جدة - عمر البدوي
ارتبط الشاب حسن هروبي لدى الكثيرين من متابعي شبكات التواصل الاجتماعي، بجبال هروب الواقعة على الحافة الغربية لجبال السروات بمنطقة جازان، من خلال نشره بكثافة صور الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها هذه الجبال، ما جعلها منطقة معروفة ومغرية للزيارة.
ولا يملك الشاب حسن مؤهلاً تعليمياً سوى الشهادة الابتدائية، وهو عاطل الآن عن العمل، لكنه يهوى التصوير، ووجد في جبال هروب ضالته، إذ بدأ هذه الأيام التي تعرف بالربيع يستيقظ كل صباح متحمساً لمشروعه الجديد «التصوير»، مستفيداً من مهاراته التصويرية العالية، وبخاصة أن هذه المنطقة الجبلية تعطيه موضوعاً مناسباً، تبتكر له زوايا التصوير.
وتبعد جبال هروب الشاهقة عن مدينة جازان بحوالى 110 كيلومترات تقريباً، وتتخللها بعض الأودية، في حين تقدر مساحتها بحوالى 18 ألف كيلومتر تقريباً، وتتمتع بمناخ مداري نظراً إلى وقوعها ضمن المنطقة المدارية، وتشتد برودة الطقس في فصل الشتاء في مرتفعات المحافظة الجبلية، بينما تنخفض كلما اتجهت إلى الأسفل بجهة الأودية. كما تمتاز المنطقة ذات الجبال العالية بطبيعتها الخلابة وأوديتها السيالة، وتتمتع بكثرة الأمطار واعتدال أجوائها في أغلب موسم السنة. لكن طبيعتها الساحرة لا تشبه ظروف الخدمات فيها، ولا ما يساعد في الاستقرار هناك، وفي السياق ذاته، يقول الشاب حسن لـ«الحياة» «شبكات الاتصال بالمنطقة سيئة للأسف على رغم تركيب أبراج جديدة، ولا يوجد فيها مستشفى عام، إلا مستوصف صغير لا يخدم المحافظة، ولا يوجد فيها غير جهاز صرف آلي واحد وغالباً يكون خارج الخدمة، كما لا يوجد فيها أفرع للبنوك، ولا مكتب ضمان، ولا أحوال مدنية».
وعلى رغم أن نزول الأمطار يساعد في إضفاء متعة طبيعية ساحرة على المكان ويمنح المصور حسن مزيداً من فرص الالتقاط الرائعة، لكنه يجدد مأساة ساكني الجبال، إذ تعزلهم المياه السائلة في الوديان لما يزيد أحياناً عن ثلاثة أيام متصلة نظراً إلى تساقط الصخور وعدم توافر «كباري» فوق الأودية وعلى طرق الخروج الوحيدة لديهم، وقليلاً ما يستجيب مركز الدفاع المدني أو مكتب البلدية، بحسب قول حسن.
في السياق ذاته، تحدث هروبي عن أبرز ما تحتاج إليه المحافظة من «شقق وفنادق للمتنزهين وسفلتة طرق في جبال المحافظة، إذ لا يوجد طريق أسفلتي يخدم هذه الجبال، في حين بدأت أعمال تركيب أعمدة الكهرباء لجبل البازخ فقط، بينما جبل نعمة لا يتمتع بأسفلت ولا كهرباء على رغم أنه أعلى قمة في جبال هروب، وخصوصاً أن الضباب لا يفارق هذا الجبل على مدار السنة. ويتمنى حسن من رجال الأعمال الاستثمار في هذه المنطقة، ومن هيئة السياحة السعودية الاهتمام بها، إذ عرف عنها حرصها ودأبها على ذلك.
تنوع استخدام الشباب السعودي لوسائل التواصل وتقنيات الاتصال الحديثة، فمنهم من مال إلى تطبيقات التسلية والمتعة لتزجية الوقت، وآخرون حافظوا على مستوى الاستمتاع من دون أن يذهب الوقت سدى وبدون فائدة، إذ ساعد التوظيف العفوي في التعريف بمناطق المملكة مترامية الأطراف واكتشاف ما كان غائباً فيما مضى بفضل الجهد الذي بذله الشباب للكشف عن حجم التنوع والثراء في البلاد. ولعل مثل هذه الخطوات التي ساعدت في إلقاء مزيد من الضوء على مناطق زاخرة بالطبيعة وفرص الاستثمار السياحي والترفيهي تسرع من الجهد الذي تبذله الحكومة للانصراف إلى إغناء السياحة الداخلية بما تكتنزه الأرض من إمكانات، وما تجود به الطبيعة من سحر وروعة.
تعليقات
إرسال تعليق