لا أميل لفوز السلفيين بالانتخابات العربية ، إذ هم في حاجة إلى مراجعة قاسية لبنائهم السياسي . السلفية تملك أكثر قدرة تبريرية لمظالم الحكام باسم عصمة الدم والحفاظ على الاستقرار وخشية الفتنة . كما أن تعاملهم مع " الآخر " يتسم بكثير من الحدية والحساسية في ظل اتجاه عالمي نحو التعدد وتقبل المباينين . ويتمحور السلفيون في سعيهم السياسي على أساس " الحفاظ على العقيدة " ويهمشون جوانب التنمية ووفرة المعيشة وترقية حياة الإنسان . بالتالي هم في حاجة ماسة إلى تطوير " مبادئهم السياسية " قبل أن يستجيبوا للآليات والأنظمة التنظيمية والديمقراطية . لا شك أن السلفيين أكثرهم عدالة ونزاهة بحكم النظام التربوي والتعبدي ولكن الطباع الحسنة لا تكفي لإدارة دولة . السياسة تدار بشكل براغماتي وتقوم على حفظ المصلحة واللعب على وتر التنازلات والمقايضات وهذا ما يخدش في ديانة المرء . صحيح أن إدارة الدولة من الداخل تحتاج إلى كثير من الصدق والتعفف وهذا ما يمتاز به السلفيون ، ولكن كيف هو الحال مع المناطق المتقاطعة مثل الأقليات وحرية التعبد والفنون والتفكير الحر وملفات السياحة وغيرها . ...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )