التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سفير أميركي أكثر ملاءمة لدى الرياض

كيف سيساعد سفير جديد يمتلك خلفية كافية لفهم الشرق الأوسط، في دعم توجهات السعودية لضمان استقرار المنطقة ومواجهة دعاة الفوضى وعواصم الخراب؟

الأربعاء 2019/06/19


استقبل العاهل السعودي مطلع هذا الأسبوع عددا من السفراء المعينين حديثا لدى المملكة العربية السعودية، من بينهم سفير الصين الشعبية والولايات المتحدة وغيرهما.
السفير الأميركي المعين لدى الرياض هو جون أبي زيد الذي سلم نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف الشهر الفائت، وشرع الآن في مزاولة أعماله رسميا بعد أن تسلم الملك سلمان أوراق اعتماده بقصر السلام بجدة. قد تأخر وصوله منذ ترشيح الرئيس دونالد ترامب له، وسجل بذلك أطول غياب لسفير أميركي عن الرياض منذ يناير 2017، بعد أن حصل على موافقة مجلس الشيوخ لتثبيته في مهمته الحالية.
ينتظر من السفير الجديد أن يكثف من مساعيه لتعميق حالة العلاقة الإستراتيجية التي تجمع البلدين، والتي تعيش أفضل مراحلها انسجاما في المواقف تجاه الملفات الكبرى في المنطقة (إيران- سوريا- اليمن)، مع بعض الخلافات (فلسطين) والتي قد يساعد وجود أبي زيد في تحسين ظروف التباين فيها، لاسيما وأن الرياض تشكل في خياراتها العمق العربي الأصيل مدعومة بإجماع عربي متين، في مواجهة مشاريع إقليمية دخيلة تنفذ عبر قضايا المنطقة إليها وتستثمرها لخدمة مشاريعها الابتزازية.
السفير الأميركي الجديد جنرال عسكري متقاعد وقائد سابق للقيادة الوسطى لعمليات أميركا في الشرق الأوسط وكان الرجل الثاني للقيادة المركزية الأميركية في حرب العراق عام 2003.
هاجر أجداده من لبنان إلى كاليفورنيا، ودرس عن الشرق الأوسط لسنوات في جامعة هارفارد، وجامعة عمّان، ويتحدث العربية بطلاقة. له خلفية عسكرية ودبلوماسية كبيرة وإلمام واسع بالمنطقة التي كانت ولا تزال محل انشغال الإدارات الأميركية على تعاقب رؤسائها والجالسين على مقاعدها.
كيف سيساعد سفير جديد يمتلك خلفية كافية لفهم الشرق الأوسط، في دعم توجهات السعودية لضمان استقرار المنطقة ومواجهة دعاة الفوضى وعواصم الخراب؟
كانت ولا تزال المنطقة بملفاتها المختلفة وعلاقاتها مع الولايات المتحدة تتمتع بحساسية عالية، إذ غابت عن المنطقة الظروف الطبيعية والعادية منذ مدة طويلة واستغرقت في سيرة طويلة من التحولات والعواصف التي لا تهدأ، وكان الحضور الأميركي يتذبذب بلا استقرار وظل محل جدل مستمر.
ولدى قراءة جملة من مواقف السفير الأميركي المعين أخيرا لدى أهم عواصم المنطقة وأكثرها تأثيرا، ندرك أنه يملك وجهات نظر متقاربة مع المشروع الذي تؤمن به وتقوده الرياض لإعادة ترتيب الإقليم على النحو الذي يوفر ضمانة لاستقراره وصونه من الأزمة التي يقاسيها الآن.
فهو يردد دائما -كان آخرها خلال حديثه إلى مجلس الشيوخ للحصول على موافقته لتعيينه سفيرا- أن “السعودية تلعب دورا محوريا في محاربة الإرهاب العالمي وتساهم بفاعلية في جهود قطع شبكات تمويل داعش”.
ويقول إن “تراجع أو تقليص العلاقات مع السعودية يضر الأمن القومي الأميركي، ويشعر بشرف كبير للعمل على تعزيز علاقة بلده مع السعودية”. كما يتهم إيران بـ”زعزعة استقرار المنطقة، وأن تزويدها لحزب الله بالسلاح يهدد ديمقراطية لبنان الهشة”.
وينتقد باندهاش، أثناء قيادته للقوات الأميركية في العراق، قدرة قناة الجزيرة القطرية على التواجد في مواقع الجرائم كلما كان هناك شخص مختطف أو مشكلة ما “وهذا تفصيل لافت للنظر”.
سيعزز وجود أبي زيد بخلفيته العسكرية وخبرته في العراق وجهة نظر السعودية في ملف المواجهة مع إيران، التي تشكل الخطر الذي يؤذي المنطقة ويقوض استقرارها، وينقل الصورة الكاملة لدى الرأي العام الدولي والأميركي في وجه الدعايات اليسارية التي تقدم صورة مغلوطة تسوق لادعاءات طهران واللوبيات النافذة هناك.
ويطوي مرحلة من الانسحاب والتلكؤ الأميركي الذي طبع سلوكها خلال الرئاسيات الماضية، ويقطع مع صفقات باراك أوباما المريبة على نحو ما جرى في الاتفاق النووي الإيراني بما أورثه للمنطقة من خلل وزيادة في عمر الورطات العميقة.
وأمام مشروع التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها السعودية في إطار رؤيتها لعام 2030، لاسيما في قطاع الصناعات العسكرية وتوطين الإنتاج الحربي، فإن الرياض مهتمة بتوسيع شراكاتها مع الجانب الأميركي وتسريع وتيرة التواصل بهذا الشأن، وسبق لأبي زيد أن تناول في أطروحته لنيل شهادة الماجستير التي أعدها في جامعة هارفارد، القرار السعودي بشأن الإنفاق الدفاعي، وكان مشرفا على الروابط العسكرية الأميركية مع السعودية حتى تقاعده في مارس 2007.

الرابط :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...