عمدت قطر أن تمد لها سببا في كل مجال تجد فيه فرصة لنصب سهامها ضد السعودية، وتستثمر في كل البيئات التي يمكن اختراقها لمناكفة الرياض، وتطرق كل باب سيجرّ فتحه الرياح الشعواء في وجه الشقيقة الكبرى.
الجمعة 2019/05/17
رغم مضي ما يقارب العامين على إعلان الرباعي العربي (المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين) مقاطعة نظام قطر نتيجة أفعاله المشينة في حق هذه الدول وفي استقرار المنطقة العربية وشعوبها عموما، لا تزال الملفات السوداء لنظام الدوحة تتكشف كل مرة، وتكشف حجم ما كان يكنّه ويضمره ضد جيرانه الخليجيين، وقد حظيت السعودية بالنصيب الأكبر من استهدافه وعدائه.
عن عمق الصبر والإمهال الذي بذلته هذه العواصم يكشف رغبة منها في تجنب المواجهة، وأملاً في أن تثنيه النتائج الخائبة التي نالت نظام الدوحة رغم كل الوقت والجهد والأموال التي أزهقها في سبيل تحقيق أهدافه الخاسرة.
ورغم أن قطر واصلت، مكابرة، في سياسة العداء والاستعداء على نحو يدينها ويؤكد صدقية قرار المقاطعة، إلا أن التاريخ القريب لسلوك قطر ونشاطاتها المريبة يحتفظ بملفاته المثخنة بالأسرار ومناسبات الكيد والضغينة.
لقد عمدت قطر أن تمد لها سبباً في كل مجال تجد فيه فرصة لنصب سهامها ضد السعودية، وتستثمر في كل البيئات التي يمكن اختراقها لمكايدة ومناكفة الرياض، وتطرق كل باب سيجرّ فتحه الرياح الشعواء في وجه الشقيقة الكبرى.
وقد كشفت لنا الأيام القليلة الماضية عن طرف من تلك الجهود المضنية التي بذلتها الدوحة في سيرتها الطويلة للعمل ضد السعودية، عبر سلسلة من الأسماء التي اختارت البوح ببعض دورها وصلاتها بقطر.
ففي زمن الصحوة مثلاً، اجتهدت الدوحة لتمد نفوذها في جسد هذا المكون الديني المتحفز، فاجتذبت دعاته ونجومه، واتصلت بالموتورين فيه ومولت نشاطاتهم، وبذلت لهم الشيكات والحقائب المليونية، وقائمة من دعاة يأخذون رواتب شهرية ثابتة وأعطيات متفرقة من حكومة قطر حتى تكون ضمن مشروعها، وأولت من ينطوي على بذور الانشقاق والضغينة ضد الدولة اهتماماً خاصاً وامتيازات تؤهل لاستغلالهم في لحظة التمكين المنتظرة على نحو ما قاله الداعية عائض القرني. وحاولت الدوحة إنعاش الحالة الصحوية بعد أن فقدت زخمها خلال انتفاضات الربيع العربي، لتثوير المجتمع السعودي وزيادة توتيره وتهيئته للمرحلة الجديدة، لكنها تلقت ضربة قاصمة في قلب مشروعها، أحالت كل تلك الجهود إلى رماد تذروه الرياح.
وإبان موجة الإرهاب التي ضربت السعودية في بدايات الألفية، لعبت قطر دوراً على نحو خبيث ولاأخلاقي، ومنحت جوازات ووثائق رسمية لبعض رموز الخلايا المتطرفة، وحولت “الإرهاب” إلى صناعة كاملة متصلة بمشروعها الكبير لاستهداف السعودية وتهديد استقرارها. وجيشت كل ماكيناتها الإعلامية لإلصاق تهمة الإرهاب بالسعودية، وخلال أحداث 11 سبتمبر 2001 استقطبت دعاة سعوديين على شاشتها لاستكمال مشهدية الصلة المختلقة بين السعودية وموجة الإرهاب، وتقاطعت أهدافها مع تنظيم القاعدة في استهداف السعودية وزعزعة أمن الدول العربية، وكانا الأراضي القطرية ممراً للسلاح نحو السعودية حسب اعترافات علي الفقعسي رئيس المجلس العسكري لتنظيم القاعدة الذي يقضي حكماً بالسجن لـ45 عاماً في السعودية.
أما المعارضة السعودية التي تركزت خلال التسعينات في لندن، فقد اتصلت بها الدوحة وفتحت لها فضائياتها، وربطتها بمجاميع ورموز الإخوان هناك، ودربت عناصرها ومولتها، إذ كانت قطر- وعلى لسان كساب العتيبي الذي قضى 20 عاماً من عمره مناوئاً للسعودية في لندن- ترسل حمد بن ثامر، رئيس شبكة الجزيرة الآن، كل 3 أشهر بـ300 ألف جنيه إسترليني يسلمها يدا بيد للمعارض السعودي سعد الفقيه، والذي حول جزءاً منها لصالح استثمارات شخصية في تركيا ينفق منها مع الدعم القطري.
وبعد قرار المقاطعة، جاهرت الدوحة بسلوكها في التعامل والتواصل مع كل شخص يذكر السعودية بسوء، فتحت لهم ساعات البث، ومكنتهم من اعتلاء المنابر وقبضتهم الأموال وضمتهم لقوائم الموظفين في ماكينة العداء الكبير.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق