرا لتناسل هذه العجينة من خبرة قدامى ناجحي الصحراء مع وثبة شبابها المتطلع إلى صفوف القيادة والإدارة للمرحلة الجديدة.
وترقى في لجنة شباب الأعمال التابعة لغرفة الرياض، وكلف من القيادة بتولي جائزة رواد شباب الأعمال فأظهر شخصية قيادية وروحاً عملية وثابة، وساهم في تطوير الجائزة وتفعيل دورها التحفيزي، وهناك التقى لأول مرة بالأمير محمد بن سلمان عام 2006، إذ كان نشاطه في مهمته لافتا ولا يمكن تجاهله.
ملامح السعودية الجديدة
يجتمع العساكر اليوم مع الشخصية الأكثر حضورا وتأثيرا في المنطقة، يترجم أفكاره ويدأب في تنفيذ واجباته، ويلتقي معه في كثير من الأفكار التي تركز على الشباب والتعليم وجرأة الابتكار.
يقول عن ولي العهد إنه “مرح وبسيط، لا تعرف هل هو رئيسك أم صديقك. هو كلاهما صراحة. يقضي الكثير من ساعات يومه في العمل ولا شيء سواه، لكنه يحب المشاركة وتفويض المهام ومنح الصلاحيات بما يخفف من الأعباء عليه ويضاعف من ثقة المحيطين به”.
ويؤكد العساكر أن الشباب هم الطاقة الحقيقية لأي كيان، وفي السعودية 70 بالمئة من الشعب شباب. وهو منطوق ما يؤمن به من ضرورة التركيز على الأجيال الشابة والاهتمام بتعليمها وتدريبها وصقلها على النحو الذي ينهض بهم أفراداً وينعكس على مردود المجتمع والوطن، وقد خدمت أكثر من 9 آلاف طالب سعودي عبر برامجها التدريبية الخارجية.
وبلور العساكر وفرق عمله المنتشرة في كل المؤسسات والكيانات التي يرأسها ويشرف عليها، هذه الأفكار العابرة إلى حقائق قارّة، سيما عبر مؤسسة مسك الذي تستحوذ على خلاصة وقته وتركيزه وقلبه، وقد انتقلت بفضل إنجازاتها من مؤسسة ذات عبء تمويلي إلى كيان رائد ومنتج برأس مال بلغ 3 مليارات، تفيد في تعليم الشباب وتنمية مهاراتهم وتغذية الدولة والمجتمع بالكفاءات الجاهزة والمستعدة للوفاء بمتطلبات المسؤوليات المختلفة التي يتولونها.
لعله بإيمانه بضرورة ومحورية دور القطاع غير الربحي في تسريع عملية الإنتاج والإنجاز في القطاعات المختلفة، يجسد هوية الصف القيادي الجديد في السعودية، وطبع النشاط البشري المحلي بالحيوية، وتخفيف العبء على الدولة لتنفرد بالمهام الاستراتيجية للبلد.
يوجد في السعودية أقل من 1000 مؤسسة وجمعية خيرية وهو عدد ضعيف جداً بالقياس إلى حجم مساحة المملكة، بأمل أن يتنامى هذا العدد وفق رؤية السعودية 2030 التي تركز عليه وتهتم بتفعيله وتوسيع دوره وحضوره في واقع البلاد، بما يسهم في تنمية المجتمع وتوظيف الشباب ودعم الناتج المحلي.
وتهتم “مسك” بتقديم برامج تهدف إلى تأهيل القادة في القطاع غير الربحي بالشراكة مع عدة جهات دولية، وتبتعثهم الآن لهذا الغرض، كما تحثّ على مشاركة المرأة السعودية في القطاع غير الربحي التي جرى تعزيزها مؤخراً بشكل واضح وملموس وفي إطار التقاليد الاجتماعية العامة، وأصبح لها دوراً فاعلاً في القطاع، وتوافرت لها فرص واعدة، ومراكز قيادية عالية، فضلا عن التركيز على مفهوم العمل التطوعي كثقافة. بذلك تركز “مسك” على مسؤولياتها لتعزيز الدور الريادي في تغيير حياة الشباب داخلياً وخارجياً.
ومنذ تأسيسها الفعلي عام 2009 وهي مستمرة برسالتها في تنمية المجتمع، وتركيزها على التحفيز والتشجيع، ونهتم بالإبداع، وتقديم المبادرات المتنوعة؛ لضمان الاستدامة، وهذا ما يحقق نمو العقل البشري. وقد بدأت بالفعل قبل 5 سنوات بإرسال 20 طالبا للدراسة في محافل جامعية عالمية مثل هارفارد، ليختلطوا ببيئات جامعية مختلفة، قبل أن يتعاظم هذا الرقم ويضم تخصصات مختلفة ويفيد قوائم جديدة من الشباب المتطلع والمستعد للمستقبل.
المهارة رأس المال
الكم الكبير من المبادرات التي تنطلق على الأرض السعودية يراد منها أن تسهم وتسهب في صناعة جيل المرحلة الجديدة في البلاد، والعساكر محفوف بهذه المهام المختلفة، يوزع بينها أبعاض وقته وطاقته، ينخرط فيها شباب متمتعون بكفاءاته العالية، ومقبلون على الفرص الواعدة التي تلمع في سماء التحولات الحديثة.
في كل الرحلات الخارجية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان، ينشغل العساكر بزيارة الجامعات العريقة، والمعاهد العلمية والأكاديميات المتخصصة، يبرم معها العقود والشراكات، في سبيل استقطابها أو إيفاد الشباب السعودي إليها، نظرة خاطفة على حسابه الشخصي أو صفحة أخباره نشاطه، تكشف عن حجم الآفاق التعليمية والتدريبية التي يشق إليها العساكر الطريق ويمهّد نحوها السبل المشرعة للقاصدين، يؤسس لمنصات التعليم المختلفة على يد الماهرين من عقول العالم الشاسع وعلى ضوء تجاربه الناس أجمعين.
يعتقد حسب ما يدلي به في كل مرة، أن المهارة دقيقة التخصص هي الأمل الذي يود لو أن قطاعات الشباب اهتمت به واشتغلت عليه، لأنه الوسيلة النافذة والمفتاح العريض لفكّ مغاليق المستقبل الواعد وانبثاق نور الطريق نحو المجد، يكرر ناصحاً الشباب أن النجاة من مصائر العاطلين هو التعليم والتدريب والتحسن المستمر.
وجّه العساكر، ذات لقاء، نصيحة غالية للشباب، حين قال “كن نفسك وركز على هدفك لتقدم شيئًا لهذا الوطن الغالي”. وتابع إن التعليم هو العنصر الأهم في صياغة مستقبل الشباب، وللشباب أقول “بإمكانك أن تعلّم نفسك، وإذا أردت أن تصنع شيئًا مختلفًا؛ ركز على ما تحب ولا تنتظر النتائج القريبة”.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق