تعطيك الموهبة حضوراً اجتماعياً لافتاً ، سيما إذا بذلت لها من الاهتمام والعناية والصقل ما تستحقه ، إذ تمنحك بالمقابل النجومية التي تستأهل على إثرها التصفيق والريادة .
هذا ما يحصل لميسي ورونالدو وأنيستا وتشافي ، تطاردهم الأبصار وترمقهم بلحظ الإعجاب والتقدير ، تلاحقهم كاميرات الصحافة والإعلام وتشرق بفلاشاتها وخلفها عشرات المتشوفين إلى أدق تفاصيل هؤلاء المشاهير .
هذا ما حدث لأسطورة الاتحاد نور الذي تعرض لما يشبه النهاية المأساوية لتاريخه مع النادي ، لعلاقة أقل ما يقال عنها أنها كانت علاقة منسجمة وتكاملية مع فريقه اللصيق لقلبه .
احتشدت جماهير الأندية السعودية للوقوف معه وتناست خصوماتها التقليدية لتؤكد ريادة هذا النجم ، امتعضت للطريقة غير المناسبة للتعامل مع لاعب خلوق ، بتضحياته الواسعة ، ودموعه الحقيقية ووفائه الكبير .
استحق مقابل كل هذه التضحيات هذه الوقفة الشعبية التي نالها لقاء مخاض الاستبعاد من ناديه ، لقد وفت الموهبة بوعودها للاعب الذي قدّر موهبته حق قدرها ، وها هو ينعم بأفضل نتائجها ويسعد بأبهج مواقفها .
وكذلك الحال مع نجوم الملاعب السعودية ماجد عبد الله والجابر والهريفي والثنيان ، ما زالت أسماؤهم محفوظة في ذاكرة الكرة السعودية ، وما زال لكلمتهم وزن ومعنى في حراك الرياضة ، والشبكة العنكبوتية تحتفظ بثروة فلمية لإنجازاتهم وتكتنز لحظاتهم المشرفة في التاريخ .
قال خاد الحرمين الشريفين عشية الإعلان عن انطلاق مؤسسة موهبة السعودية : " إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا ، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها ، لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً ، وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه ، في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن " .
تعليقات
إرسال تعليق