التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العمري استشهد قبل أيام من موعد زواجه... وعائلته تبكيه بفخر


جدة - عمر البدوي 

< بين مشاعر الحزن والفخر انحبست دمعة في عيون أشقاء الجندي محمد غانم حسن السليمي العمري، الذي استشهد أثناء العمليات القتالية في نجران السبت الماضي، إذ أعلنت قيادة قوات التحالف استشهاد ضابط وستة أفراد من القوات السعودية، إثر التصدي لمحاولة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التسلل عبر الحدود. وأضافت قيادة قوات التحالف أن طائرات التحالف والأباتشي واصلت عمليات تطهير الحدود من المتسللين، مشيرة إلى أن القوات السعودية نجحت في التصدي لمحاولة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التسلل في الربوعة بمنطقة نجران. وأشارت إلى مقتل العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وتدمير معداتهم العسكرية. معركة ساخنة تلك التي وقعت على حدود السعودية، سطر فيها الجنود السعوديون بدمائهم وأرواحهم قصصاً من البسالة والتضحية، كما قال اللواء محمد الشيخي وهو يعزي ذوي الشهيد محمد العمري وبقية زملائه في لواء الملك خالد الرابع بكتيبة المشاة الآلية. كان سرادق العزاء يعج بأصحاب البزات العسكرية وهم تقدمون واجب العزاء لذوي الشهيد ويتلقون من جهتهم العزاء من جموع المشيعين، الذين قدموا من أطراف المنطقة للصلاة على الجندي العمري فجر الأحد الماضي. وأدى جمع غفير من المصلين الصلاة على الشهيد العمري بمسجد الأمير أحمد بن عبدالعزيز ببلدة الصفة بحلي، يتقدمهم رئيس مركز حلي عابد العيافي، الذي نقل تعازي مستشار خادم الخرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل إلى أهل الشهيد وذويه. من جانبه، أكد شيخ قبيلة العمور محمد حمد العمري أن الشهيد، الذي عرف بأخلاقه وسيرته العطرة، جسد أروع ملاحم البطولة والفداء من أجل هذا الوطن المعطاء، ولن يتوانى أي مواطن في أي موقع كان في تلبية نداء الوطن والذود عن حماه. شقيق الشهيد وكيل الرقيب عامر غانم العمري يقاسم عائلته الحزن على وداع ابنهم، كما شاطره القتال والفداء للوطن على جبهات الدفاع، إذ يعمل مع شقيقه في الجبهة نفسها، وتلقى الخبر في البلدة أثناء تمتعه بإجازته القصيرة قبل أن يعود إلى حيث يكتب الخلود للشهداء والشرف للأبطال. وعبّر عامر شقيق الشهيد العمري عن فخره واعتزازه بالعمل البطولي لأخيه، مؤكداً تأهبه للعودة مجدداً إلى حدود الوطن بعد انتهاء مراسم العزاء واستعداد عائلته لتقديم مزيد من شبابها لجبهات القتال لدحر الأعداء. كان أصدقاؤه يشاطرون عائلته الفخر ويغلبهم الحزن على وداع رفيقهم، الذي جمعتهم به حياة عريضة من المواقف، ويشهدون له بالبر بوالدته، وبأحلامه الكبيرة التي كان يعقدها قبل استشهاده بأيام وهو يوشك على تجهيز مراسم زواجه، الذي تفصله أيام قلائل فقط عن موعد رحيله مخلداً في سجل الذائدين بشرف عن حدود وطنهم.


الرابط :
http://www.alhayat.com/Articles/16752934

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...