بين تيار يشيع أن المرأة مظلومة مهضومة لا تنال حقوقها الكافية مثل قيادتها للسيارة ، وتيار آخر يجلجل في الآفاق أن المرأة عرضة للتغرير وقضيتها وسيلة للتبرير ، تعيش المرأة السعودية مرارة الواقع الصعب وسذاجة المحامي ( الأهطل ) .
تتزاحم التيارات الفكرية المتوهمة في السعودية لترسيخ حضورها في المجتمع ، وتحاول في سبيل هذا الهدف استهلاك كل الإمكانات والفرص لتبرير شرعيتها في الوجود الشعبي ، وتعتبر قضية المرأة واحدة من أكثر المناطق التي تحفل بالسجالات المتوترة دون طائل أو مردود حقيقي على أوضاعها القانونية والاجتماعية .
لا تقدم هذه التيارات التي تستهول حضورها فوق ما يثبته الواقع وتطيقه الحقيقة أي تقدم يذكر في مضمار مناصرة المرأة أو الإسهام في تقدمها ورفع المظالم عنها ، تيار غارق في المطالب الفارهة والحقوق المترفة وتيار آخر مشغول بزيادة الأعباء وإثقال الكواهل بما يعتقد أن فيه حمايتها وصيانتها .
ترزح المرأة السعودية تحت نير المظالم الحقيقية ، فصفتها القانونية لا تمكنها من نيل حقوقها وقصتها مع المحاكم المتعثرة يضاعف همومها ، وما تتعرض له من حالات التعنيف والإهانة والقسوة يتواتر بشكل يسحق فرديتها ، أكثر من 1.5 مليون عانس لا يوجد أي مشروع لعلاج مشكلتهن، والتيارات مشغولة بزواج القاصرات على أهميته ، لا إلزام للأولياء بنفقة قريباتهن ونفقة الأيتام الذين تعولهن الأمهات والجدات، والجهد مصروف للبحث عن من يبيع الملابس الداخلية النسائية ، ضعف حاد في المشاريع التربوية والتنموية الموجهة للمرأة ، والتيارات مسكونة بهاجس قيادتهن السيارة .
جارتي المعلّقة أم حسن تتكبد أحمالاً من الألم الذي يعتصر قلبها وهي ترى ابنتها محرومة من الدراسة لأنها لا تملك أوراقاً ثبوتية تضمن تسجيلها في صفوف الدراسة ، والدها استخدم ابنتهما لإغاظة زوجته ودفعت تلك البنت المكسورة ثمن غلاظة والدها واختلال الموازين بينما التيارات مستغرقة في معاركها الرخيصة .
تعليقات
إرسال تعليق