التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تجاذب بين المواطنين و«أمانة جدة» حول تطوير «الرويس»


{ جدة - عمر البدوي 

< اضطر بعض أهالي حي الرويس إلى افتراش الأرصفة لاعتراض فرق شركة الكهرباء التي كانت تنوي فصل التيارات عن المنازل قبل أن تنسحب من الموقع خشية أن يتطور الموقف، فيما عبروا عن استيائهم الشديد لرغبة الأمانة في تطوير الحي من دون إيجاد بديل مجزٍ لهم.
وكان محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد أعلن مطلع هذا الأسبوع البدء في مشروع تطوير العشوائيات في حي الرويس، اعتباراً من 8 آب (أغسطس) الجاري، وفصل الخدمات بشكل مرحلي عن أحياء الحي.
وينفذ البرنامج بالمشاركة مع القطاع الخاص وبإشراف لجنة وزارية، لتنمية وتطوير مجموعة من الأحياء المتهالكة، التي أصبحت تشكل تهديداً بيئياً وجمالياً وأمنياً على واقع ومظهر محافظة جدة العام.
ولا تزال قضية حي الرويس قيد التداول منذ أن بدأ التفكير في إخضاعه لخطط التطوير، إذ أجرت أمانة محافظة جدة في وقت سابق درساً لأكثر المناطق العشوائية تأثراً وتأثيراً في جدة، فحلّت منطقة الرويس في المرتبة الثانية ضمن المناطق العشوائية التي استنفدت جميع الحلول الاعتيادية لمعالجتها، وبناء على ذلك صدر قرار وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب - آنذاك - بالموافقة على بدء إجراءات نزع ملكية العقارات الواقعة بمنطقة حي الرويس لمصلحة شركة جدة للتطوير العمراني.
ولكن أهالي حي الرويس يعترضون على اعتباره حياً عشوائياً، ولا يجدون واقعه مطابقاً لشروط اعتباره كذلك، مؤكدين أن «الرويس» لا يشبه بقية الأحياء التي تجوز تسميتها بالعشوائية، أو المكان المشاع الذي تملك الناس فيه مساكنهم من دون إثبات أو صك الملكية، فضلاً على أن تصميمه لا يشبه الحال التي تكون عليها العشوائيات غالباً من ضيق الشوارع وتعرجها، وخلوا المنطقة من خدمات الماء والكهرباء والهاتف والسفلتة والإنارة والصرف الصحي، أو بنيت بيوتهم بالصفيح والمواد الأولية، كما هي الحال في بقية العشوائيات المعروفة.
وبحسب الدراسات التي استندت عليها الأمانة، يعتبر حي الرويس الذي يسكنه نحو 34 ألف نسمة، 16 في المئة منهم سعوديون يملكون عقارات في الحي، منطقة غير منظمة عالية الكثافة السكانية تتسم بطابع شعبي ونمط عمراني كثيف نتج من النمو المتزايد، وضعف جودة البنايات، مع وجود كثير منها من دون معايير البناء، ولا تحوي خدمات كافية.
وأوضحت محافظة جدة أن تصميم المخطط العام للمشروع تم وفق أعلى مستويات الجودة والمقاييس المعمارية العالية، مع توفير كل العناصر والمستلزمات الحياتية اللازمة لحاجات المجتمعات الحضرية التي تشمل مختلف الشرائح من الوحدات السكنية والأبراج المكتبية والتجارية، إضافة إلى المرافق العامة والمراكز الطبية المتخصصة والمساحات الخضراء المفتوحة المتفرقة.
فيما قال أحد المواطنين: «الجزء الشعبي في الرويس لا يزيد على ١٠ في المئة فقط لا غير، أما وصفه جميعاً بالحي العشوائي فتجاوز، ولا بد من التفصيل، ومن دونه يصبح الكلام لا قيمة له، وأن أي كلام عن التعويضات لا نلتفت له قبل أن ننتهي من الأساس وهو تصنيف الحي أولاً». واستطرد: «مشروع نزع الملكيات ينفذ للمصلحة العامة، ولا توجد هنا أية مصلحة عامة، بل مصلحة خاصة وللشركات فقط».
غير أن محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز شدد خلال اللقاء الأول لبدء المرحلة التنفيذية الأولى لتنمية الرويس على أهمية تطوير هذه المناطق، حتى لا تكون مثل البقع السوداء في الثوب النظيف، مشيراً إلى وجود خمسة خيارات للملاك، مع إمكان الدمج بين أكثر من خيار، طبقًا لظروفهم المالية وقراراتهم.
ونفى أن يكون للدولة، ممثلة في الأمانة أو المحافظة أو الإمارة، أي توجه للوقوف ضد مصلحة الملاك لأجل المشروع، مؤكداً أن شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني مملوكة للدولة وليست لقطاع خاص، وأن نزع الملكيات يتم بناء على قرار صادر عن مجلس الوزراء لتطوير العشوائيات، وتابع: «نريد الفائدة لجدة وأهلها وليس للقطاع الخاص».
وذكر أمين محافظة جدة المهندس هاني أبوراس أن الهدف من المشروع تطوير المنطقة العشوائية في الرويس مع حفظ حقوق الملاك، لافتًا إلى أن الأمانة تعمل على مخططات استراتيجية منذ عامين يتم تنفيذها بإشراف محافظ جدة، وبمشاركة الجهات الحكومية كافة، انطلاقًا من ستة محاور رئيسة، أهمها رفع الكفاءة العمرانية وتطوير المناطق العشوائية.
وأشار أحد مواطني حي الرويس إلى أن سكان الحي لا يرفضون التطوير، بشرط عدم إلزامهم بهجر منازلهم، وأن امتناعهم منصب بالأساس على رفض جشع الشركة المكلفة والمستثمرة بالمشروع، والتي تسعى لتحقيق أكبر ربح مع أقل كلفة ممكنة، ما ينعكس على التسعير الجائر وغير القابل للتفاوض، والذي لا يتجاوز 15 في المئة من قيمة العقار ذي الصك، بحسب قوله.


الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...