التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تمدرس الموهبة



أصبح من المعلوم لكل عارف أن الموهبة عملية إعجاز بارعة ، يمكن لها أن تخترق حدود المألوف وتطبع في ذهن الناس الدهشة والإعجاب .
ثم اكتشفنا أن الموهبة لا تكفي لوحدها ، وهي لا تعدو أن تكون قابلية طريّة واستعداداً تلقائياً يتطلب معه كثيراً من التدريب والتطوير لاستكناه إمكاناتها الفذّة وقدراتها الواسعة .
اليوم نحتاج إلى أن نفهم الطريقة الأمثل لتطوير إمكانات الموهبة واستخراج المكنون منها وصقلها وحفزها بالطريقة العلمية والحضارية المدروسة .
يعتبر إهمال الرياضة المدرسية واحداً من العوامل المشاركة في تراجع مستوى الرياضة السعودية وتواضع نتائجها ، وتراجعت العناية بحصص التربية البدنية حتى تشوهت قيمتها في أذهان الطلاب واعتبرت مجرد مساحة للتسلية وتمضية اليوم المدرسي وانعكس هذا على اضمحلال المواهب والقيمة الصحية للرياضة .
الحقيقة أن إهمال التمدرس الرياضي جزء من العلل التي يعانيها التعليم ، ولذا رسمت الاستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية ضمن مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام وهذه لفتة جميلة ترسخ دور الرياضة المدرسية وتشي بنجاعة مشروع الملك وشموليته في تطوير هذا المرفق الحيوي من الدولة .
ولتطوير الرياضة المدرسية وبالتالي الرياضة السعودية لا بد من : " زيادة الوعي وتعزيز النشاط البدني لدى الطلاب في سن المدرسة والمجتمع ككل لدمج الصحة والترفيه والبيئات التنافسية ، ودمج الرياضة بشكل فعال ضمن المناهج الدراسية ، وتطوير الطلاب الرياضيين , المدرب , المعلم وإرشادهم إلى التفوق في النظام المدرسي وخارجه ، وتطوير البنية التحتية المادية في المدارس ، وتعزيز وحشد الدعم من القطاع الخاص مادياً ومعنوياً " .
وهذه العناصر التطويرية المنصوصة جزء من أهداف الاستراتيجية الوطنية للرياضة السعودية ، وتبدو أهدافاً ورؤى ناضجة ومميزة يمكن أن تحدث تغييراً جذرياً وأثراً مثمراً ولكن التطبيق الحقيقي هو المحك .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...