التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رحالة سعوديون يستغنون عن الورق.. ويوثقون زياراتهم على «يوتيوب»



جدة - عمر البدوي 


< بدأ بعض الشباب السعوديين توثيق رحلاتهم بغرض المتعة أو الاستكشاف لمناطق داخل المملكة وخارجها في مذكرات مصورة وموثقة عبر حساباتهم على «يوتيوب»، بعد إعادة المونتاج والطبخ السينمائي لتظهر بالشكل المشوّق واللائق لجمهورهم الذي يتسع مع الوقت. ودرج الرحالون عادة وقديماً على تسجيل ملاحظاتهم ومشاهداتهم عبر الكتب والمؤلفات التي أصبحت فناً عالمياً متداولاً وله جمهوره الخاص، ولكن الإعلام الجديد وإطباق زمن الصورة على المشهد والواقع نقل الجمهور إلى فضاء جديد يستطيع أن يحتفظ بأعلى مستوى من الإمتاع والنقل الأمين لمتعلقات اللحظة من التشويق والإثارة والمتعة، مستفيدين في سبيل ذلك من دهشة الصورة وإيقاع الموسيقى وصوت الطبيعة المنقولة عبر الوسائط الحديثة.
وربما اكتفى بعض الرحالة والمستكشفون الجدد بنقل فعاليات وتفاصيل رحلاتهم مباشرة عبر حساباتهم على «تويتر» أو «سناب شات»، وسواها من التطبيقات التي تتيح التواصل والتفاعل الحي والمباشر، ولكن ذلك لا يغني عن التوسع في استعراض التفاصيل الصغيرة للمدن وتضاريس المواقع التاريخية وانطباعات الرحالة التي تنقل في المذكرات على «يوتيوب» وفي حلقات عدة بعد العودة من السفر وقد تستغرق أكثر من حلقة.
عبدالله الجمعة واحد من أوائل المميزين في هذا المجال، واستقطبته قنوات ومؤسسات دعائية غربية للاستفادة من جمهوره وشهرته وقدرته التوثيقية، وهو كاتب ورحالة سعودي ولد في الرياض 1987، ودرس القانون في جامعة الملك سعود في الرياض وفي جامعة مانشستر وتخرج من جامعة هارفورد.
في مجال الكتابة له ثلاثة إصدارات هي: «عظماء بلا مدارس»، و«أيتام غيروا مجرى التاريخ»، و«حكايا سعودي في أوروبا»، وحققت هذه الكتب نسبة مبيعات عالية، ما أكسبه شهرة كبيرة.
وفي كتابه «حكايا سعودي في أوروبا» يصف الكاتب رحلته في أوروبا متنقلاً بين عدد من الدول الأوروبية، راوياً قصصاً حدثت معه، ولاقى الكتاب نجاحاً كبيراً وكانت الطبعة الأولى في 2013، وبيع منه 14 ألف نسخة في وقت إقامة معرض الرياض الدولي للكتاب فقط، وتحولت فكرة الكتاب إلى برنامج تلفزيوني يحمل عنوان «حكايا سفر» لمصلحة قناة العرب.
أما عادل عبداللطيف وأصدقاؤه، فهم شباب سعوديون ينتجون مقاطع فيديو لجميع رحلاتهم وينشرونها عبر قناتهم «تذكرة مسافر» بالعربية أو TraTic بالإنكليزية على «يوتيوب»، ويمكنون أكثر من ٦٠ ألف مشترك من مشاهدة تفاصيل رحلاتهم ومغامراتهم في أطراف العالم، وكسرت المشاهدات لديهم حاجز المليون متابع، وللإفادة أكثر يقوم الشباب بتقديم قائمة مفصلة بمواقع دقيقة وروابط المواقع الإلكترونية الخاصة بالأماكن التي قاموا بزيارتها، إلى جانب تقديم حساب مفصل لمصاريف الرحلة، وحساب عام للكلفة الإجمالية. انطلقت المجموعة عام 2012 وأنتجت قرابة 20 مادة توثق رحلاتهم المتنوعة بين مدن العالم الشهيرة كنيويورك، وهونغ كونغ، وجزيرة جيجو البركانية في كوريا الجنوبية، وواشنطن، ودبي، وقمة فيكتوريا، وفيينا.
وتعتبر رحلات المهندس السعودي إبراهيم سرحان واحدة من أكثر التجارب غرابة وتميزاً لأنها يختار الطرق الوعرة والدول ذات الحساسية العالية، وهو ما طبع تجربته الأخيرة التي لاقت رواجاً كبيراً ومتابعة عالية عندما اختار كوريا الشمالية موقعاً لرحلته، وبعد جولات لا تقل أهمية وغرابة في زياراته الاستكشافية لهضبة التبت وغابات الغابون في ساوتومي وبرينسب، اختبر الحياة في أعلى أماكن العالم المأهولة بالسكان في بوليفيا، وغامر بزيارة أرض الصقيع لابلاند، وفي كوريا الشمالية اختار الإثارة والغموض وواجههما بشجاعة، وانتهت رحلته إلى هناك بسلسلة من المذكرات المصورة التي يتلهف لها المتابعون واستضافته على إثرها الفضائيات لنقل تجربته والاطلاع على تفاصيلها المثيرة والمشوقة التي لا تكاد تتوقف.
وجد سرحان في كوريا الشمالية واحدة من أكثر الدول غموضاً وعزلة، ويعيش شعبها تحت وطأة حكومة شيوعية، وأنظمة غريبة لا تتوافر الكثير من المعلومات عنها، إضافة إلى أنشطتها النووية التي أقلقت العالم.
وبعد رغبة لأكثر من سنتين ومحاولات عدة تمكن سرحان من الحصول على تأشيرة لزيارة كوريا الشمالية، وبوصوله خضع لمراقبة شخصين من موظفي الدولة طوال الفترة في غياب تام للإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، لمدة ثمانية أيام.
فيما يتميز الرحالة السعودي حمد العسكر بجرعة أكثر من المغامرة والجرأة في خوض تحديات السفر الذي يجد فيه وفي الترحال «تأمل في عظمة الله وترويح عن النفس ورياضة للبدن والعقل واطلاع على الأحوال واكتشاف للمجهول».
ومن خلال موقعه الشخصي المتواضع يعرض بعضاً من رحلاته الداخلية ويوضح جوانب بيئية وبشرية تزخر بها السعودية المترامية الأطراف، كما يفتح نافذة على العالم الخارجي من خلال رحلات تطّلع على الشعوب وعاداتها وتقاليدها وعلى الطبيعة التي تتمتع بها هذه الأرض، وشعاره في ذلك «عظمة الله تتجلى في خلقه».



الرابط :



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائياً ع

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم، ومن

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت تسم